الاستثناء من العدد
جاء ذلك في قوله تعالى: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [29: 14]. في [الكشاف:3/186]: «فإن قلت: هلا قيل: تسعمائة وخمسين سنة؟
قلت: ما أورده الله أحكم؛ لأنه لو قيل كما قلت لجاز أن يتوهم إطلاق هذا العدد على أكثره، وهذا التوهم زائل مع مجيئه كذلك، وكأنه قيل: تسعمائة وخمسين سنة كاملة وافية العدد، إلا أن ذلك أخصر وأعذب لفظا، وأملأ بالفائدة».
وفي [البحر:7/145]: «والاستثناء من الألف استدل به على جواز الاستثناء من العدد، وفي كونه ثابتا من لسان العرب خلاف مذكور في النحو، وقد عمل الفقهاء المسائل على جواز ذلك».
وفي [البرهان:4/120] «ولو كانت ألفاظ العدد نصوصا لما دخلها الاستثناء...
والجواب: أن التجوز قد يدخل في الألف، فإنها تذكر في سياق المبالغة للتكثير، والاستثناء رفع لذلك».
من شواهد النحو:
نجيت يا رب نوحا واستجبت له.......في فلك ما خر في اليم مشحونا
وظــــل يدعـــــــــــو بآيـــــــات مبيــــــــنة.......في قومه ألــــف عام غير خمسيــنا
ولم ينسب لقائل معين. [العيني:3/149].
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص309]