الخلاف في تسوير الكتب السابقة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (فإن قلت: فهلا كانت الكتب السالفة كذلك؟ قلت لوجهين:
أحدهما: أنها لم تكن معجزات من ناحية النظم والترتيب.
والآخر: أنها لم تيسر للحفظ.
وقال الزمخشري: الفوائد في تفصيل القرآن وتقطيعه سورا كثيرة، وكذلك أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوحاه إلى أنبيائه مسورة). [البرهان في علوم القرآن: 1/263-265]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (* قال الزركشي في البرهان: فإن قلت: فهلا كانت الكتب السالفة كذلك؟
قلت: لوجهين:
أحدهما: أنها لم تكن معجزات من جهة النظم والترتيب.
والآخر: أنها لم تيسر للحفظ، لكن ذكر الزمخشري ما يخالفه؛ فقال في الكشاف: الفائدة في تفصيل القرآن وتقطيعه سورا كثيرة، وكذلك أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوحاه إلى أنبيائه مسورة...
وما ذكره الزمخشري من تسوير سائر الكتب هو الصحيح أو الصواب.
فقد أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: (كنا نتحدث أن الزبور مائة وخمسون سورة كلها مواعظ وثناء، ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود وذكروا أن في الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال).). [الإتقان في علوم القرآن: 2/429-430]