عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 06:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة [إنَّ] و[أنَّ] في القرآن الكريم: وقوع الجملة الطلبية خبرا لإن

دراسة [إنَّ] و[أنَّ] في القرآن الكريم

وقوع الجملة الطلبية خبرا لإن:
بين النحويين خلاف في وقوع الجملة الطلبية خبرا لإن وأخواتها:
ابن عصفور جوز ذلك في شرحه الصغير للجمل، وتأوله في شرحه الكبير للجمل. ويرى الرضي أنه يجوز أن تقع الجملة الطلبية خبرا لإن، ولكن، وإن كان قليلا، لم يحتكم أحد من النحويين إلى أسلوب القرآن الكريم في هذا النزاع، وإليك نصوصهم. في [الخزانة:4/295-296]: «في الارتشاف: وفي دخول [إن] على ما خبره نهي خلاف: صحح ابن عصفور جوازه في شرحه الصغير للجمل، وتأول ذلك في شرحه الكبير في قوله:
«إن الرياضة لا تنصبك للشيب»
وعلى المنع نصوص شيوخنا. وقال في شرحه الصغير لكتاب الجمل: أما الجملة غير المحتملة للصدق والكذب ففي وقوعها خبرا لهذه الحروف خلاف.
والصحيح أنها تقع في موضع خبرها. فأطلق ولا يصح أن يكون في [ليت] ولا [لعل] ولا [كأن].. فظهر أن وقوع الطلبية في [إن] المكسورة فيه خلاف منهم من أجاز، ومنهم من منع. ولم يصب ابن هشام في النقل عن النحويين أنهم منعوا وقوع الطلبية خبرا لها».
وفي [المغني:2/146]: «اشتراطهم في بعض الجمل الخبرية.. فالأول كثير كالصلة، والصفة، والحال، والجملة الواقعة خبرا لكان، أو خبرا لإن..» وفي [الدسوقي:2/218]: «الصحيح أن المبتدأ يجوز أن يخبر عنه بالجملة الخبرية الإنشائية، لكن لا يجوز أن يدخل عليه ناسخ كإن وأخواتها و[كان] وأخواتها، إلا إذا كان خبره جملة خبرية».
وفي [شرح الكافية للرضي:2/323]: [ليت] و[لعل] و[كأن] و[أن] المفتوحة لا تدخل على مبتدأ في خبره معنى الطلب، سواء كان ذلك الخبر مفردا أم جملة... وأما [إن]، و[لكن] فلا يمكن كون أخبارهما مفردا متضمنا لمعنى الطلب.. وأما الجملة الطلبية، كالأمر والنهي والدعاء، والجملة المصدرة بحرف الاستفهام، والعرض، والتمني ونحو ذلك فلا أرى منعا من وقوعها خبرا لهما، كما في خبر المبتدأ، وإن كان قليلا..».
وفي [الهمع:1/135]: «ولا يكون الخبر في هذا الباب مفردا طلبيا... واختلف في جملة النهي. وصحح ابن عصفور وقوعها خبرا هنا؛ لقولهم:
إن الذين قتلتم أمس سيدهم.......لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما
قال أبو حيان: وينبغي تخصيص ذلك بإن وحدها؛ لأنها مورد السماع قال: والذي نص عليه شيوخنا المنع مطلقا، وتأولوا البيت على إضمار القول.
ومنع مبرمان وقوع الماضي خبرا للعل ؛ فلا يقال: لعل زيدا قام.
ومنع الأخفش وقوع [سوف] خبرا لليت ؛ فلا يقال: ليت زيدا سوف يقوم، لأن [ليت] لما لم يثت، و«سوف» لما يثبت».
جاءت الجملة الطلبية خبرا لإن في قوله تعالى: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} [3: 21].
لم أجد أحدا من النحويين احتج بهذه الآية على جواز وقوع الجملة الطلبية خبرا لإن.
تكلم الزمخشري، والأنباري، والعكبري، وأبو حيان عن دخول الفاء في خبر [إن] وما الذي سوغ ذلك؟ ولم يعرضوا للحديث عن وقوع الطلبية خبرا لإن. انظر [الكشاف:1/181]، [البيان:1/196]، [العكبري:1/73]، [البحر:2/413].
2- {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم} [24: 11].
في [البحر:6/436]: «وقال ابن عطية: {عصبة} رفع على البدل من الضمير في جاءوا، وخبر [إن] في قوله: {لا تحسبوه}. التقدير: إن فعل الذين، وهذا أنسق في المعنى وأكثر فائدة من أن يكون {عصبة} خبر [إن].


رد مع اقتباس