عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 02:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة (بل) في القرآن الكريم

دراسة (بل) في القرآن الكريم

في [المقتضب:3/305]: «(بل) لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلط أو نسيان، وهذا منفي عن الله عز وجل، لأن القائل إذا قال: مررت بزيد غالطا فاستدرك، أو ناسيًا فذكر قال: بل عمرو، ليضرب عن ذلك ويثبت ذا. وتقول: عندي عشرة بل خمسة عشر على مثل هذا. فإن أتى بعد كلام سبق من غيره فالخطأ إنما لحق كلام الأول، كما قال الله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا} فعلم السامع أنهم عنوا الملائكة بما تقدم من قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} وقال: {أم اتخذ ما يخلق بنات} وقال: {ويجعلون لله ما يكرهون}.
وقال: {بل عباد مكرمون}، أي بل هؤلاء الذين ذكرتم أنهم ولد عباد مكرمون. ونظير ذلك أن تقول للرجل: قد جاءك زيد، فيقول: بل عمرو.
وفي [البحر:4/103]: «(بل) للإضراب والانتقال من شيء من غير إبطال لما سبق، وهكذا تجيء في كتاب الله تعالى، إذا كان ما بعدها من إخبار الله، لا على سبيل الحكاية عن قوم».
وفي [المغني:1/103]: «(بل) حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما الإبطال، نحو: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون}، ونحو {أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق}.
وأما الانتقال من غرض إلى آخر، ووهم ابن مالك، إذ زعم في شرح كافيته أنها لا تقع في التنزيل إلا على هذا الوجه. ومثاله: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا} ونحو: {ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة}، وهي في ذلك كله حرف ابتداء لا عاطفة على الصحيح...
ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب، كاضرب زيدا بل عمرا، وقام زيد بل عمرو فهي تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه، فلا يحكم عليه بشيء وإثبات الحكم لما بعدها. وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها على حالته وجعل ضده لما بعدها، نحو: ما قام زيد بل عمرو، ولا يقم زيد بل عمرو...».
قال الرضى في [شرح الكافية:2/351]: «وأما (بل) فإما أن يليها مفرد أو جملة، وفي الأول هي لتدارك الغلط، ولا يخلو إما أن تكون بعد نفي أو نهي، أو بعد إيجاب أو أمر.
فإن جاءت بعد إيجاب، أو أمر، نحو: قام زيد بل عمرو فهي لجعل المتبوع في حكم المسكوت عنه منسوبًا حكمه إلى التابع، فيكون الإخبار عن قيام زيد غلطا، يجوز أن يكون قد قام وأن لم يقم. أفدت ببل أن تلفظك بالاسم المعطوف عليه كان غلطًا عن عمد أو عن سبق لسان».
وقال في [ص352:]: «إذا عطفت ببل مفردا بعد النفي والنهي فالظاهر أنها للإضراب أيضًا، ومعنى الإضراب: جعل الحكم الأول موجبا كان أو غير موجب كالمسكوت عنه بالنسبة للمعطوف عليه. ففي قولك: ما جاءني زيد بل عمرو أفادت (بل) أن الحكم على زيد بعدم المجيء كالمسكوت عنه، يحتمل أن يصبح هذا الحكم فيكون غير جاء، ويحتمل أن لا يصح، فيكون قد جاءك...
وقال ابن مالك: (بل) بعد النفي والنهي كلكن بعدهما، وهذا الإطلاق منه يعطي أن عدم مجيء زيد في قولك: ما جاءني زيد بل عمرو متحقق بعد مجيء (بل) أيضًا، كما كان كذلك في: ما جاءني زيد لكن عمرو بالاتفاق».
وقال أيضًا [ص:352]: «وأما (بل) التي تليها الجمل ففائدتها الانتقال من جملة إلى أخرى أهم من الأولى، وقد تجيء للغلط، والأولى تجيء بعد الاستفهام أيضًا، كقوله تعالى: {أتأتون الذكران من العالمين... بل أنتم قوم عادون}.
والتي لتدارك الغلط، نحو: ضرب زيدا بل أكرمته، وخرج زيد بل دخل خالد».
وقال في [ص:352]: «ولا تجيء (بل) المفردة العاطفة للمفرد بعد الاستفهام: لأنها لتدارك الغلط الحاصل عن الجزم بحصول مضمون الكلام أو طلب تحصيله، ولا جزم في الاستفهام... والأولى أنه يجوز استعمالها بعد ما يستفاد منه معنى الأمر والنهي. كالتحضيص والعرض». وانظر [التسهيل:ص177].


رد مع اقتباس