عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22 جمادى الأولى 1432هـ/25-04-2011م, 08:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أبنية الاسم الثلاثي

نظرات في أبنية القرآن الكريم
رب وفقني فلا أعدل عن
سنن الساعين في خير سنن

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد...
فالأبنية جمع بناء، وبناء الكلمة وصيغتها ووزنها بمعنى واحد، وهو عدد حروفها المرتبة وحركاتها وسكناتها. [شرح الرضى على الشافية:1/2].
أبنية الاسم الثلاثي
ذكر النحويون أن القسمة العقلية بأن تكون أبنية الاسم الثلاثي اثني عشر بناء.
ذلك أن الفاء لا بد أن تكون متحركة؛ إذ لا يبتدأ بساكن، والحركات ثلاث، والعين تكون متحركة وساكنة. بضرب أحوال الفاء الثلاث في أربعة أحوال العين يكون الاثنا عشر بناء.
خص (فُعل) بالفعل المبني للمفعول، ودئل مسمى به منقول من الفعل. التسمية بالفعل المبني للمفعول ليست في القرآن، فكل ما جاء من (فُعل) فهو فعل مبني للمفعول.
وامتنع (فِعل) وجاء ذلك في قراءة شاذة {والسماء ذات الحبك} وخرجها أبو الفتح على أنها سهو من القارئ قال في [المحتسب:2/287]: «وأما (الحبك) بكسر الحاء وضم الباء فأحسبه سهوًا، وذلك أنه ليس في كلامهم (فِعل) أصلاً بكسر الفاء وضم العين». وخرجها أبو حيان على أن الكسر في حاء (الحبك) إنما كان إتباعًا لكسرة تاء (ذات) قبلها قال في [البحر:8/134]: «وقرأ أبو مالك أيضًا بكسر الحاء وضم الباء، وذكرها ابن عطية عن الحسن، وقال ابن عطية: وهي قراءة شاذة غير متوجهة... والأحسن عندي أن تكون مما أتبع فيه حركة الحاء لحركة ذات، ولم يعتد باللام الساكنة».
وأقول: إن الإتباع جاء في القراءات المتواترة: قرأ أبو جعفر قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا} قرأ بضم تاء الملائكة في المواضع الخمسة. فهذه قراءة عشرية. وجمهور العلماء على أن القراءات الثلاث المكلمة للعشر متواترة أيضًا كالسبع.
وقد وقفت على قراءة أخرى شاذة أيضًا: قرئ في قوله تعالى: {وذروا ما بقى من الربا}.
قرأ الربو، بكسر الراء وضم الباء، وهذه القراءة أشد لأن الاسم المعرب فيها قد ختم بواو ساكنة قبلها ضمة، وهذا لا يكاد يوجد في الأسماء العربية. انظر [المحتسب:1/142] و[البحر:2/338].
الصيغ العشر الباقية موجودة في القرآن وتختلف كثرة وقلة.
فأكثرها وقوعا في القرآن صيغة (فَعل) تزيد موادها في الأسماء عن 120 وهي في المصادر نحو مائتي مادة. ويظهر أن بناء (فعْل كثير في كلام العرب أيضًا. قال أبو الفتح في [الخصائص:1/61]: «لذلك كان مثال (فعل) أعدل الأبنية، حتى كثر وشاع وانتشر».


رد مع اقتباس