عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 06:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دخول همزة الاستفهام على أدوات الشرط

دخول همزة الاستفهام على أدوات الشرط

تدخل همزة الاستفهام على كلمات الشرط حروفًا وأسماء.
سيبويه يجعل الجواب لكلمات الشرط، فيجزمه إن كان مضارعًا، وهمزة الاستفهام دخلت على جملتي الشرط والجزاء؛ لأنهما كجملة واحدة.
ويونس يجعل الجواب لهمزة الاستفهام، وجواب الشرط محذوف، فلو كان مضارعًا لرفع، لأنه جواب الاستفهام.
لم يجيء الجواب في القرآن مضارعًا، فيفصل بين خلاف سيبويه ويونس، وإنما جاء الجواب جملة اسمية مقرونة بالفاء في قوله تعالى:
{وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} [21: 34].
وقد جعل النحويون هذه الآية ردًا على مذهب يونس:
قال أبو البقاء [1/85] : «ومذهب سيبويه الحق لوجهين:
أحدهما: أنك لو قدمت الجواب لم يكن للفاء وجه؛ إذ لا يصح أن تقول: أتزورني فإن زرتك.
الثاني: أن الهمزة لها صدر الكلام، (وإن) لها صدر الكلام؛ وقد وقعا في موضعهما، والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجواب؛ لأنهما كالشيء الواحد».
وقال الرضي [2/367] : «ولو كان التقدير: أفهم الخالدون لم يقل: فإن مت، بل كان يقول: أئن مت ... والأصل عدم الحكم بزيادة الفاء».
وفي [البرهان:2/365] : «لا يجوز في (فهم) أن ينوي به التقديم، لأنه يصير التقدير: (أفهم الخالدون فإن مت) وذلك لا يجوز؛ لئلا يبقى الشرط بلا جواب؛ إذ لا يتصور أن يكون الجواب محذوفًا يدل عليه ما قبله؛ لأن الفاء المتصلة تمنع ذلك؛ ولهذا يقولون: أنت ظالم إن فعلت، ولا يقولون: أنت ظالم فإن فعلت».
وفي [بدائع الفوائد:1/49] : «القرآن مع سيبويه. والقياس أيضًا».


رد مع اقتباس