عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي (ما) الموصولة

(ما) الموصولة
(من) للعاقل و(ما) لغير العاقل في الاستفهام والخبر
1- في [المقتضب:1/41] : «(ما) وهي سؤال عن غير الآدميين، وعن صفات الآدميين ... وتكون سؤالا عن جنس الآدميين إذا دخل في الأجناس أو تجعل الصفة في موضع الموصوف». انظر المقتضب أيضا [2/296، 4/217-218].
وفي [أمالي الشجري:2/234] : «وإنما يستفهمون بما عن غير ذوى العقل من الحيوان وغيره، فإذا قال: ما معك؟ قلت: فرس أو حمار أو ثوب ... وقد يستفهمون بها عن صفات ذوى العقل ... وقال بعض النحويين: إنها قد تجيء بمعنى (من) واستشهد بقوله: {فما يكذبك بعد بالدين} [95: 7].
قال: المعنى: فمن يكذبك، لأن التكذيب لا يكون إلا من الآدميين».
وفي [التسهيل:36] : «ولا تقع (من) على ما لا يعقل إلا منزلا منزلته، أو مجامعا له شمول أو اقتران، خلافا لقطرب».
و (ما) في الغالب لما لا يعقل وحده، وله مع من يعقل، ولصفات من يعقل، وللمبهم أمره ». انظر [الرضي:2/52]، [ابن يعيش:3/144-145، 4/5-6].
وفي [الروض الأنف:1/227] : « فإن قيل: كيف قال: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} ولم يقل: من أعبد، وقد قال أهل العربية: إن (ما) تقع على مالا يعقل فكيف عبر بها عن الباري؟
فالجواب: (ما) تقع على من يعقل بقرينة، وتلك القرينة الإبهام والمبالغة في التعظيم والتفخيم، وهي في معنى الإبهام، لأن من جلت عظمته حتى خرجت عن الحصر، وعجزت الأفهام عن كنه ذاته وجب أن يقال فيه: هو ما هو؛ كقول بعض العرب: «سبحن ما سبح الرعد بحمده».
وقد عرض لهذا السهيلي في كتباه «نتائج الفكر» أيضا [ص:135-140]، وأطال هناك القول، وقد نقل كلامه ابن القيم في البدائع .
[1/132-134، 4/215].
ونذكر حديث الآيات التي وقعت فيها (ما) على العاقل.
الآيات
1- {قال فرعون وما رب العالمين} [26: 23].
(ما) سؤال عن صفة العاق، [أمالي الشجري:2/234].
وقال الرضي [2/52] : « يجوز أن يكون سؤالا عن الوصف ... ويجوز أن يكون سؤالا عن الماهية، ويكون موسى عليه السلام أجاب ببيان الأوصاف تنبيها لفرعون على أنه تعالى لا يعرف إلا بالصفات، وماهيته غير معروفة للبشر ». وانظر [البحر:7/12] ، [العكبري:2/87].
2- {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [4: 3].
(ما) لصفات العاقل [الكشاف:1/244].
وفي [البحر:3/162] : « قيل: (ما) بمعنى (من) وهذا مذهب من يجيز وقوع (ما) على آحاد العقلاء .. وقيل: عبر بما عن النساء لأن إناث العقلاء لنقصان عقولهن يجرين مجرى غير العقلاء ... ».
وقيل: (ما) واقعة على النوع، أي فانكحوا النوع الذي طاب لكم من النساء.
وهذا قول أصحابنا: إن (ما) تقع على أنواع منن يعقل .. وقيل: (ما) مصدرية ظرفية.
3- {فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} [4: 3].
(ما) لصفات الآدميين، أو مصدرية. المقتضب. [ابن يعيش:3/145].
4- {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} [4: 24].
5- {فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم} [16: 71].
6- {والذين عم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} [23: 5- 6]. لأنواع من يعقل [البحر:6/396] ، أو مصدرية،
[المقتضب: 2/52، 296، 4/218].
7- {أو ما ملكت أيمانهن} [24: 31].
8- {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك} [33: 52].
(ما) موصولة أو مصدرية. [البحر:7/245].
9- {ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن} [33: 55].
10- {أو ما ملكت أيمانهم} [70: 30].
11- {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات} [4: 25].
(ما) اسم موصول أو مصدرية [البحر:3/221].
12- {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم} [24: 33].
13- {هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رقناكم} [30: 28].
(ما) واقعة على النوع [البحر:7/171] ، [الجمل:3/389].
14- {والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم} [4: 36].
(ما) للنوع [البحر:3/345].
15- {أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك} [33: 50].
16- {قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم} [33: 50].
17- {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} [4: 22].
(ما) واقعة على النوع. وقيل: مصدرية، أي نكاح آبائكم الفاسد. [البحر:3/207-208].
18- {إلا ما قد سلف} [4: 22].
بمعنى (من) أو مصدرية. [العكبري:1/98].
19- {وأحل لكم ما وراء ذلكم} [4: 24]، [العكبري:1/99].
20- {ويستخلف من بعدكم ما يشاء} [6: 133].
في [البحر:4/225] : «(ما) بمعنى (من) وهي لنوع من يعقل».
21- {ويجعلون لله ما يكرهون} [16: 62]. (ما) لنوع من يعقل. [البحر:5/506].
22- {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لهم لنبلوهم} [18: 7].
الظاهر أن (ما) هنا يراد بها غير العاقل ... [البحر:6/98].
23- {بل له ما في السموات والأرض كل له قانتون} [2: 116].
في [البحر:1/363] : «أتى بـ(ما)، وإن كانت لما لا يعقل. لأن مالا يعقل إذا اختلط بما يعقل جاز أن تعبر عن الجميع بما، ولذلك قال سيبويه: وأما (ما) فإنها مبهمة تقع على كل شيء، ويدلك على اندراج من يعقل تحت مدلول (ما) جمع الخبر بالواو والنون».
24- {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة} [16: 49]، [الكشاف:2/331]، [البحر:5/499].
25- {ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه} [39: 8].
في [الكشاف:3/340] : «أي نسى الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه».
وقيل نسى ربه الذي كان يتضرع إليه ويبتهل إليه، و(ما) بمعنى (من) كقوله: {وما خلق الذكر والأنثى} [92: 3]، [البحر:7/418]، [الجمل: 3/597].
وفي [معاني القرآن:2/415-416] : «يقول: ترك الذي كان يدعوه إليه إذا مسه الضر، يريد الله تعالى، فإن قلت: فهلا قيل: نسى من كان يدعو إليه؟
قلت: إن (ما) قد تكون في موضع (من)، قال الله تعالى: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون* وأنتم عابدون ما أعبد} [109: 1، 2، 3]. يعنى الله تعالى.
وقال: {فانكحوا ما طاب لكم النساء} [4: 3] فهذا وجه، ومثله {أن تسجد لما خلقت بيدي} [38: 75]. وقد تكون {نسى ما كان يدعو إليه}
[39: 8]. يراد: نسى دعاءه إلى الله من قبل، فإن شئت جعلت الهاء التي في «إليه» لما، وإن شئت جعلتها لله، وكل مستقيم».
26- {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} [11: 108].
يجوز أن يكون استثناء من الضمير المستكن في الجار والمجرور أو في {خالدين} وتكون، (ما) واقعة على نوع من يعقل؛ كقوله: {فانكحوا ما طاب لكم} [4: 3]. أو تكون واقعة على من يعقل على رأى من يرى وقوعها على من يعقل مطلقا. [البحر:5/263].
27- {لا أقسم بهذا البلد* وأنت حل بهذا البلد* ووالد وما ولد} [90: 1- 3].
في [الكشاف:4/213] : «هلا قيل: ومن ولد؟ فيه ما في قوله: {والله أعلم بما وضعت} [3: 36] أي أي شيء وضعت، يعنى موضوعا عجيب الشأن».
وفي [العكبري:2/154] : بمعنى من. [البحر:8/475].
28- {وما خلق الذكر والأنثى} [92: 3].
(ما) بمعنى (من) أو مصدرية. [العكبري:3/155]، [الجمل:4/36].
(ما) مصدرية، بمعنى الذي، بمعنى (من) [البيان:2/518].
29- {قال إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} [38: 75].
في [نتائج الفكر:ص136] : «أما قوله عز وجل: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} فهذا كلام ورد في معرض التوبيخ والتبكيت للعين على امتناعه للسجود، ولم يستحق هذا التبكيت والتوبيخ من حيث كان السجود لما يعقل، ولكن لعلة أخرى، وهي المعصية والتكبر على ما لم يخلقه؛ إذ لا ينبغي التكبر لمخلوق على مخلوق مثله، إنما التكبر للخالق وحده، فكأنه يقول له سبحانه: لم عصيتني وتكبرت على ما لم تخلقه، وخلته أنا، وشرفته وأمرتك بالسجود له؟
فهذا موضع (ما) لأن معناها أبلغ، ولفظها أعم، وهو في الحجة أوقع، وللعذر والشبهة أقلع، فلو قال: ما منعك أن تسجد لمن خلقت؟ لكان استفهاما مجردا من توبيخ وتبكيت». انظر [البدائع:1/132-134].
30- {والسماء وما بناها} [91: 5].
31- {والأرض وما طحاها} [91: 6].
32- {ونفس وما سواها} [91: 7].
في [الكشاف:4/215] : «جعل (ما) مصدرية في قوله : {وما بناها} {وما طحاها} {وما سواها} ليس بالوجه، لقوله {فألهمها} وما يؤدى إليه من فساد النظم، والوجه أن تكون موصولة، وإنما أوثرت على (من) لإرادة معنى الوصفية، كأنه قيل: والسماء والقادر العظيم الذي بناها والحكيم الباهر الحكمة الذي سواها».
وفي [البحر:8/479] : «ولا يلزم ذلك: لأنا إذا جعلناها مصدرية عاد الضمير على ما يفهم من السياق، ففي {بناها} ضمير عائد على الله تعالى».
وفي [نتائج الفكر للسهيلي:136-137] : «وكذلك قوله تعالى: {والسماء وما بناها} [91: 5] لأن القسم تعظيم للمقسم به، واستحقاقه للتعظيم من حيث بنى، وأظهر هذا لخلق العظيم الذي هو السماء، ومن حيث سواها بقدرته، وزينها بحكمته، فاستحق التعظيم. وثبتت له القدرة كائنا ما كان هذا المعظم، فلو قال: (ومن بناها) لم يكن في اللفظ دليل على استحقاقه للقسم به من حيث اقتدر على بينانها، ولكان المعنى مقصورا على ذاته ونفسه دون الإيماء إلى أفعاله الدالة على عظمته .. المفصحة لاستحقاقه التعظيم من خليفته» انظر [بدائع الفوائد:1/132-134] ، [المقتضب:1/42، 52، 296، 4/218].
33- {فما يكذبك بعد بالدين} [95: 3].
في [أمالي ابن الشجري:2/234] : «المعنى: فمن يكذبك، لأن التكذيب لا يكون إلا من الآدميين».
وفي [البحر:8/490] : «والخطاب في {فما يكذبك} للإنسان الكافر قاله الجمهور، أي ما الذي يكذبك، أي يجعلك مكذبا بالدين تجعل لله أندادا».
وفي [الكشاف:4/223] : « وقيل: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم».
34- {ولا أنتم عابدون ما أعبد} [109: 3-5].
في [الكشاف:4/238] : « فإن قلت: فلم جاء (بما) دون (من)؟
قلت: لأن المراد الصفة، كأنه قال: لا أعبد الباطل، ولا تعبدون الحق وقيل، إن (ما) مصدرية، أي لا أعبد عبادتكم، ولا تعبدون عبادتي».
في [البيان:2/542] : «وإنما قال: {ما أعبد} ولم يقل (من) لمطابقتها ما قبله وما بعده. وقيل: (ما) بمعنى (من)». [العكبري:2/161]، [البحر:8/522] ،
وفي [نتائج الفكر:ص137-138] : «وأما قوله عز وجل: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} فما على بابها؛ لأنها واقعة على معبوده عليه الصلاة والسلام على الإطلاق؛ لأن امتناعهم عن عبادة الله تعالى ليس لذاته، بل كانوا يظنون أنهم يعبدون الله، ولكنهم كانوا جاهلين به، فقوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} أي إنكم لا تعبدون معبودي، ومعبوده هو كان يعرفه دونهم، وهم جاهلون به فناسب (ما) لإبهامها».
ووجه آخر: وهو أنهم كانوا يشتهون مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسدا له، وأنفة من اتباعه، فهم لا يعبدون معبوده، لا كراهية لذات المعبود، ولكن كراهية لاتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وشهوة لمخالفته في العبادة كائنا ما كان معبوده، وإن لم يكن معبوده إلا الحق سبحانه وتعالى؛ فعلى هذا لا يصح في النظم البديع، والمعنى النبيه الرفيع إلا (ما) لإبهامها ومطابقتها الغرض الذي تضمنته الآية. وبالله التوفيق.
ووجه ثالث: وهو ازدواج الكلام .. » وانظر [البدائع:1/132-134 ،4/215]، و [الروض الأنف:1/227].
35- {أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي} [2: 133].
في [الكشاف:1/96] : «(ما) عام في كل شيء؛ فإذا علم فرق بما و(من)، وكفاك دليلا قول العلماء: (من) لما يعقل، ولو قيل: (من تعبدون) لم يعم إلا أولى العلم وحدهم، ويجوز أن يقال: (ما تعبدون) سؤال عن صفة المعبود؛ كما تقول: ما زيد؟ تريد: أفقيه أم طبيب أم غير ذلك من الصفات».
في [العكبري:1/36]: «(ما) هنا بمعنى (من)، ولهذا جاء في الجواب {إلهك} ويجوز أن تكون (ما) على بابها، ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب»
[البحر:1/402].
36- {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} [25: 60].
في [الكشاف:3/102] : «يجوز أن يكون سؤالا عن المسمى به؛ لأنهم ما كانوا يعرفونه بهذا الاسم. والسؤال عن المجهول بما، ويجوز أن يكون سؤالا عن معناه؛ لأنه لم يكن مستعملا في كلامهم، كما استعمل الرحيم، والرحوم، والراحم، أو لأنهم أنكروا إطلاقه على الله تعالى».
وفي [البحر:6/509] : «والذي يظهر أنه لما قيل لهم: اسجدوا للرحمن، فذكرت الصفة المقتضية المبالغة في الرحمة، والكلمة عربية لا ينكر وضعها أظهروا التجاهل بهذه الصفة التي لله، مغالطة منهم ووقاحة، فقالوا: (وما الرحمن) وهم عارفون به وبصفته الرحمانية؛ كما قال فرعون {وما رب العالمين} على سبيل المناكرة، وهو عالم برب العالمين».
37- {له ما في السموات وما في الأرض} [2: 255، 284، 4: 171، 10: 68، 14: 2، 22: 64، 34: 1، 42: 4، 53].
38- {يعلم ما في السموات وما في الأرض} [3: 29، 5: 97].
39- {ولله ما في السموات وما في الأرض} [3: 109، 129، 4: 26، 53: 31، 4: 131].
40- {فإن لله ما في السموات وما في الأرض} [4: 132، 170].
41- {ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض} [10: 54].
42- {سخر لكم ما في السموات وما في الأرض} [31: 20].
43- {سبح لله ما في السموات وما في الأرض} [59: 1، 61: 1].
44- {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض} [64: 1].
45- {يخلق ما يشاء} [3: 47].
46- {يخلق الله ما يشاء} [24: 45].
47- {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} [2: 137].
في [البحر:1/409] : «قرأ أبي (بالذي آمنتم به) [2: 137]. وإطلاق (ما) على الله تعالى كما ذهب إليه بعضهم في قوله: {والسماء وما بناها} [91: 5].
وفي [البيان:1/125] : ولا يجوز أن يكون التقدير: بمثل الذي آمنتم به، فتجعل (ما) بمعنى الذي، لأنه يؤدى إلى أن تجعل لله تعالى مثلا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا».


رد مع اقتباس