الموضوع: ضمير الغائب
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة



إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة

يجرى الضمير مجرى اسم الإشارة؛ فيكون مفردًا ويرجع إلى مثنى أو متعدد، فإن اسم الإشارة وإن كان مفردًا فقد يشار به إلى مجموع، وذلك في هذه الآيات:
1- {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئًا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح} [9: 120]
أفرد الضمير في {به} إجراء له مجرى اسم الإشارة، كأنه قيل: إلا كتب لهم بذلك. [البحر:5/113].
ب- ويحتمل أن يكون الضمير جاريا مجرى اسم الإشارة في هذه المواضع:
1- {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا} [4: 2]
{إنه} عائد إلى الأكل لقربه، ويجوز أن يعود على التبديل، أو عليهما، كأنه قيل: إن ذلك كما قال:
فيها خطوط من سواد وبلق = كأنه في الجلد توليع البهق
أي كأن ذلك. [البحر:3/161].
2- {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه} [4: 4]
في [الكشاف:1/470]: «الضمير في {منه} جار مجرى اسم الإشارة كأنه قيل: عن شيء من ذلك؛ كما قال الله تعالى: {قل أؤنبكم بخير من ذلكم} بعد ذكر الشهوات، أو يرجع إلى ما هو في معنى الصدقات، وهو الصداق؛ لأنك لو قلت: وأتو النساء صداقهن لم تخل بالمعنى».
وفي [البحر:3/166167]: «الضمير في {منه} عائد على الصداق. وأقول: حسن تذكير الضمير؛ لأن معنى: {فإن طبن}: فإن طابت كل واحدة؛ فلذلك قال {منه} أي من صداقها، وهو نظير: {وأعتدت لهن متكأ} أي لكل واحدة؛ ولذلك افرد {متكأ}.
وقيل: يعود على {صدقاتهن} سلوكا به مسلك اسم الإشارة . . . وقيل: يعود على المال، وهو غير مذكور، ولكن يدل عليه {صدقاتهن} وقيل: يعود على الإيتاء، وهو المصدر الدال عليه {وآتوا}».
3- {إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [4: 140]
في [البحر:3/374]: «الضمير في {معهم} عائد على المحذوف الذي دل عليه قوله: {يكفر بها ويستهزأ} أي فلا تقعدوا مع الكافرين المستهزئين. {حتى} غاية لترك القعود معهم، ومفهوم الغاية أنهم إذا خاضوا في غير الكفر، والاستهزاء ارتفع النهي؛ فجاز لهم أن يقعدوا معهم.
والضمير عائد على ما دل عليه المعنى، أي في حديث غير حديثهم الذي هو كفر واستهزاء.
ويحتمل أن يفرد الضمير، وإن كان عائدًا على الكفر والاستهزاء المفهومين من قوله: {يكفر بها ويستهزأ} لأنهما راجعان إلى معنى واحد، ولأنه أجرى الضمير مجرى اسم الإشارة في كونه لمفرد، وأن كان المراد به اثنين».
4- {إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم} [5: 36]
في [الكشاف:1/629630]: «لم وحد الراجع في {ليفتدوا به} وقد ذكر شيئان»؟
قلت: نحو قوله: فإني وقيار بها لغريب.
أو على إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة، كأنه قيل: ليفتدوا بذلك. ويجوز أن تكون الواو في {ومثله} بمعنى (مع) فيتوحد المرجوع إليه.
وفي [البحر:3/473373]: «وإنما يوحد الضمير لأن حكم ما قبل المفعول معه في الخبر والحال وعود الضمير متأخرًا حكمه متقدمًا، تقول: الماء والخشبة استوى؛ كما تقول: الماء استوى والخشبة. وقد أجاز الأخفش أن يعطي حكم المعطوف، فتقول: الماء مع الخشبة استويا، ومنع ذلك ابن كيسان، وجعل الواو بمعنى (مع) ليس بشيء، لذكر {معه}».
5- {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به} [6: 46]
أي يأتيكم بذاك: إجراء للضمير مجرى اسم الإشارة، أو بما أخذ وختم. [الكشاف:2/24].
وقيل: يعود على السمع بالتصريح، وتدخل فيه القلوب والأبصار، وقيل: عائد على الهدى الذي يدل عليه المعنى. [البحر:4/132].
وفي [معاني القرآن للزجاج:2/273]: «أي بسمعكم، ويكون ما عطف على السمع داخلاً في القصة».
6- {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه} [6: 137]
{ما فعلوه} ما زين لهم من القتل، أو لما فعل الشياطين، أو الإرداء، أو اللبس، أو جميع ذلك، إن جعلت الضمير جاريًا مجرى اسم الإشارة. [الكشاف:2/70].
الظاهر عود الضمير على {القتل} لأنه المصرح به، والمحدث عنه، والواو عائدة على الكثير.
وقيل: الهاء للتزيين، والواو للشركاء، وقيل: الهاء للبس، وهذا بعيد، وقيل: لجميع ذلك، إن جعلت الضمير جاريا مجرى اسم الإشارة. [البحر:4/230].
7- {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} [7: 27]
قرئ شاذًا: {من حيث لا ترونه} بإفراد الضمير؛ فيحتمل أن يكون عائدًا على الشيطان وقبيله؛ إجراء له مجرى اسم الإشارة، ويحتمل أن يكون عائدًا على الشيطان وحده، لكونه رأسهم وكبيرهم [البحر:4/285].
8- {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [10: 58]
{هو} راجع إلى (ذلك) [الكشاف:2/353].
هما شيء واحد عبر عنه باسمين على سبيل التوكيد؛ ولذلك أشير إليه بذلك، وعاد الضمير إليه مفردًا [البحر:5/172].
9- {فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا} [17: 69]
الضمير في {به} عائد على المصدر الدال عليه {فيغرقكم} إذ هو أقرب مذكور، وهو نتيجة الإرسال.
وقيل: عائد على الإرسال، وقيل: عائد عليهما؛ فيكون كاسم الإشارة. [البحر:6/60].
10- {وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره} [36: 3435]
الضمير في {ثمره} لله تعالى . . . ويجوز أن يرجع إلى النخل، وتترك الأعناب غير مرجوع إليها، أو من ثمر المذكور، [الكشاف:4/15].
عائد على الماء، لدلالة العيون عليه. [البحر:7/335].


رد مع اقتباس