الاستثناء الراجح الاتصال
1- {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [11: 118-119].
استثناء متصل، ولا ضرورة تدعو إلى أنه بمعنى (لكن) فيكون منقطعا كما ذهب إليه الحوفي، [البحر:5/273]، [القرطبي:4/3342]، [العكبري:2/25].
2- {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [37: 127-128].
استثناء متصل من ضمير {فَكَذَّبُوهُ}، ولا يجوز أن يكون استثناء من {فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}، لأنهم كانوا يكونون مندرجين فيمن كذب، ويكونون عباد الله المخلصين، وذلك لا يمكن، ولا يناسب أن يكون استثناء منقطعا، إذ يصير المعنى: لكن عباد الله المخلصين من غير قومه لا يحضرون العذاب: [البحر:7/373]، [العكبري:2/108]، [أبو السعود:4/276]، [الجمل:3/546].
3- {أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [2: 159-160].
استثناء متصل، ومعنى {تَابُوا} أي عن الكفر إلى الإيمان، أو عن الكتمان إلى الإظهار، [البحر:1/459]، [الجمل:1/128]، وجوز العكبري أن يكون منقطعا [1/40] ولو أعرب مبتدأ أعرب مبتدأ خبره الجملة بعده كان منقطعا قولا واحدا.
4- {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [4: 89-90].
وفي [البحر:3/315-316]: «وأصل الاستثناء أن يكون متصلا، وظاهر هذه الآية.. أنه استثناء متصل، والمعنى: إلا الكفار الذين يصلون إلى قوم معاهدين.. والاستثناء متصل من مفعول {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ} والمعنى أنه تعالى أوجب قتل الكافر إلا إذا كان معاهدا، أو داخلا في حكم المعاهد، أو تاركا للقتال فإنه لا يجوز قتلهم، وقول الجمهور إن المستثنين كفار، وقال أبو مسلم: إنه تعالى لما أوجب الهجرة على كل من أسلم استثنى من له عذر... فعلى قوله يكون استثناء منقطعا، لأن المؤمنين لم يدخلوا تحت قوله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}» انظر [الكشاف:1/288]، [العكبري:1/107].
5- {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [19: 59-60].
ظاهره الاتصال، وقال الزجاج: منقطع. [البحر:6/201].
وجه الانقطاع: أن المستثنى منه كفار، والمستثنى مؤمنون. [الجمل:3/70].
6- {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [74: 38-39].
قال ابن عباس: هم الملائكة، وقال علي: هم أطفال المسلمين، وعلى هذين يكون الاستثناء منقطعا، وقال الحسن: هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين، لأنهم أدوا ما كان عليهم، فالاستثناء متصل. [البحر:8/379-380]، [الكشاف:4/161]، [القرطبي:8/6878]، [الجمل:4/435].
7- {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ} [5: 1].
الاستثناء متصل، أي إلا الميتة وما أهل به لغير الله، [الكشاف:1/320]، [معاني القرآن:1/298]، [العكبري:1/115]، [البحر:3/412].
وفي [الجمل:1/456]: «وجه الانقطاع: أن ما يتلى لفظ؛ إذ التلاوة ذكر اللفظ، واللفظ ليس من جنس البهيمة...».
8- {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} [3: 93].
إن كان متصلا كان التقدير: إلا ما حرم إسرائيل على نفسه، فحرم عليهم في التوراة؛ فليس فيها الزوائد التي افتروها.
وإن كان منقطعا كان التقدير: ولكن إسرائيل حرم ذلك على نفسه خاصة ولم يحرمه الله على بني إسرائيل، والاتصال أظهر. [البحر:3/3]، [معاني القرآن:1/226]، [الكشاف:1/202]، [القرطبي:2/1376]، [العكبري:1/81]، [الجمل:1/296]
9- {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [5: 3].
الاستثناء راجع للأنواع الخمسة، وقيل: عائد إلى أقرب مذكور وهو {أَكَلَ السَّبُعُ} والاستثناء على هذين متصل.
وقيل: هو استثناء منقطع، والتقدير، لكن ما ذكيتم من غير هذه الأنواع فكلوه، والظاهر الاتصال، [البحر:3/423-424]، [الكشاف:1/322]، [القرطبي:3/2047]، [الخازن:1/462]، [الجمل:1/460].
10- {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [33: 52].
(ما) إن كانت موصولة فهي واقعة على الجنس، والاستثناء متصل، يختار فيه الرفع على البدل من النساء، وإن كانت (ما) مصدرية كان المصدر المؤول بمعنى اسم المفعول، أي مملوك، فيكون الاستثناء متصلا أيضًا وإن بقى المصدر المؤول من غير تأويل كان الاستثناء منقطعا.
[البحر:7/245]، [الكشاف:3/244]، [العكبري:2/101]، [القرطبي:6/5305]، [أبو السعود:4/217، 3/445].
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص337]