عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 07:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [أن] بعد [لا جرم]

[أن] بعد [لا جرم]

سيبويه والمبرد على أن فتح همزة [أن] واجب بعد {لا جرم}. وهو ما جاء في القرآن في الآيات الخمس في القراءات السبعية. وغيرهما يجيز كسر الهمزة بعد [لا جرم] وقد قرئ بالكسر في بعض الشواذ وتوجيه فتح الهمزة هو:
أ – [لا] رد لكلام سابق، أو زائدة ؛ و[جرم] فعل ماض بمعنى وجب وحق عند سيبويه ؛ والمبرد ؛ والمصدر المؤول فاعل للفعل. وقيل: جرم بمعنى كسب، والفاعل مستتر، والمصدر المؤول مفعول به، أي كسب فعلهم أو قولهم أن لهم النار.
ب – [جرم] مصدر بمعنى القطع، و[لا] نافية للجنس نظير: لابد والمعنى: أنهم يستحقون النار لا انقطاع لاستحقاقهم، والمصدر المؤول خبر [لا] بتقدير حذف [من].
ج – ركبت [لا] مع [جرم] فكانت بمعنى [حقا] والمصدر المؤول فاعل، وهو رأي الفراء.
أما توجيه كسر الهمزة فعلى أن [لا جرم] قسم، فكسرت همزة [إن] لوقوعها في جواب القسم، قال يزيد بن معاوية: «لا جرم لأقاسمنه الجائزة» [الفاضل للمبرد:ص93].
انظر [سيبويه:1/469]، [المقتضب:2/351–352]، [أمالي القالي:3/21]، [الكشاف:3/373]، [المخصص:13/117]، [شرح أدب الكاتب للجواليقي:163–164]، [البحر:5/483]، [الخزانة:4/31-312]، [التسهيل:63].


قرئ بكسر همزة [إن] في الشواذ في قوله تعالى:
1- {لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون} [16: 62]. [البحر:5/506].
2- {لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون} [16: 23].
[ابن خالويه:72]، [البحر:5/483].
إذا تقدم [إن] مفرد وجملة جاز فتح الهمزة عطفا على المفرد، وكسرها عطفا على الجملة ؛ أو على الاستئناف؛ وقد قرئ بالفتح والكسر في بعض الآيات:
1- {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [3: 171].
قرئ في السبع بكسر الهمزة وفتحها. [غيث النفع:17]، [الشاطبية:179]، [النشر:2/244] بفتح الهمزة للعطف على {نعمة}، والكسر على الاستئناف, [معاني القرآن:1/247]، [الكشاف:1/230]، [البحر:3/116].
2- {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} [20: 118–119].
قرئ في السبع بفتح الهمزة وكسرها في {وأنك}. [غيث النفع:169]، [الشاطبية:249]، [النشر:2/322].
فتح الهمزة عطف على {أن لا تجوع} والكسر عطف على [إن] الأولى، أو على الاستئناف، [سيبويه:1/363]، [الكشاف:2/449]، [العكبري:2/67]، [البحر:6/284]، [المقتضب:2/343].
3- {ثم لا يجزاه الجزاء الأوفى * وأن إلى ربك المنتهى * وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا * وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى * من نطفة إذا تمنى * وأن عليه النشأة الأخرى * وأنه هو أغنى وأقنى * وأنه هو رب الشعرى * وأنه أهلك عادا الأولى} [53: 41-50].
في [البحر:8/168]: «قرأ الجمهور: {وأن إلى ربك} وما بعده من {وأنه} [وأن] بفتح الهمزة عطفا على ما قبلها. وقرأ أبو السمال بالكسر فيهن» [الكشاف:4/42].
نحو: هذا وأني
في [شرح الكافية للرضي:2/325]: «وكذا إذا وليت [إن] الواو بعد قولك: هذا أو ذاك، تقريرا للكلام السابق. قال تعالى: {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين} [8: 18] {فذلكم} خبر مبتدأ محذوف، أي الأمر ذلك، والأمر أيضا أن الله موهن كيد الكافرين.
وإن كسرت فعلى عطف [إن] مع جزئيها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها..» انظر [سيبويه:1/463]، [الخزانة:4/305].
1- {ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيما} [6: 152-153].
قرئ في السبع بفتح الهمزة وكسرها في [وأن]. [غيث النفع:100]، [الشاطبية:203]، [النشر:2/266].
فتح الهمزة على حذف لام التعليل أو عطف على {أن لا تشركوا} أو عطف على الضمير في [به] قاله الفراء. والكسر على الاستئناف.
[معاني القرآن:1/364]، [العكبري:1/149]، [البحر:1/253–254].
2- {ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار} [8: 14].
قرأ الحسن وزيد بن علي وسليمان التيمي [وإن] بكسر الهمزة على الاستئناف.
[البحر:4/472–473]. [سيبويه:1/463]، [ابن خالويه:49].


وقرئ بفتح الهمزة لا غير في قوله تعالى:
1- {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد} [3: 182].
المصدر المؤول معطوف على خبر [ذلك] [الكشاف:1/234].
2- {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين} [8: 18].
المصدر المؤول رفع، أي الأمر ذلكم، أو نصب بتقدير فعل. [البحر:4/478]، [الرضي:2/325].
3- {ذلكم بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد} [8: 51].
المصدر المؤول معطوف على [ذلك] أو منصوب بتقدير فعل. [معاني القرآن:1/413]، [الكشاف:2/131]، [البحر:4/506].
4- {ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد} [22: 10].
أي والأمر أن الله، [البحر:6/355].


وجاء كسر الهمزة لا غير من أجل لام الابتداء في قوله تعالى:
1- {فغفرنا له ذلك وأن له عندنا لزلفى} [38: 25].
2- {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب} [38: 49].
3- {هذا وإن للطاغين لشر مآب} [38: 55].
وانظر [الخزانة4/305].


رد مع اقتباس