عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وقوع (إذا) بعد (حتى)

وقوع (إذا) بعد (حتى)

(حتى إذا)
جاءت (إذا) الشرطية بعد (حتى) في اثنين وأربعين موضعا صرح فيها بجواب (إذا) ما عدا أربعة مواضع حذف فيها الجواب وهي:
1- {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر} [3: 152].
2- {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} [9: 118].
3- {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} [21: 96].
4- {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} [39: 73].
والجمهور يرى أن {حتى} هنا ابتدائية وتفيد الغاية، وأن (إذا) شرطية والغاية تؤخذ من جواب الشرط.

وخالف بعض النحويين فجعلوا (حتى) جارة لإذا التي فارقت الظرفية:
في [المحتسب:2/308]: «وجاز لإذا أن تفارق الظرفية وترتفع بالابتداء، كما جاز لها أن تخرج بحرف الجر عن الظرفية، كقول لبيد:
حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها
وقال الله سبحانه: {حتى إذا كنتم في الفلك} وإذا مجرورة عند أبي الحسن بحتى، وذلك يخرجها عن الظرفية كما ترى».
وفي [التسهيل:ص94]: «وقد تفارقها الظرفية مفعولاً بها، أو مجرورة بحتى، أو مبتدأة».
وانظر [المغني:1/86]، و[البحر:3/171]، و[الرضى:2/105].

الآيات
1- {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون} [3: 152].
{حتى} حرف ابتداء لا تتعلق بشيء لأنها ليست حرف جر على الصحيح بل هي تدخل على الجملة بمعنى الغاية، جواب (إذا) محذوف تقديره: منعكم نصره، أو انقسمتم قسمين، [الكشاف:1/223]، [العكبري:1/86]، [البحر:3/79]، [المغني:1/115]، [الدماميني:1/264]، [معاني القرآن:1/238].
2- {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} [4: 6].
جواب (إذا) الجملة الشرطية {فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا}. [الكشاف:1/248]، [العكبري:1/94]، [البحر:3/171].
3- {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدكم الموت قال إني تبت الآن} [4: 18].
{حتى} حرف ابتداء، والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها، أي ليس قبول التوبة للذين يعملون السيئات إلى حضور موتهم. [أبو السعود:1/326].
[الجمل:1/367].
4- {وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا} [6: 25].
جواب (إذا) جملة {يقول الذين كفروا} وجملة {يجادلونك} حالية.
وأجاز الزمخشري أن تكون (حتى) جارة لإذا، [الكشاف:2/8]، [العكبري:1/134].
وفي [البحر:4/98-99]: «وتركيب {حتى إذا} لا بد أن يتقدمه كلام ظاهر كهذه الآية... أو كلام مقدر يدل عليه سياق الكلام، نحو قوله: {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين...}».
5- {قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا} [6: 31].
حتى غاية لتكذيبهم، لا لخسرانهم فإنه أبدى لا حد له: [أبو السعود:2/93]، [البحر:4/106].
6- {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة} [6: 44].
{حتى} غاية لقوله {فتحنا} أو لما يدل عليه. [أبو السعود:2/99]، [الجمل:2/30].
7- {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا} [6: 61].
{حتى} ابتدائية، وهي مع ذلك تجعل ما بعدها من الجملة الشرطية غاية لما قبلها، كأنه قيل: ويرسل عليكم حفظة يحفظون أعمالكم مدة حياتكم حتى إذا انتهت مدة حياتكم توفته رسلنا. [أبو السعود:2/107]، [الجمل:2/39].
8- {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله} [7: 37].
{حتى} غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له إلى وقت وفاتهم، وهي {حتى} التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام هاهنا الجملة الشرطية. [الكشاف:2/61 [البحر:4/294]، [الجمل:2/134].
9- {كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أولاهم لأخراهم} [7: 38].
{حتى} غاية لما قبلها، والمعنى: أنهم يدخلون فوجا فوجا لاعنا بعضهم بعضا إلى انتهاء تداركهم وتلاحقهم النار واجتماعهم فيها. [البحر:4/296].
10- {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت} [7: 57].
11- {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم} [9: 118]
جواب (إذا) محذوف تقديره: تاب عليهم. ويكون قوله {ثم تاب عليهم} نظير قوله: {ثم تاب عليهم} بعد قوله {لقد تاب الله على النبي}. ودعوى زيادة (ثم) بعيدة. [البحر:5/110].
12- {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف} [10: 22].
في [الكشاف:2/186]: «جواب (إذا): جاءتها ريح. فإن قلت: كيف جعل الكون في الفلك غاية للتسيير في البحر، والتسيير في البحر إنما هو بالكون في الفلك؟
قلت: لم يجعل الكون في الفلك غاية للتسيير في البحر ولكن مضمون الجملة الشرطية الواقعة بعد (حتى) بما في حيزها، كأنه قيل: يسيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة كان كيت وكيت...». [البحر:5/138-139].
13- {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارًا} [10: 24].
جواب (إذا): أتاها أمرنا. [البحر:5/144]، [الجمل:2/337].
14- {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت} [10: 90].
غاية لاتباعه. [الجمل:2/365].
15- {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} [11: 39-40].
(حتى) غاية لقوله {ويصنع الفلك} وما بينهما حال أو اعتراض. [أبو السعود:3/21]، [الجمل:2/390].
16- {ولدَّار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} [12: 109-110].
في السمين: ليس في الكلام شيء يكون (حتى) غاية له، فمن ثم اختلف الناس في تقدير شيء يصح جعله مغيا بحتى: فقدره الزمخشري: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا فتراخى نصرهم، وقدره القرطبي: وما أرسلنا من قبلك يا محمد إلا رجالا، ثم لم نعاقب أمتهم بالعذاب حتى إذا. وقدره ابن الجوزي: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا فدعوا قومهم فكذبوهم، وطال دعاؤهم وتكذيب قومهم حتى إذا. [الجمل:2/480].
[الكشاف:2/278]، [القرطبي:4/3504]، [البحر:5/354].
17- {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها} [18: 71].
18- {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس} [18: 74].
في [الكشاف:2/398]: «فإن قلت: لم قيل: حتى إذا ركبا في السفينة خرقها بغير فاء، و{حتى إذا لقيا غلاما فقتله} بالفاء؟
قلت: جعل (خرقها) جزاء للشرط، وجعل (قتله) من جملة الشرط معطوفا عليه، والجزاء {قال أقتلت}.
فإن قلت: فلم خولف بينهما؟
قلت: لأن خرق السفينة لم يتعقب الركوب، وقد تعقب القتل لقاء الغلام». [البحر:6/150].
19- {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما} [18: 77]
استطعما: جواب (إذا) [العكبري:2/56].
20- {فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة} [85: 86].
21- {ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا} [18: 89-90].
22- {ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا} [18: 92-93].
23، 24- {أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا} [18: 96].
في [البحر:4/99]: «وتركيب {حتى إذا} لا بد أن يتقدمه كلام ظاهر... ونحو قوله: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت} أو كلام مقدر يدل عليه سياق الكلام، نحو قوله: {أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا}، التقدير: فأتوه بها، ووضعها بين الصدفين حتى إذا ساوى بينهما قال انفخوا فنفخوا حتى جعله نارا بأمره وإذنه قال آتوني أفرغ، ولهذا قال الفراء: {حتى إذا} لا بد أن يتقدمها كلام لفظا أو تقديرا».
25- {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا} [19: 75].
ففي [الكشاف:2/421]: «فإن قلت: (حتى) هذه ما هي؟
قلت: هي التي تحكي بعدها الجمل، ألا ترى الجملة الشرطية واقعة بعدها وهي قوله: {وإذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من هو شر مكانا}».
{فسيعلمون} جواب (إذا). [العكبري:2/61].
26- {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون} [21: 95-96].
في [الكشاف:3/21]: «فإن قلت: بم تعلقت (حتى) واقعة غاية له...؟
قلت: هي متعلقة بحرام، وهي غاية له، لأن امتناع رجوعهم لا يزول حتى تقوم القيامة، وهي (حتى) التي يحكي بعدها الكلام، والكلام المحكي الجملة من الشرط والجزاء، أعني (إذا) وما في حيزها».
في [العكبري:2/72]: «(حتى) متعلقة في المعنى بحرام، أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت، ولا عمل لها في (إذا)».
وفي [البحر:6/339]: «وقال ابن عطية: هي متعلقة بقوله (وتقطعوا). وكون (حتى ) متعلقة بتقطعوا فيه بعد من حيث ذكر الفصل، لكنه من جهة المعنى جيد، وهو أنهم لا يزالون مختلفين غير مجتمعين على دين الحق إلى قرب مجيء الساعة، فإذا جاءت الساعة انقطع ذلك الاختلاف وعلم الجميع أن مولاهم الحق وأن الدين المنجي كان دين التوحيد.
وجواب (إذا) محذوف تقديره: قالوا: يا ويلنا قاله الزجاج وجماعة، أو تقديره فحينئذ تبعثون...».
27- {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون} [23: 63-64].
في [الكشاف:3/50]: «هم لها معتادون، وبها ضارون، لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب، و(حتى) هذه هي التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام الجملة الشرطية».
انظر [البحر:6/412]، [الجمل:3/197].
28- {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون} [23: 76-77].
(إذا) الثانية فجائية وهي رابطة لجواب (إذا). [الجمل:3/200].
29- {نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون} [23: 96-99].
في [الكشاف:3/56]: «(حتى) يتعلق بيصفون، أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت».
وفي [البحر:6/420-421]: «قال الزمخشري (حتى) يتعلق بيصفون... والآية بينهما على وجه الاعتراض، والتأكيد للإغضاء عنهم».
وقال ابن عطية: (حتى) في هذا الموضع حرف ابتداء، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف، والأول أبين لأن ما بعدها هو المعنى به المقصود ذكره. فتوهم ابن عطية أن (حتى) إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية، وهي إذا كانت حرف ابتداء لا تفارقها الغاية، ولم يبين الكلام المحذوف المقدر... والذي يظهر لي أن قبلها جملة محذوفة تكون (حتى) غاية لها يدل عليها ما قبلها، التقدير: فلا أكون كالكفار الذين تهمزهم الشياطين ويحضرونهم حتى إذا جاء أحدهم الموت، ونظير حذف هذه الجملة قول الشاعر:


فيا عجبا حتى كليب تسبني = ....................

أي سبني الناس حتى كليب، فدل ما بعد (حتى) على الجملة المحذوفة وفي الآية دل ما قبلها عليها.
30- {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا} [24: 39].
31- {وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة} [27: 17-18].
في [البحر:7/60]: «هذه غاية لشيء مقدر، أي وساروا حتى إذا أتوا أو يضمن يوزعون معنى فعل يقتضي أن تكون (حتى) غاية له، أي فهم يسيرون ممنوعا بعضهم من مفارقة بعض». [أبو السعود:4/26]. [الجمل:3/305].
32- {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتهم بآياتي ولم تحيطوا بها علما} [27: 83-84].
33- {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم} [34: 23].
في [الكشاف:3/258]: «فإن قلت: بم اتصل قوله: {حتى إذا فزع}. ولأي شيء وقعت (حتى) غاية؟
قلت: بما فهم هذا الكلام من أن ثم انتظارا للإذن وتوقعا وتمهلا وفزعا من الراجين للشافعة والشفعاء، هل يؤذن لهم أو لا يؤذن، وأنه لا يطلق الإذن إلا بعد ملي من الزمان وطول من التربص... كأنه قيل: يتربصون ويتوقفون مليا فزعين وهلعين حتى إذا فزع.
في [البحر:7/278]: «وتلخص من هذا أن (حتى) غاية إما لمنطوق وهو زعمتم، وإما لمحذوف...».
34- {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} [39: 71].
35- {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم} [39: 73].
في [الكشاف:3/358]: «(حتى) هي التي تحكي بعدها الجمل، والجملة المحكية بعدها هي الشرطية، إلا أن جزاءها محذوف، وإنما حذفت لأنه في صفة ثواب أهل الجنة، فدل بحذفه على أنه شيء لا يحيط به الوصف، وحق موقعه ما بعد (خالدين). وقيل: حتى إذا جاءوها جاءوها».
في [البحر:7/443]: «(إذا) شرطية جوابها قال الكوفيون {وفتحت} والواو زائدة، وقال غيرهم: محذوف وقدره المبرد بعد (خالدين): سعدوا، وقيل: الجواب وقال لهم خزنتها على زيادة الواو، وجعل قوله {وفتحت} حالية». [الجمل:3/655].
36- {فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يعبث الله من بعده رسولا} [40: 34].
(حتى) غاية لقوله {فما زلتم}. [الجمل:4/14].
37- {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم} [41: 19-20].
(ما) مزيدة للتوكيد، ومعنى التأكيد فيها أن وقت مجيئهم النار لا محالة أن يكون وقت الشهادة عليهم، ولا وجه لأن يخلو منها. ومثله قوله تعالى: {أثم إذا ما وقع آمنتم به} أي لا بد لوقت وقوعه من أن يكون وقت إيمانهم به. [الكشاف:3/389].
وفي [البحر:7/492]: «(حتى) غاية ليحشر أعداء الله...» [الجمل:4/37].
38- {وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} [43: 37-38].
في [البحر:8/16]: «تمنى لو كان ذلك في الدنيا حتى لا يصده عن سبيل الله، أو تمنى ذلك في الآخرة، وهو الظاهر؛ لأنه جواب (إذا) التي للاستقبال».
39- {وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني} [46: 15].
في البحر 8: 61: «في الكلام حذف تكون (حتى) غاية له، تقديره: فعاش بعد ذلك أو استمرت حياته». [الجمل:4/125].
40- {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} [47: 4].
في [البحر:8/74]: «هذه غاية للضرب...» [العكبري:2/124]، [الجمل:4/138].
41- {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا} [47: 16].
42- {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا} [72: 23-24].
في [الكشاف:4/150]: «فإن قلت: بم تعلق (حتى) وجعل ما بعده غاية له؟
قلت: بقوله {يكونون عليه لبدا} على أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة، ويستضعفون أنصاره، ويستقلون عددهم حتى إذا رأوا ما يوعدون من يوم بدر أو من يوم القيامة فيعلمون حينئذ أنهم أضعف ناصرا».
ويجوز أن يتعلق بمحذوف دلت عليه الحال من استضعاف الكفار له، واستقلالهم لعدده، كأنه قال: لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدوه.
وفي [البحر:8/354]: «وقوله: بم تعلق؟ إن عنى تعلق حرف الجر فليس بصحيح، لأنها حرف ابتداء، فما بعدها ليس في موضع جر، خلافا للزجاج وابن درستويه فإنهما زعما أنها إذا كانت حرف ابتداء فالجملة الابتدائية بعدها في موضع جر.
وإن عنى بالتعليق اتصال ما بعدها بما قبلها وكون ما بعدها غاية لما قبلها فهو صحيح.
وأما تقديره إنها تتعلق بقوله {يكونون عليهم لبدا} فهو بعيد جدًا لطول الفصل بينهما بالجمل الكثيرة. وقال التبريزي: (حتى) جاز أن تكون غاية لمحذوف، ولم يبين ما المحذوف؟ وقيل: المعنى: دعهم حتى إذا رأوا ما يوعدون من الساعة فسيعلمون من أضعف ناصرا.
والذي يظهر لي أنها غاية لما تضمنته الجملة التي قبلها من الحكم بكينونة النار لهم، والحكم بذلك هو وعيد، حتى إذا رأوا ما حكم بكينونته لهم فسيعلمون، وانظر [الجمل:4/416].


رد مع اقتباس