عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 07:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هل يتقدم معمول المصدر إذا كان ظرفًا أو جارًا أو مجرورًا؟

هل يتقدم معمول المصدر إذا كان ظرفًا أو جارًا أو مجرورًا؟
هل يتقدم معمول المصدر عليه إذا كان ظرفًا أو جارًا أو مجرورًا.
قال [الرضي :2/ 181]: «وأنا لا أرى منعا من تقدم معموله عليه إذا كان ظرفا أو شبهه؛ نحو قولك: اللهم ارزقني من عدوك البراءة، وإليك القرار.
قال تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة} [24: 2]. وقال: {فلما بلغ معه السعي} [37: 102]. ومثله كثير. وتقدير الفعل في مثله تكلف، وليس كل مؤول بشيء حكمه حكم ما أول به، فلا منع من تأويله بالحرف المصدري من جهة المعنى، مع أنه لا يلزمه أحكامه. والظرف وأخوه يكفيهما رائحة الفعل، حتى إنه يعمل فيهما ما هو في غاية البعد من العمل كحرف النفي في قوله تعالى: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} [68: 2]. فقوله (بنعمة) متعلق بمعنى النفي، أي انتفى بنعمة الله وبحمده منك الجنون».
هذا ما يراه الرضي وهو الراجح في نظري، ولكن الجمهور على منع ذلك وسأذكر بعض الآيات:
1- {ولا تأخذكم بهما رأفة} [24: 2].
في [العكبري: 2/ 80]: «لا يجوز أن يتعلق الباء برأفة؛ لأن المصدر لا يتقدم عليه معموله، وإنما يتعلق بتأخذ، أي لا تأخذكم بسببهما. ويجوز أن يتعلق بمحذوف على البيان، أي أعنى». [الجمل :3/ 208].
2- {لو أن لي بكم قوة} [11: 80].
(بكم) حال من (قوة) وليس معمولا لها لأنها مصدر. [العكبري: 2/ 23].
3- {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [17: 23].
الحوفي: الباء متعلقة بقضى، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف، أي أوصى، الواحدي في البسيط: الباء من صلة الإحسان وقدمت عليه، و(أحسن) و(أساء) يتعديان بإلى وبالباء.
أبو حيان: (إحسانا) إن كان مصدرًا ينحل بأن والفعل فلا يجوز تقديم متعلقه، وإن كان بدلاً من اللفظ بالفعل فيجوز تقديم معموله عليه. [البحر: 6/ 52].
4- {لئلا يكون للناس عليكم حجة} [2: 150].
(عليكم) حال صفة تقدمت عاملها محذوف، ولا يجوز أن يتعلق بحجة، لأنه مصدر. [البحر: 1/ 441]، [العكبري: 1/ 38].
5- {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [4: 165].
(على الله) حال من (حجة) ويجوز أن يكون هو الخبر، و(للناس) حال. ولا يجوز أن يتعلق (على الله) بحجة لأنه مصدر. [العكبري: 1/ 113]. [الجمل: 1/ 448].
6- {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم} [3: 66].
(لكم) الخبر، و(به) حال من (علم) ولا يجوز تعلقه به، إذ فيه تقديم الصلة على الموصول، فإن علقته بمحذوف يفسره المصدر جاز ويسمى تبيينا. [العكبري: 1/ 77]، [الجمل: 1/ 285].
7- {ونذر الظالمين فيها جثيا} [19: 72].
(فيها) متعلق بنذر، أو بجثيا إن كان حالا، لا إن كان مصدرا أو حالا من (جثيا). [الجمل: 3/ 75].
8- {وهو عليهم عمى} [41: 44].
قرئ (عَم) و(عمىً) فيتعلق بهما الجار والمجرور لتقدمه عليه، ويجوز على التبيين أو حال منه. [العكبري: 2/ 116].
9- {وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام} [14: 23].
(بإذن ربهم) متعلق بأدخل وعلى قراءة (وأدخل) قال الزمخشري متعلق بما بعده. وفيه تقديم معمول المصدر المنحل بحرف مصدري عليه، وهو غير جائز. [البحر: 5/ 420-421].
10- {اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} [5: 35].
(إليه) متعلق بالفعل، أو بالوسيلة؛ لأنها بمعنى المتوسل به، فيعمل فيما قبله، أو حال من الوسيلة. [العكبري: 1/ 119]، [الجمل: 1/ 487].
11- {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} [3: 75].
(على الله) متعلق بالفعل، أو حال من الكذب. [البحر :2/ 501].
ولا يتعلق بالكذب لأنه مصدر. [العكبري: 1/ 78]، [الجمل: 1/ 289].
12- {ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون} [41: 28].
(بما كانوا) يتعلق بجزاء الثاني، إن لم يكن توكيدا، وبالأول إن كان مؤكدًا، [الجمل: 4/ 40].
13- {فراغ عليهم ضربا باليمين} [37: 93].
(باليمين) متعلق بضربا، إن لم تجعله مؤكدًا، وإلا فبعامله. عدى (راغ) هنا بعلى، وتقدم (فراغ إلى آلهتهم) لما كان مع الضرب المستولي عليهم من فوقهم إلى أسفلهم، بخلاف الأول فإنه توبيخ لهم. [الجمل: 3/ 538].


رد مع اقتباس