عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي عطف الصفات بالفاء


عطف الصفات بالفاء
قال [الرضى:2/339]: «وإذا دخلت على الصفات المتتالية، والموصوف واحد فالترتيب ليس في ملابستها لمدلول عاملها، كما كان في نحو: جاءني زيد فعمرو بل في مصادر تلك الصفات؛ كقولك: جاءني زيد الآكل فالنائم، أي الذي يأكل فينام...
وإن لم يكن الموصوف واحدا فالترتيب في تعلق مدلول العامل بموصوفاتها كما في الجوامد نحو قولهم في صلاة الجماعة: يقدم الأقرأ فالأفقه فالأقدم هجرة».
وقال التبريزي في شرح الحماسة: «لما كانت هذه الصفات متراخية حسن إدخال فاء العطف؛ لأن الصابح قبل الغانم، والغانم أمام الآيب.
ويقبح أن تدخل الفاء إذا كانت الصفات مجتمعة في الموصوف، فلا يحسن أن يقال: عجبت من فلان الأزرق العينين فالأشم الأنف فالشديد الساعد، إلا على وجه يبعد» [الخزانة:2/331].
الآيات
1- {والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا} [37: 1-3].
في [الكشاف:3/295-296]: «فإن قلت: ما حكم الفاء إذا جاءت عاطفة في الصفات؟
قلت: إما أن تدل على ترتب معانيها في الوجود، كقوله:

يا لهف زيابة للحارث = الصابح فالغانم فالآيب
كأنه قيل: الذي صبح فغنم فآب.
وأما على ترتبها في التفاوت من بعض الوجوه، كقولك: خذ الأفضل فالأكمل، وأعمل الأحسن فالأجمل.
وإما على ترتيب موصوفاتها في ذلك، كقوله: رحم الله المحلقين فالمقصرين، فعلى هذه القوانين الثلاثة ينساق أمر الفاء العاطفة في الصفات.
فإن قلت: فعلى أي هذه القوانين هي فيما أنت بصدده؟
قلت: إن وحدت الموصوف كانت للدلالة على ترتب الصفات في التفاضل وإن ثلثته فهي للدلالة على ترتيب الموصوفات فيه. بيان ذلك:
أنك إذا أجريت هذه الأوصاف على الملائكة، وجعلتهم جامعين لها فعطفها بالفاء يفيد ترتبا لها في الفضل: إما أن يكون الفضل للصف، ثم للزجر، ثم للتلاوة وإما على العكس، وكذلك إن أردت العلماء وقواد الغزو.
وإن أجريت الصفة الأولى على الطوائف، والثانية والثالثة على أخر فقد أفادت ترتب الموصفات في الفضل...». [البحر:7/351-352].
وفي [البرهان:4/297]: «تجيء الفاء لتفاوت ما بين رتبتين، كقوله {والصافات صفا فالزاجرات زجرا} تحتمل الفاء تفاوت رتبة الصف من الزجر، ورتبة الزجر من التلاوة، وتحتمل تفاوت رتبة الجنس الصاف من رتبة الجنس الزاجر».
2- {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق} [51: 1-5].
في [الكشاف:4/26]: «فإن قلت: ما معنى الفاء على التفسيرين؟
قلت: أما على الأول فمعنى التعقيب فيها أنه تعالى أقسم بالرياح فبالسحاب الذي تسوقه فبالفلك التي تجري بها بهبوبها فبالملائكة التي تقسم الأرزاق بإذن الله...
وأما على الثاني فلأنها تبتدئ بالهبوب، فتذور التراب والحصباء، فتنقل السحاب، فتجري في الجو باسطة له، فتقسم المطر». [البحر:8/133-134].
3- {والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا} [79: 3-5].
في [البحر:8/419]: «ولما كانت الموصوفات المقسم بها محذوفات، وأقيمت صفاتها مقامها، وكان لهذه الصفات تعلقات مختلفة اختلفوا في المراد بها».
4- {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا} [77: 1-5].
في [الكشاف:4/173]: «أقسم سبحانه بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره، فعصفن في مضيهن، كما تعصف الرياح... وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض».
[البحر:8/403].
5- {والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا} [110: 1-3].
في [البحر:8/504]: «وفي هذا دليل على أن هذا الأوصاف لذات واحدة لعطفها بالفاء التي تقتضي التعقيب، والظاهر أنها الخيل التي يجاهد عليها العدو من الكفار».
وفي [الخزانة:2/331]: «قد يمكن أن يكون عطف موصول على موصول وهما جميعا لموصوف واحد، وقد يمكن أن تكون العاديات غير الموريات، والمغيرات غيرهما، فيكون عطف موصوف على موصوف آخر؛ كقولك: مررت بالضاحك فالباكي».
6- {لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم} [56: 52-55].
الفاء للسببية. [المغني:1/139].
في [الكشاف:4/60]: «فإن قلت: كيف صح عطف الشاربين على الشاربين، وهما لذوات متفقة، وصفتان متفقتان، فكان عطفا للشيء على نفسه؟
قلت: ليستا بمتفقتين من حيث إن كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الأمعاء أمر عجيب، وشربهم له على ذلك كما تشرب الهيم الماء أمر عجيب أيضًا، فكانتا صفتين مختلفتين».
وفي [البحر:8/210]: «والفاء تقتضي التعقيب في الشربين، وأنهم أولاً لما عطشوا شربوا من الحميم ظنا أنه يسكن عطشهم، فازداد العطش بحرارة الحميم، فشربوا بعده شربا لا يقع به ري أبدًا، وهو مثل شرب الهيم، فهما شربان من الحميم لا شرب واحد اختلف صفتاه، فعطف».
7- {وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب} [4: 34].
{الصالحات} مبتدأ خبره ما بعده. [الجمل:1/378].
8- {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} [84: 6].
في [البحر:8/446]: «قال ابن عطية: فالفاء على هذا عاطفة جملة الكلام على التي قبلها، والتقدير: فأنت ملاقيه، ولا يتعين ما قاله، بل يصح أن يكون معطوفا على {كادح} عطف المفردات».
9- {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظره بم يرجع المرسلون} [27: 35].
في [البحر:7/73] «{فناطرة} معطوف على مرسلة».


رد مع اقتباس