عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي ما جاء في القرآن من إعمال (ما) الحجازية

ما جاء في القرآن من إعمال (ما) الحجازية

جاءت (ما) النافية متعينة للغة الحجازية، ناصبة لخبرها في آيتين:
1- {ما هذا بشرا} [12: 31].
2- {ما هن أمهاتهم} [58: 2].
وفي آية ثالثة الراجح أن تكون فيها (ما) حجازية، وهي قوله تعالى:
{فما منكم من أحد عنه حاجزين} [69: 47].
الظاهر أن (حاجزين) خبر (ما) لأنه محط الفائدة، وقد أعربه خبرا كما الدين الأنباري في [البيان:2/458-459]، و[الرضي:1/247]، و[البحر:8/329-330].
وقال الزمخشري والحوفي: (حاجزين) نعت لأحد على اللفظ، ورد عليهما أبو حيان وقال [العكبري:2/142] : «(حاجزين) خبر لما، أو نعت لأحد على اللفظ والخبر منكم، وقرئ في الشواذ: (ما هن أمهاتهم) برفع (أمهاتهم) بزيادة الباء في الخبر.
وفي [البحر:8/330] : «وإذا كان (حاجزين) نعتا فيما أحد مبتدأ، والخبر (منكم) ويضعف هذا القول لأن النفي يتسلط على الخبر، وهو كينونته منكم، فلا يتسلط على الحجز. وإذا كان (حاجزين) خيرا تسلط النفي عليه وصار المعنى: ما أحد منكم يحجزه عما يريد به من ذلك».
وقال [الرضي:1/247] : «إذا تقدم معمول خبرها وهو ظرف على الاسم بقى عملها، نحو: {فما منكم من أحد عنه حاجزين} [69: 47] ». [معاني القرآن:3/183].
هذه هي الآيات التي يظهر فيها أثر اللغة الحجازية أما بقية الآيات فقد جاء الخبر جملة فعلية، أو جارا ومجرورا، أو زيدت فيه الباء، فتستوي فيه اللغتان.
جاء الخبر جملة فعلية في قوله تعالى:
1- {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} [21: 65].
2- {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين} [3: 108].
3- {وما الله يريد ظلما للعباد} [40: 31].
4- {وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم} [27: 81، 30: 53].
قرأ حمزة (تهْدِى) في سورتي النمل والروم [النشر:2/339]، [الإتحاف:339].
وفي [الأشباه والنظائر:2/58] : «فائدة: قال الشيخ تاج الدين بن مكتوم في «تذكرته»: لم تقع (ما) في القرآن إلا على لغة أهل الحجاز، ما خلا حرفا واحدا وهو: (وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم) على قراءة حمزة، فإنها هنا على لغة تميم».
ذكرنا قبل ثلاث آيات جاءت فيها الجملة الفعلية خبرًا لـ(ما) النافية فكيف يقول ابن مكتوم بما يفهم منه أنه ليس في القرآن من هذا النوع إلا قراءة حمزة؟
وما الذي يعين قراءة حمزة (تَهْدِى) لأن تكون على لغة تميم؟
إن قراءة حمزة وما ذكرناه من الآيات تصلح أن تكون على اللغتين، والأولى حملها على الحجازية لنزول القرآن بها، وظهور أثرها في المفرد.
الجملة الفعلية بعد (ما) كان فعلها مضارعا ولم يقع ماضيا.
وفي [الأشباه والنظائر:2/18] : «لا يخبر عن (ما) بماض، لا يقال: ما زيد قام؛ لأنها لنفي الحال».


رد مع اقتباس