الباء للتعدية
في [الدماميني:1/214-215]: «وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولاً، احترازًا من التعدية بالمعنى الآخر، فإنهم يطلقونها على توصيل العامل إلى المعمول بواسطة الحرف، وهي بهذا المعنى لا خصوصية لها بالباء، بل هي متحققة في جميع حروف الجر غير الزائدة. وقال ابن مالك في ضابطها: هي الداخلة بعد الفعل اللازم قائمة مقام الهمزة في إيصالها إلى المفعول. واعترضه أبو حيان بأنها قد وردت مع المعتدي في قولهم صككت الحجر بالحجر، ودفعت بعض الناس ببعض».
(الآيات)
1- {ذهب الله بنورهم} [2: 17]
قرئ في الشواذ {أذهب الله نورهم} وهي بمعنى المشهورة، ودرج الزمخشري في الكشاف على الفرق بين التعديتين، فقال في سورة البقرة:
«والفرق بين التعديتين: أذهبه، وذهب به أن معنى أذهبه: أزاله.
ويقال: ذهب به، إذا استصحبه ومضى به معه».
2- {ولو شاء الله لذهب بسمعهم} [2: 20]
في [البرهان:4/254-255]: «وتجيء للتعدية، وهي القائمة مقام الهمزة في إيصال اللازم إلى المفعول به نحو: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم}، أي أذهب؛ كما قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} [33: 33] »
ولهذا لا يجمع بينهما، فهما متعاقبتان... ومذهب الجمهور أنها بمعنى الهمزة لا تقتضي مشاركة الفاعل للمفعول. ومذهب المبرد والسهيلي أنها تقتضي مصاحبة الفاعل للمفعول في الفعل، بخلاف الهمزة. ورد بقوله تعالى: {ذهب الله بنورهم}، {ولو شاء الله لذهب بسمعهم} ألا ترى أن الله لا يذهب مع سمعهم...
3- {ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} [4: 19]
الباب للتعدية، وتحتمل المصاحبة، أي مصحوبين ببعض. [البحر:3/203].
4- {فلما ذهبوا به} [12: 15].
5- {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب} [2: 258]
الباء للتعدية، و{من} لابتداء الغاية. [البحر:2/289].
6- {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير} [6: 17]
الباء في {بضر، بخير} للتعدية، وإن كان الفعل متعديًا، كأنه قيل: وإن يمسسك الله الضر فقد مسك. والتعدية بالباء في الفعل المتعدي قليلة، ومنها قوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} وقول العرب: صككت أحد الحجرين بالآخر. [البحر:7/87-88].
7- {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر} [7: 138، 10: 90]
الباء للتعدية، يقال: جاوز: الوادي، إذا قطعه، وجاوز بغيره البحر. [البحر:4/377]، [العكبري:1/157، 2/18].
8- {وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس} [7: 165]
الباء للتعدية. [الجمل:2/200]
9- {قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} [9: 61]
في [الكشاف:2/160]: «فإن قلت: لم عدى فعل الإيمان بالباء إلى الله تعالى وإلى المؤمنين بالام؟
قلت: لأنه قصد التصديق بالله الذي هو نقيض الكفر به فعدى بالباء. وقصد السماع من المؤمنين وأن يسلم لهم ما يقولونه ويصدقه لكونهم صادقين عنده فعدى باللام». [البحر:5/63]، [العكبري:2/9]، [الجمل:2/289].
10- {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} [17: 86]
الباء للتعدية كالهمزة. [البحر:6/76].
11- {وإنا على ذهاب به لقادرون} [23: 18]
الباء للتعدية مرادفة للهمزة. [البحر:6/400]، [العكبري:2/77]، [الجمل:3/187].
12- {أكذبتم بآياتي} [27: 84]
الباء للتعدية. [الجمل:3/329].
13- {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} [28: 76]
الصحيح أن الباء للتعدية، أي لتنيئ العصبة؛ كما تقول: ذهبت به وأذهبته. [البحر:7/132]، [العكبري:2/94].
14- {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه} [41: 51]
الباء للتعدية. [الجمل:4/48].
15- {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} [12: 251]
الباء في {ببعض} متعلقة بالمصدر، وهي للتعدية مفعول ثان للمصدر، لأن {دفع} يتعدى لواحد، ثم عدى إلى ثان بالباء. وأصل التعدية بالباء أن يكون ذلك في الفعل اللازم: نحو {لذهب بسمعهم} فإذا كان متعديًا فقياسه أن يعدى بالهمزة. تقول: طعم زيد اللحم، ثم تقول: أطعمت زيدا اللحم. ولا يجوز أن تقول: طعمت زيدا باللحم، وإنما جاء ذلك قليلا بحيث لا ينقاس. من ذلك: دفع وصك. ولا يبعد أن تكون الباء للآلة؛ فلا يكون المجرور مفعولاً، وعلى أن تكون الباء للآلة يصح نسبة الفعل إليها على سبيل المجاز، نحو: كتبت بالقلم ثم تقول: كتب القلم. [البحر:2/270].
16- {اللاتي دخلتم بهن} [4: 23]
الباء للتعدية. [البحر:2/212]
17- {وإذ فرقنا بكم البحر} [2: 50]
الباء في معنى اللام، أو سببية، أو معدية، أو حال. [العكبري:1/20]
18- {قالوا الآن جئت بالحق} [2: 71]
الباء للتعدية. [البحر:1/257]، أو حال. [العكبري:1/24].
19- {قالوا يا هود ما جئتنا ببينة} [11: 53]
الباء متعلقة بالفعل أو حال، أي محتجا ببينة. [العكبري:2/22]، [الجمل:2/398]
20- {قالوا أجئتنا بالحق} [21: 55]
الباء متعلقة بالفعل. [البحر:6/320].
21- {وجاءت سكرة الموت بالحق} [50: 19]
الباء للتعدية، أو للحال، أي ملتبسة بالحق. [البحر:8/124].
22- {فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات} [3: 184]
الباء تحتمل الحالية والتعدية، أي جاءوا مصحوبين بالبينات، أو جاءوا البينات. [البحر:3/133].
23- {ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه} [9: 120]
الباء للتعدية، وقيل: سببية، أي بسبب صونها. [الجمل:2/317].
24- {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} [50: 16]
الباء زائدة أو للتعدية. [الجمل:4/188].
25- {أخذته العزة بالإثم} [2: 206]
الباء للتعدية، وهي قليلة في المتعدي، أو للمصاحبة، فتكون حالاً من الفاعل أو المفعول: أو للسببية. [البحر:2/117]، [العكبري:1/50].
26- {ولا تمسوها بسوء} [7: 73].
الظاهر أن الباء للتعدية، أي لا توقعوا عليها سوءًا، أو لا تلصقوه، ويجوز أن تكون للمصاحبة، أي لا تمسوها حال مصاحبتكم للسوء. [الجمل:2/156].