عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 09:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي نداء النكرة المقصودة

نداء النكرة المقصودة
جاء نداء النكرة المقصودة في هذه المواضع:
1- {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} [11: 44].
في [الكشاف: 2/ 217] : «ثم أمرهما بما يؤمر به أهل التمييز والعقل من قوله: (ابلعي ماءك. . وأقلعي) من الدلالة على الاقتدار العظيم وأن السموات والأرض وهذه الأجرام العظام منقادة لتكوينه فيها ما يشاء غير ممتنعة عليه، وكأنها عقلاء مميزون قد عرفوا عظمته وجلاله وثوابه وعقابه وقدرته على كل مقدور، وتبينوا تحتم طاعته عليهم وانقيادهم له، وهم يهابونه، ويفزعون من التوقف دون الامتثال له والنزول على مشيئته من غير ريث».
وفي [القرطبي: 4/ 3268] : «هذا مجاز لأنها موات، وقيل: جعل فيها ما تميز به، والذي قال إنه مجاز قال: لو فتش كلام العرب والعجم ما وجد فيه مثل هذه الآية، على حسن نظمها وبلاغة رصفها».
وفي [البحر: 5/ 228]: «وهذا النداء والخطاب بالأمر هو استعارة مجازية وعلى هذا جمهور الحذاق، وقيل: إن الله تعالى أحدث فيهما إدراكا وفهما لمعاني الخطاب، وروى أن أعرابيا سمع هذه الآية فقال: هذا كلام القادرين وعارض ابن المقفع القرآن فلما وصل إلى هذه الآية أمسك عن المعارضة وقال: هذا كلام لا يستطيع أحد من البشر أن يأتي بمثله ».
2- {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير} [34: 10].
في [البحر: 7/ 262] : «وجعل الجبال بمنزلة العقلاء الذين إذا أمرهم أطاعوا وأذعنوا وإذا دعاهم سمعوا واجابوا؛ إشعارا بأنه ما من حيوان وجماد وناطق وصامت إلا وهو منقاد إلى مشيئته، غير ممتنع على إرادته، ودلالة على عز الربوبية، وكبرياء الأولوهية حيث نادى الجبال وأمرها».
3- {قلنا يا نار بردا وسلاما على إبراهيم} [21: 96].
4- {قال يا بشرى هذا غلام} [12: 19].
(بشرى) بسكون الياء نكرة مقصودة، نادى البشرى، كأنه يقول تعالى فهذا أوانك، واحتمل أن يكون نكرة غير مقصودة فهو معرب وحذف التنوين لمنع الصرف لأن ألف (فعلى) لا تكون إلا للتأنيث.
وقيل: (بشرى) اسم للغلام، وضعفه النحاس بأنه لم يأت في القرآن تسمية أحدا إلا يسيرا، [معاني القرآن: 2/ 29]، [الكشاف: 2/ 247]، [البيان: 2/ 36]، [القرطبي: 4/ 3382]، [العكبري: 2/ 27]، [البحر: 5/ 290].
قرئ في السبع (يا بشراى) بفتح الياء فهو مضاف، [الإتحاف: 263]. وقرئ في الشواذ (يا بشرى) بياء مفتوحة وهي لغة فاشية كما قرئ (يا بشراى) بسكون الباء، [ابن خالويه : 62]، [المحتسب: 1/ 336- 337]، [الكشاف: 2/ 247].


رد مع اقتباس