أغمض، غمض
{ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه} [2: 267].
في [المحتسب: 1/ 139 – 140]: «ومن ذلك قراءة الزهري: {إلا أن تغمضوا} بفتح التاء من غمض وروى أيضا: {تغمضوا} مشدد الميم.
وقرأ قتادة: {إلا أن تغمضوا فيه} بضم التاء وفتح الميم.
قال أبو الفتح: أما قراءة العامة، وهي {إلا أن تغمضوا فيه} فوجهها أن تأتوا غامضا من الأمر.
لتطلبوا بذلك التأول على أخذه، فأغمض على هذا: أتى غامضا من الأمر، كقولهم: أعمن الرجل: أتى عمان، وأعرق: أتى العراق، وأنجد: أتى نجدا. وأغار: أتى الغور.
وأما {تغمضوا فيه} فيكون منقولا من غمض هو، وأغمضه غيره كقولك: خفى وأخفاه غيره، فهو كقراءة من قرأ: {أن تغمضوا فيه} ولم يذكر ابن مجاهد ثقل الميم مع فتح التاء مكسورة أو مضمومة، والمحفوظ في هذا غمض الشيء يغمض... كدخل يدخل.
والمعنى: أن غيرهم يغمضهم فيه من موضعين:
أحدهما: أن الناس يجدونهم قد غمضوا فيه، فيكون من أفعلت الشيء. وجدته كذلك، كأحمدت الرجل: وجدته محمودًا، وأذممته: وجدته مذمومًا...
والآخر: أن يكون {تغمضوا فيه} أي إلا أن تدخلوا فيه، وتجذبوا إليه، وذلك الشيء الذي يدعوهم إليه، ويحملهم عليه هو رغبتهم في أخذه، ومحبتهم لتناوله، فكأنه – والله أعلم – إلا أن تسول لكم أنفسكم أخذه فتحسن ذلك لكم، وتعترض بشكه على يقينكم حتى تكاد الرغبة فيه تكرهكم عليه.
ويزيد في وضوح هذا المعنى لك ما روى عن الزهري أيضًا من قراءته: {إلا أن تغمضوا فيه} أي إلا أن تغمضوا بصائركم وأعين علمكم عنه، فيكون نحوا من قوله:
إذا تخازرت وما بي من حزر
وفي [البحر: 2/ 318]: قرأ الزهري: {تغمضوا} بضم التاء وفتح الغين، وكسر الميم مشددة. ومعناها معنى قراءة الجمهور.
وروى عنه {تغمضوا} بفتح التاء وسكون الغين، وكسر الميم، مضارع غمض، وهي لغة في أغمض.
وروى عن اليزيدي {تغمضوا} بفتح التاء وضم الميم، ومعناها: إلا أن يخفى عليكم رأيكم فيه.
وروى عن الحسن {تغمضوا} مشددة الميم مفتوحة وقرأ قتادة: {تغمضوا} بضم التاء، وسكون الغين، وفتح الميم مخففة، ومعناها: إلا أن تغمض. وقال أبو الفتح». [ابن خالويه: 16].
أفتن، فتن
{وظن داود أنما فتناه} [38: 24].
في [البحر: 7/ 393]: « {فتناه} بالتشديد، عمر رضي الله عنه... والضحاك: أفتناه، كقوله:
لئن فتنتني لهى بالأمس أفتنت
في [المحتسب: 2/ 232 – 233]: من ذلك قراءة عمر بن الخطاب {فتناه} وقرأ قتادة {فتناه}.
قال أبو الفتح: أما {فتناه} بتشديد التاء والنون (فعلناه) وهي للمبالغة، ولما دخلها معنى نبهناه ويقظناه جاءت على (فعلناه) انتحاء للمعنى المراد.
وأما قراءة {فتناه} فإن المراد بالتثنية هنا الملكان، وهما الخصمان اللذان اختصما إليه أي اختبراه، فخبراه بما ركبه من التماسه امرأة صاحبه...».
أفجر، فجر
{حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} [17: 90].
الكوفيون {تفجر} من الثلاثي، وباقي السبعة {تفجر} من فجر.
والأعمش وعبد الله بن مسلم من أفجر رباعيا، وهي لغة في فجر. [البحر: 6/ 79]، انظر [ص:343].
أفرط، وفرط
{توفته رسلنا وهم لا يفرطون} [6: 61].
في [البحر: 4/ 148]: «قرأ الأعرج وعمرو بن عبيد {لا يفرطون} بالتخفيف، أي لا يجاوزون الحد فيما أمروا به».
وفي [المحتسب: 1/ 223]: «قال أبو الفتح: يقال: أفرط في الأمر إذا زاد فيه. وفرط فيه إذا قصر، فكما أن قراءة العامة {لا يفرطون} أي لا يتعدون فيما يؤمرون به من توفى من تحضر منيته. فكذلك أيضًا لا يزيدون، ولا يتوفون إلا من أمروا بتوفيه».
أفهم، وفهم
{ففهمناها سليمان} [21: 79].
{فأفهمناها} عكرمة. [ابن خالويه: 92].