عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 02:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هل يكون توكيد الطلب كثيرًا في الشعر العربي؟



هل يكون توكيد الطلب كثيرًا في الشعر العربي؟


استقصيت مجموعة من دواوين العرب: مجموعة خمس دواوين، وهي: دواوين النابغة الذبياني. ديوان عروة بن الورد. ديوان علقمة بن عبدة. ديوان حاتم الطائي. وكانت حصيلة هذا الاستقراء:
أ- ليس في ديوان عروة بن الورد، ولا في ديوان حاتم الطائي توكيد لفعل من أفعال الطلب.
ب- جاء توكيد المضارع بعد (لا) الناهية في موضعين من ديوان علقمة [ص: 5، 29].
ج- جاء توكيد المضارع بعد (لا) الناهية في ثمانية مواضع وموضع بعد (هل) من ديوان النابغة الذبياني:[13، 23، 37، 42، 51، 61، 63، 67].
أما شعر الفرزدق الذي مع هذه المجموعة فهو لا يمثل شعر الفرزدق شعر الفرزدق ديوانا ضخمًا نشره إسماعيل الصاوي، ولذلك لم أقرأه في هذه المجموعة.
وسأواصل إن شاء الله استقراء دواوين شعراء الجاهلية وشعراء الإسلام. وما أظن أني سأقف على كثرة توكيد أفعال الطلب كما يزعم ابن هشام.
من هذا يتبين لنا أن توكيد أفعال الطلب قليل في هذه الدواوين، لم يتجاوز مواضع محصورة قليلة بعد (لا) الناهية. وتوكيد أفعال الطلب في القرآن إنما كان بعد (لا) الناهية في 45 موضعًا وفي موضع واحد بعد (هل) الاستفهامية.
الأفعال الثلاثية كثيرة جدًا في القرآن، مجردة ومزيدة.
أما الأفعال الرباعية فقد جاء منها فعل واحد في القرآن، على صورة واحدة في موضعين:
أ- {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور} [100: 9].
ب- {وإذا القبور بعثرت} [82: 4].
وبعض أفعال من مضاعف الرباعي، نحو: زلزل، وسوس.
ويرى الكوفيون أن نحو (زلزل) ثلاثي مزيد، لا رباعي مجرد.
كذلك الأسماء الثلاثية كثيرة جدًا في القرآن، مجردة ومزيدة.
أما الأسماء الرباعية فقد جاء منها في القرآن مثال جعفر: برزخ، خردل، سرمد. ومثال برثن: زخرف، سندس.
ومثال زبرج جاء بالتاء: سلسلة، شرذمة. ولم يقع في القرآن من غير التاء. مثالان لهما نظير في القرآن، ومثالان لا نظير لهما في القرآن، والخامس بين بين.
الاسم الخماسي المجرد لم يقع في القرآن. قال أبو الفتح في [الخصائص:1/61]: «ذوات الأربعة مستثقلة غير متمكنة تمكن الثلاثي . . . ثم لا شك فيما بعد من ثقل الخماسي وقوة الكلفة به». أكثر أمثلة الخماسي من غريب اللغة سفرجل، جحمرش، جردحل، قذعمل.
الاسم الرباعي المزيد بحرفين غير المشتق جاء منه في القرآن ثلاثة ألفاظ:
العنكبوت: وقد كررت في آية واحدة في قوله تعالى:
{كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت} [29: 41].
وزمهرير، وقمطرير.
الاسم الخماسي المجرد لا يزاد عليه إلا حرف مد قبل الآخر، نحو:
حندريس، عضرفوط.
جاء في القرآن لفظان: زنجبيل، سلسبيل.
أما قرعبلانة فقال النحويون: انفرد بروايتها كتاب العين، وكل ما انفرد به كتاب العين لا يحتج به.

وهنا ظاهرة تستلفت النظر: الاسم الرباعي المزيد بحرفين، وكذلك الاسم الخماسي المزيد بحرف، وهذا غاية ما يصل إليه المزيد، قد اجتمع من النوعين أربعة ألفاظ في سورة واحدة، وهي سورة الإنسان:
1- {إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا} [76: 10].
2- {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} [76: 13].
3- {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا} [76: 17].
4- {عينا فيها تسمى سلسبيلا} [76: 18].
لم اجتمعت هذه الألفاظ الأربعة التي هي قمة الزيادة في سورة واحدة؟
ولم كان اجتماعها في سورة الإنسان دون غيرها من طوال المفصل أو قصاره؟
أقول: الله أعلم بأسرار كتابه.

اقتصرت في دراساتي القرآنية على تسجيل الظواهر اللغوية والنحوية من غير أن أعرض لها بتعليل لأمرين:
أ- التعليل يعتمد على الحدس والتخمين.
ب- يخفي علينا كثير من أسرار التنزيل.


رد مع اقتباس