عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة (لا النافية للجنس) في القرآن الكريم

دراسة (لا النافية للجنس) في القرآن الكريم
جاء خبر (لا) النافية للجنس اسما مرفوعا في الحديث الشريف:
«لا أحد أغير من الله».
وفي نثر العرب وشعرهم:
قال قيس بن عاصم: يا بني احفظوا عني ثلاثا فلا أحد أنصح لكم مني... [الكامل: 3/ 10]، [العقد الفريد: 2/ 289].
فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك من كلام الخزرج لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. [نهاية الأرب: 16/ 311].
لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب. لا شرف أغلى من الإسلام ولا عز أعز من التقوى ولا معقل أحسن من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا كنز أغنى من القناعة.
من [نهج البلاغة: 3/ 177، 242]، لا وحشة أوحش من عجب، ولا ظهير أعون من مشورة ولا فقر أشد من عدم العقل. [البيان والتبيين: 2/ 198].
قال عمرو القنا:
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم = محرض الموت عن أحسانكم ذودوا
[الحماسة :2/ 215].
فيا رب إن أهلك ولم ترو هامني = بليلي أمت لا قبر أعطش من قبري
[الحماسة: 3/ 203].
فلا مهر أغلى من على وإن غلا = ولا فتك دون فتك ابن ملجم
ابن ملجم. [الكامل: 7: 122].
إن الرزية لا رزية مثلها = فقدان كل أخ كضوء الكوكب
لبيد. [الكامل: 8/ 168]، [ديوانه: 155].
رأيت الفتى يفنى وتبقى فعاله = ولا شيء خير في الحديث من الحمد
عبد الله بن الحشرج. [مهذب الأغاني: 4/ 201].
ونجد بها قوم هوا لهم زيارتي = ولا شيء أحلى من زيارتهم عندي
مروان الأصغر. [مهذب الأغاني: 9/ 91].
لم يقع خبر (لا) النافية للجنس اسما صريحا في القرآن، وإنما جاء خبرها جارًا ومجرورًا أو ظرفًا والكثير هو الجار والمجرور وجاء ظرفا في هذه المواضع:
1- {اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم} [40: 17].
2- {لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم} [42: 15].
3- {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [23: 101].
واحتمل أن يكون خبر (لا) ظرفًا وأن يكون جارًا ومجرورًا في هذه المواضع:
1- {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} [11: 43].
خبر (لا) (من أمر الله) عند الأنباري والعكبري ولا يجوز أن يكون الخبر (اليوم) لأن ظرف الزمان لا يكون خبرًا عن الجنة.
[العكبري: 2/ 21]،[ البيان: 2/ 15]، وأجاز الحوفي وابن عطية أن يكون (اليوم) الخبر. [البحر: 5/ 227].
وقال [الرضى: 1/ 236] (اليوم) خبر (لا) على تقدير مضاف محذوف أي لا وجود عاصم.
2- {قال لا تثريب عليكم اليوم} [12: 92].
أجاز العكبري أن يكون (اليوم) خبر (لا) و(عليكم) متعلق بما تعلق به الخبر. وفي [البيان: 2/ 45] : «يجوز أن يكون (عليكم) خبر (لا تثريب) وتقديره: لا تثريب مستقر عليكم. و(اليوم) منصوب بعليكم وهو على التحقيق منصوب بما تعلق به (عليكم) المحذوف. وقد أجاز أبو على في (عليكم اليوم) أن يكونا خبرين للاسم المبني كقولهم: هذا حلو حامض وأن يكونا وصفين ويكون الخبر محذوفًا وأن يكون أحدهما وصفا والآخر الخبر...».
انظر [البحر: 5/ 343-344]، انظر [الإيضاح: 247-248].
3- {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين} [25: 22].
أجاز العكبري أن يكون خبر (لا) يومئذ أو للمجرمين [2: 85].
وكذلك أجاز أبو حيان كما أجاز أن يكون من الشبيه بالمضاف. [البحر 6: 492].
وفي [البيان: 2/ 203]: «إن جعلت (بشرى) مبنية مع (لا) كان (يومئذ) خبرا لها لأنه ظرف زمان وظروف الزمان تكون خبرا عن المصادر.
و(للمجرمين) صفة لبشرى. وإن جعلت (بشرى) غير مبنية مع (لا) أعملت (بشرى) في (يومئذ) لأن الظروف يعمل فيها معاني الأفعال و(للمجرمين) خبر (لا)».
وعلى هذا الاحتمال يكون اسم (لا) النافية للجنس قد جاء شبيها بالمضاف في القرآن فبقية المواضع جاء فيها اسم (لا) مفردًا، ولم يقع مضافا ولا شبيها به.


رد مع اقتباس