عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات {إلا ما شاء الله}

آيات {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}
1- {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [6: 128].
في [القرطبي:3/252]: «استثناء ليس من الأول. قال الزجاج: يرجع إلى يوم القيامة، أي خالدين في النار إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم، ومقدار مدتهم في الحساب ؛ فالاستثناء منقطع.
وقيل: يرجع الاستثناء إلى النار، أي إلا ما شاء الله من تعذيبكم بغير النار في بعض الأوقات.
وقال ابن عباس: الاستثناء لأهل الإيمان. فما على هذا بمعنى [من].
[الكشاف:2/39]، [العكبري:1/146]، [البحر:4/221]، [الخازن:2/56]، [الجمل:2/90].
2- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [7: 188].
في [البحر:4/436]: «الاستثناء متصل، أي إلا ما شاء الله من تمكيني منه فإني أملكه بمشيئة الله».
وقال ابن عطية: الاستثناء منقطع. ولا حاجة لدعوى الانقطاع مع إمكان الاتصال».
[الكشاف:2/108]، [العكبري:1/162]، [أبو السعود:2/218].
3- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [10: 49].
في [البحر:5/165]: «ظاهره أنه استثناء متصل، أي إلا ما شاء الله أن أملكه وأقدر عليه.
وقال الزمخشري: هو استثناء منقطع، أي ولكن ما شاء الله من ذلك كان».
[الكشاف:2/193]، [الجمل:2/348]، [أبو السعود:2/332]، [القرطبي:4/3189].
4- {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [11: 107].
في [الكشاف:2/235]: «فإن قلت: فما معنى الاستثناء في قوله: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، وقد ثبت خلود أهل الجنة والنار في الأبد من غير استثناء؟
قلت: هو استثناء من الخلود في عذاب النار، ومن الخلود في نعيم الجنة، وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده، بل يعذبون بالزمهرير، وبأنواع أخرى من العذاب، وبما هو أغلظ منها كلها، وهو سخط الله عليهم، وخسؤه لهم، وإهانته إياهم.
وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها، وأجل موقعا وهو رضوان الله، كما قال: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} ولهم ما يتفضل الله به عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو، فهو المراد بالاستثناء».
وفي [البحر:5/263–264]: «والظاهر أن قوله: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} استثناء من الزمان الدال عليه قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} والمعنى: إلا الزمان الذي شاءه الله تعالى..
ويمكن أن يكون هذا الزمان المستثنى هو الزمان الذي يفصل الله بين الخلق يوم القيامة، إذا كان الاستثناء من الكون في النار والجنة ؛ لأنه زمان يخلو فيه الشقي والسعيد من دخول النار أو الجنة.
وأما إن كان الاستثناء من الخلود فيمكن ذلك بالنسبة لأهل النار، ويكون الزمان المستثنى هو الزمان الذي فات أهل النار العصاة من المؤمنين الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة، فليسوا خالدين فيها..
ويكون {الَّذِينَ شَقُوا} شاملا الكفار وعصاة المسلمين.
وأما بالنسبة لأهل الجنة فلا يتأتى منهم ما يتأتى في أهل النار؛ إذ ليس منهم من يدخل الجنة ثم لا يخلد فيها..
ويجوز أن يكون استثناء من الضمير المستكن في الجار والمجرور، أو في {خَالِدِينَ}، وتكون [ما] واقعة على ما يعقل.. ويكون المستثنى في قصة النار عصاة المؤمنين، وفي قصة الجنة هم أو أصحاب الأعراف..
وقيل: [إلإ] بمعنى الواو. وقيل: بمعنى سوى».
ذكر القرطبي في الاستثناء عشرة أوجه [4/2327–2330].
وانظر [معاني القرآن:2/28]، [تأويل مشكل القرآن:ص54-55]، [العكبري:2/24]، [البرهان للزركشي:3/49-51]، [الخازن:2/271–372]، [أبو السعود:3/45]، [الجمل:2/417-418].
5- {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَىٰ * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ} [87: 6-7].
في [البحر:8/458-459]: « والظاهر أنه استثناء مقصود. قال الحسن وقتادة وغيرهما: مما قضى الله نسخه وأن ترتفع تلاوته وحكمه..
وقيل: إلا ما شاء الله أن يغلبك النسيان عليه، ثم يذكرك به بعد؛ كما قال عليه الصلاة والسلام حين سمع قراءة بشير: لقد ذكرني كذا وكذا آية في سورة كذا وكذا...
وقال الفراء وجماعة: هذا استثناء صلة في الكلام على سنة الله تعالى في الاستثناء، وليس ثم شيء أبيح استثناؤه، وأخذ الزمخشري هذا القول...
وقول الفراء والزمخشري يجعل الاستثناء كلا استثناء، وهذا لا ينبغي أن يكون في كلام الله تعالى، بل ولا في كلام فصيح.
ومفهوم الآية في غاية الظهور، وقد تعسفوا في فهمها. والمعنى: أنه تعالى أخبر أنه سيقرئه وأنه لا ينسى إلا ما شاء الله فإنه ينساه إما بالنسخ، وإما أن يسن، وإما على أن يتذكر وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم معصوم من النسيان فيما أمر بتبليغه، فإن وقع نسيان فيكون على وجه من الوجوه الثلاثة».
انظر [الكشاف:4/204]، [القرطبي:8/7108–7109]، [الخازن:4/397]، [أبو السعود:5/256]، [الجمل:4/513].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص365]


رد مع اقتباس