عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 01:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي (لو) للتمني

(لو) للتمني
في [المفصل: 2/ 216]: «وقد تجيء (لو) في معنى التمني كقولك: لو تأتيني فتحدثني: كما تقول: ليتك تأتيني. ويجوز في (فتحدثني) النصب والرفع».
في [ابن يعيش :9/ 11]: «(لو) قد تستعمل بمعنى (أن) للاستقبال فحصل فيها معنى التمني لأنه طلب، فلا تفتقر إلى جواب وذلك نحو:
لو أعطاني وهبني والتمني نوع من الطلب والفرق بينه وبين الطلب أن الطلب يتعلق باللسان، والتمني شيء يهجس في القلب...».
الآيات
1- {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم} [2: 167].
في [الكشاف: 1/ 106]: «(لو) في معنى التمني. ولذلك أجيب بالفاء الذي يجاب به التمني كأنه قيل: ليت لنا كرة فنتبرأ منهم».
وفي [البيان: 1/ 134]: «فنتبرأ منصوب بتقدير (أن) بعد الفاء التي في جواب التمني. لأن قوله تعالى: {لو أن لنا كرة} تمن فينزل منزلة (ليت) وجوابه بالفاء منصوب والفاء فيه عاطفة وتقديره: لو أن لنا أن نكر فنتبرأ».
وفي [العكبري: 1/ 41]: «(فنتبرأ) منصوب بإضمار (أن) تقديره: لو أن لنا أن نرجع فأن نتبرأ. وجواب (لو) على هذا محذوف تقديره: لتبرأنا ونحو ذلك: وقيل: (لو) هنا تمن فنتبرأ منصوب على جواب التمني».
وفي [البحر: 1/ 474]: «(لو) هنا للتمني. قيل: وليست التي لما كان سيقع لوقوع غيره ولذلك جاء جوابها بالفاء في قوله {فنتبرأ}.
كما جاء جواب (ليت) في قوله {يا ليتني كنت معهم فأفوز} وكما جاء في قول الشاعر:
فلو نبش المقابر عن كليب = فيخبر بالذئاب أي زير
والصحيح أن (لو) هذه هي التي لما كان سيقع لوقوع غيره وأشرب معنى التمني ولذلك جاء بعد هذا البيت جوابها وهو قوله:
بيوم الشعثمين لقر عينا = وكيف لقاء من تحت القبور...
وينبغي أن يستثنى من المواضع التي تنصب بإضمار (أن) بعد الجواب بالفاء وأنها إذا سقطت الفاء انجزم الفعل هذا الموضع. لأن النحويين إنما استثنوا جواب النفي فقط فينبغي أن يستثنى هذا الموضع أيضًا لأنه لم يسمع الجزم في الفعل الواقع جوابا للو التي أشربت معنى التمني إذا حذفت الفاء.
والسبب في ذلك أن كونها مشربة معنى التمني ليس أصلها، وإنما ذلك بالحمل على حرف التمني الذي هو (ليت) والجزم في جواب (ليت) بعد حذف الفاء إنما هو لتضمنها معنى الشرط أو دلالتها على كونه محذوفا بعدها على اختلاف القولين فصارت (لو) فرع فرع، فضعف ذلك فيها».
2- {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} [26: 102].
في [أمالي الشجري: 1/ 279-280]: «ومن التمني قوله تعالى حاكيا عن الكفار: {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} فالنصب في قوله {فنكون} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يجعل {فنكون} جوابا مثل {فأفوز}.
والآخر: أن يكون معطوفا على المصدر الذي هو كرة كأنه قيل:
فلو أن لنا أن نكر إلى الدنيا فنكون من المؤمنين».
وفي [الكشاف: 3/ 120]: «و(لو) في مثل هذا الموضع في معنى التمني، كأنه قيل: فليت لنا كرة.
وذلك لما بين معنى (لو) و(ليت) من التلاقي في التقدير.
ويجوز أن تكون على أصلها ويحذف الجواب وهو لفعلنا كيت وكيت».
وفي [البحر: 7/ 28]: «الظاهر أن (لو) أشربت معنى التمني وقيل: هي حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، وجوابها محذوف». [البيان: 2/ 215].
3- {أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين } [39: 58].
في [البحر: 7/ 436]: «وانتصب {فأكون} على جواب التمني الدال عليه (لو) أو على (كرة) إذ هو مصدر... والفرق بينهما أن الفاء إذا كانت في جواب التمني كانت (أن) واجبة الإضمار وكان الكون مترتبا على حصول التمني لا متمني. وإذا كانت للعطف على (كرة) جاز إظهار (أن) وإضمارها وكان الكون متمنى».
4- {ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا} [32: 12].
في [الكشاف: 3/ 220]: « {ولو ترى} يجوز أن يكون خطابا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيه وجهان: أن يراد به التمني، كأنه قال: وليتك ترى كقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للمغيرة (لو نظرت إليها) والتمني لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
كما كان الترجي له في {لعلهم يهتدون} لأنه تجرع منهم الغصص ومن عداوتهم وضرارهم، فجعل الله له تمني أن يراهم على تلك الصفة الفظيعة...
وأن تكون (لو) امتناعية قد حذف جوابها وهو: لرأيت أمرًا فظيعا ويجوز أن يخاطب به كل أحد».
وفي [البحر: 7/ 201]: «والصحيح أنها إذا أشربت معنى التمني يكون لها جواب كما لها إذا لم تشربه... وقال الزمخشري: وقد تجيء (لو) في معنى التمني.
كقولك: لو تأتيني فتحدثني: كما تقول: ليتك تأتيني فتحدثني فقال ابن مالك: إن أراد به الحذف أي وددت لو تأتيني فصحيح وإن أراد أنها موضوعة للتمني فغير صحيح لأنها لو كانت موضوعة للتمني ما جاز أن يجمع بينهما وبين فعل التمني.
لا يقال: تمنيت ليتك تفعل. ويجوز تمنيت لو تقوم، وكذلك امتنع الجمع بين (لعل) والترجي وبين (إلا) واستثنى».


رد مع اقتباس