لام الأمر للمتكلم
1- {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} [29: 12].
قال [الرضى: 2/ 234]: «أمر الإنسان لنفسه قليل الاستعمال، وإن استعمل فلا بد من اللام».
وفي [المغني: 1/ 186]: «دخول اللام على فعل المتكلم قليل، سواء كان المتكلم مفردًا، نحو قوله عليه السلام: (قوموا فلأصل لكم) أو معه غيره، كقوله تعالى: {ولنحمل خطاياكم}».
2- {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم} [17: 7].
قرأ أبي بن كعب: (لنسوءن) بلام الأمر والنون التي للعظمة، ونون التوكيد آخرًا، دخلت لام الأمر على المتكلم. [المحتسب: 2/ 15].
لام الأمر للمخاطب
1- {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} [10: 58].
في [المقتضب: 2/ 44-45] : «فاللام في الأمر للغائب، ولكل من كان غير مخاطب، نحو قول قائل: قم ولأقم معك، فاللام جازمة لفعل المتكلم. ولو كانت للمخاطب لكان جيدًا على الأصل، وإن كان في ذلك أكثر، لاستغنائهم بقولهم: (افعل) عن (لتفعل) وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {فبذلك فلتفرحوا}».
وفي [النشر: 2/ 285]: «عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون} يعني بالخطاب فيهما. حديث حسن. أخرجه أبو داود». [الإتحاف: 252]، [البحر: 5/ 172].
وفي [المحتسب: 1/ 314]: «وكأن الذي حسن التاء هاهنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء، لأنها أذهب في قوة الخطاب فاعرفه، ولا تقل قياسا على ذلك: فبذلك فلتحزنوا، لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم».
وانظر [التسهيل: 235]، [الرضى: 2/ 234]، [المغني: 1/ 186]، [القرطبي: 4/ 3193].
(وانظر [اللامات للزجاجي: 88-89] و[ الإيضاح: 319].
2- {وليعفوا وليصفحوا} [24: 22].
في [البحر: 6/ 440] : «قرأ عبد الله والحسن وسفيان بن الحسين وأسماء بنت أبي زيد: {ولتعفوا ولتصفحوا} بالتاء أمر خطاب للحاضرين».
وفي [المحتسب: 2/ 106] : «ومن ذلك ما يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {ولتعفوا ولتصفحوا} بالتاء، وروى عنه بالياء».
قال أبو الفتح: هذه القراءة بالتاء كالأخرى المأثورة عنه عليه السلام:
{فبذلك فلتفرحوا} وقد ذكرنا ذلك، وأنه هو الأصل، إلا أنه أصل مرفوض، استغناء عنه بقولهم: اعفوا واصفحوا.