عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:14 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

إعراب المستثنى المنقطع

نلخص كلام الرضي بما يأتي:
أ – ما بعد (إلا) مفرد في الاستثناء المتصل، والمنقطع، ولذلك وجب فتح همزة (أن) بعدها.
ب- لما رأى المتأخرون (إلا) بمعنى (لكن) قالوا إنها الناصبة للمستثنى نصب (لكن) لاسمها، وخبرها محذوف، وقد يذكر.
قال في [شرح الكافية:1/208]: «وما بعد (إلا) عنده مفرد سواء كان متصلا أو منقطعا، فهي وإن لم تكن حرف عطف إلا أنها كلكن العاطفة للمفرد على المفرد في وقوع المفرد بعدها؛ فلهذا وجب فتح (أن) الواقعة بعدها، نحو: زيد غنى إلا أنه شقي.
والمتأخرون لما رأوها بمعنى (لكن) قالوا إنها الناصبة بنفسها نصب (لكن) للأسماء، وخبرها في الأغلب محذوف، نحو قولك: جاءني القوم إلا حمارا، أي لكن حمارا لم يجيء، قالوا: وقد يجيء خبرها ظاهرا...».
وأقول: ذكر سيبويه فتح همزة (إن) بعد إلا في هذا المثال: إن لفلان والله مالا إلا أنه شقي، ولكنه ذكر في [كتابه:1/472] مواضع لكسر همزة (إن) بعد (إلا)، كما ذكر في [كتابه:1/374] هذا الباب: هذا باب ما يكون مبتدأ بعد (إلا)

وذكر أبو حيان أن بعض النحويين يعرب المستثنى المنقطع مبتدأ محذوف الخبر أو مذكروه، قال في [البحر:5/460]: «وقد زعم بعض النحويين في الاستثناء المنقطع المقدر بلكن- إذا لم يكن بعده ما يصح أن يكون خبرا- أن الخبر محذوف، وأنه في موضع رفع، لجريان (إلا) وتقديرها بلكن».
وانظر [الكشاف:2/315] وقد أعرب أبو حيان المستثنى المنقطع منصوبا مع ظهور خبره في قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [34: 37].
قال في [البحر:7/285-286]: «الظاهر أنه استثناء منقطع، وهو منصوب على الاستثناء، أي ولكن من آمن وعمل صالحا فإيمانه وعمله يقربانه».
ونجد العكبري يعرب المستثنى المنقطع مبتدأ في آيات كثيرة ستأتي.
وفي حاشية [الصبان:2/23]: «ومتى كان ما بعد (إلا) جملة فإلا بمعنى لكن، ولو كان الاستثناء متصلا، كما في الدماميني عن توضيح الناظم، لكن إن نصب تالي (إلا) فهي كلكن المشددة، وإن رفع فكالمخففة» وانظر [حاشية الخضري:1/312].




[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص331]


رد مع اقتباس