دراسة (هل) في القرآن الكريم
وقعت (عسى) بعد (هل) في آيتين:
1- {قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا} [2: 246].
2- {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} [47: 22]
وفي [الخزانة: 4/ 78]: «ومن وقوع (عسى) فعلاً خبريًا قوله تعالى: {قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا} ألا ترى أن الاستفهام طلب، فلا يدخل على الجملة الإنشائية وأن المعنى: قد طمعتم ألا تقاتلوا إن كتب عليكم» وقال أيضًا: والحق أن (عسى) هنا فعل تام خبري، لا فعل ناقص إنشائي «يدلك على ذلك وقوعها خبرًا لإن، ولا يجوز بالاتفاق: إن زيدًا هل قام، وأن هذا الكلام يقبل التصديق والتكذيب، وعلى هذا فالمعنى: إني رجوت أن أكون صائمًا».
وفي [البحر: 2/ 255]: «دخول (هل) على (عسيتم) دليل على أن (عسى) فعل خبري، لا إنشائي. والمشهور أن (عسى) إنشاء، لأنه ترج، فهي نظير (لعل) ولذلك لا يجوز أن يقع صلة للموصول؛ لا يجوز أن تقول: جاء الذي عسى أن يحسن إلي، وقد خالف في هذه المسألة هشام، فأجاز وصل الموصول بها، ووقوعها خبرًا لإن دليل على أنها فعل خبري». [الكشاف: 1/ 148] (وعسى) في قول الفرزدق:
وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده = إذا نحن جاورنا حفير زياد
فعل خبري، لأنك لو جعلت (ذا) اسم موصول، و(عسى) إنشاء. فلا يوصل الموصول بالإنشاء. وإن جعلت (ماذا) كلها استفهامًا. فلا يدخل الاستفهام على الإنشاء.