عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 جمادى الآخرة 1432هـ/17-05-2011م, 11:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي العطف على الموضع وشروطه

العطف على الموضع وشروطه:
1- { أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} [161:2].
في [معاني القرآن: 2/96]: (و قرأها الحسن: ( {عنه الله والملائكة والناس أجمعون} وهو جائز في العربية، وإن كان {أجمعون} مخالفاً للكتاب (أي رسم المصحف) وذلك أن قولك: {عليهم لعنة الله} كقولك: يلعنهم الله، ويلعنهم الملائكة والناس. . . والعرب تقول. . . ).
وفي [الكشاف: 1/209 - 210]: (و قرأ الحسن: {و الملائكة والناس أجمعون} بالرفع، عطفاً على محل اسم الله، لأنه فاعل في التقدير، كقولك: عجبت من ضرب زيد وعمرو، تريد: من أن ضرب زيد وعمرو). [العكبري: 40:1].
وفي [البحر: 1/460- 462]: (قرأ الجمهور (الملائكة والناس أجمعين بالجر، عطفاً عن اسم الله. وقرأ الحسن: {و الملائكة والناس أجمعون} وخرج هذه القراءة جميع من وقفنا على كلامه من المعربين والمفسرين على أنه معطوف على موضع اسم الله لأنه عندهم في موضع رفع على المصدر، وقدروه: أن لعنهم الله، أو أن يلعنهم الله، وهذا الذي جوزوه ليس بجائز، على ما تقرر في العطف على الموضع من أن شرطه أن يكون ثم طالب ومحرز للموضع لا يتغير. هذا إذا سلمنا أن {لعنة} هنا من المصادر التي تعمل، وأنه ينحل بأن والفعل، لأنه لا يراد به العلاج وكأن المعنى: أن عليهم اللعنة المستقرة من الله على الكفار، أضيفت لله على سبيل التخصيص، لا على سبيل الحدوث ونظير ذلك: {ألا لعنة الله على الظالمين} [18:11]. ليس المعنى: ألا أن يلعن الله على الظالمين، وقولهم: له ذكاء ذكاء الحكماء ليس المعنى هنا على الحدوث وتقدير المصدرين منحلين بأن والفعل. بل صار ذلك على معنى قولهم: له وجه وجه قمر، وله شجاعة شجاعة الأسد، فأضيفت الشجاعة للتخصيص والتعريف، لا على معنى: أن يشجع الأسد.
و لئن سلمنا أنه يتقدر هذا المصدر أعني لعنة الله بأن والفعل فهوكما ذكرناه لا محرز للموضع، لأنه لا طالب له، ألا ترى أنك لو رفعت الفاعل بعد ذكر المصدر لم يجز، حتى تنون المصدر فقد تغير المصدر بتنوينه، ولذلك حمل سيبويه قولهم: هذا ضارب زيد غداً وعمراً على إضمار فعل، أي ويضرب عمراً، ولم يجز حمله على موضع زيد لأنه لا محرز للموضع، ألا ترى أنك لو نصبت زيداً لقلت: هذا ضارب زيداً وتنون. وهذا أيضاً على تسليم مجيء الفاعل مرفوعاً بعد المصدر المنون فهي مسألة خلاف: البصريون يجيزون ذلك فيقولون: عجبت من ضرب زيد عمراً, والفراء يقول: لا يجوز ذلك، بل إذا نون المصدر لم يجيء بعده فاعل مرفوع.
و الصحيح مذهب الفراء, وليس للبصريين حجة على إثبات دعواهم من السماع بل أثبتوا ذلك بالقياس على أن الفعل. فمنع هذا التوجيه الذي ذكروه ظاهر، لأنا نقول: لا نسلم أنه مصدر ينحل بأن والفعل، فيكون عاملاً.
سلمنا لكن لا نسلم أن للمجرور بعده موضعاً. سلمنا، لكن لا نسلم أنه يجوز العطف عليه.
و تتخرج هذه القراءة على وجوه:
أولاها: أنه يكون على إضمار فعل لما لم يمكن العطف. التقدير: وتلعنهم الملائكة كما خرج سيبويه هذا ضارب زيد وعمراً أنه على إضمار فعل، ويضرب عمراً.
الثاني: أنه معطوف على لعنة الله على حذف مضاف، أي لعنة الله ولعنة الملائكة, فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه).
الثالث: أن يكون مبتدأ حذف خبره لفقهم المعنى أي والملائكة والناس أجمعون يلعنونهم).
2- {فصيام ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةٍ إذا رجعتم} [196:2].
في [معاني القرآن :1/118]: (السبعة فيها الخفض على الاتباع للثلاثة، وإن نصبتها فجائز على فعل مجدد، كما نقول في الكلام: لا بد من لقاء أخيك وزيد وزيداً).
وفي [الكشاف: 241/ 1]: (و قرأ ابن أبي عبلة: (وَسَبعَةً) بالنصب، عطفاً على محل ثلاثة أيام، وكأنه قيل: فصيام ثلاثة أيام، كقوله: (أو إطعام في يومٍ ذي مسغبة يتيماً) [14:90- 15]
وفي [العكبري:1/49]: (وقرئ (وسبعةً) بالنصب وتقديره: ولتصوموا سبعة أيام أو صوموا سبعة).
وفي [البحر :79/ 2]: (وخرجها الحوفي وابن عطية على إضمار الفعل، في فصوموا وهو التخريج الذي لا ينبغي أن يعدل عنه).


رد مع اقتباس