عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة (الفاء العاطفة) في القرآن الكريم


دراسة (الفاء العاطفة) في القرآن الكريم
الفاء العاطفة تعطف الأسماء والأفعال، وهي تفيد الترتيب والتعقيب.
في [سيبويه:2/304]: «والفاء، وهي تضم الشيء إلى الشيء، كما فعلت الواو غير أنها تجعل ذلك متسقا بعضه في إثر بعض» وانظر ج1ص218.
وفي [المقتضب:1/10]: «ومنها الفاء، وهي توجب أن الثاني بعد الأول، وأن الأمر بينهما قريب، نحو قولك: رأيت زيدا فعمرا، ودخلت مكة فالمدينة».
وقال في [المقتضب:2/14]: «اعلم أن الفاء عاطفة في الفعل، كما تعطف في الأسماء. تقول أنت تأتيني فتكرمني، وأنا أزورك فأحسن إليك؛ كما تقول: أنا آتيك ثم أكرمكم، وأنا أزورك وأحسن إليك. هذا إذا كان الثاني داخلاً فيما يدخل فيه الأول؛ كما تكون الأسماء في قولك: رأيت زيدا فعمرا، وأتيت الكوفة فالبصرة».
قلت عن (ثم) إنها لم تقع عاطفة للمفرد في القرآن، وإنما جاءت عاطفة للجمل، أما الفاء فقد جاءت عاطفة للمفرد وللجملة في القرآن، غاية الأمر أن عطفها للاسم المفرد جاء في نوع معين لم تتجاوزه في القرآن: هو عطف الصفات، فكل ما وردت فيه الفاء عاطفة للاسم المفرد في القرآن كان اسم فاعل معطوفا على اسم فاعل وسنذكر مواضع ذلك بعد.
أما قوله تعالى: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} [75: 34-35].
ففي {فأولى} خلاف بين النحويين: أهي فعل ماض أم اسم فعل. والأنباري أعربها مبتدأ حذف خبره. [البيان:2/478].
أكثر ما جاءت الفاء في القرآن عاطفة فعلا على فعل، أو جملة فعلية على فعلية، جاء ذلك في مواضع تتجاوز الستين.
أما عطفها للجملة الاسمية ففي مواضع تزيد عن 25 بقليل.
اختصت الفاء من بين حروف العطف بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد فيما تضمن جملتين من الصلة والخبر والصفة والحال، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:
{فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} [5:52].
في [البحر:3/508-509]: «واتفق الحوفي وأبو البقاء على أن قوله {فيصبحوا} معطوف على قوله {أن يأتي} وهو الظاهر، ومجوز ذلك هو الفاء، لأن فيها معنى التسبب، فصار نظير: الذي يطير فيغب زيد الذباب، فلو كان العطف بغير الفاء لم يصح، لأنه كان يكون معطوفا على {أن يأتي} خبرا لعسى، وهو خبر عن الله تعالى، والمعطوف على الخبر خبر، فيلزم أن يكون فيه رابط، إن كان مما يحتاج إلى رابط، ولا رابط هنا، لكن الفاء انفردت من بين سائر حروف العطف بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد...» [العكبري:1/123].


رد مع اقتباس