عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 06:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي التفريغ في الصفات

التفريغ في الصفات

استشكل الرضي التفريغ في الصفات، وفي الأحوال، وفي الأخبار فقال في [شرح الكافية:1/217]:
«والوصف، نحو: ما جاءني أحد إلا ظريف... وفيه، وفي خبر المبتدأ نحو: ما زيد إلا قائم، وفي الحال، نحو: ما جاءني زيد إلا راكبا إشكال، لأن المعنى يكون إذن: ما جاءني أحد متصف بصفة إلا بصفة الظرافة وما زيد متصف بصفة إلا بصفة القيام،وما جاءني أحد على حال من الأحوال إلا على حال الركوب».
وهذا محال، لأنه لابد للمتصف بصفة ظرافة من الاتصاف بغيرها، ولو لم يكن إلا التحيز ونحوه، وكذا في الخبر والحال.
وذكر المصنف في حله وجهين: أحدهما: أن القصد بالحصر المبالغة في إثبات الوصف المذكور، حتى كأن ما دونه في حكم العدو.
وثانيهما: أنه نفى لما يمكن انتفاؤه من الوصف المضاد للوصف المثبت لأنه معلوم أن جميع الصفات يستحيل انتفاؤها...».

* * *
الجملة سواء كانت اسمية أم فعلية إذا وقعت بعد النكرة المنفية جاز أن تكون صفة للنكرة، أو حالا منها، فإذا جاءت هذه الجملة بعد (إلا) في الاستثناء المفرغ فالجمهور يعربها حالا، لأن (إلا) الاستثنائية لا تفصل بين الصفة والموصوف، قال الأخفش: لا يفصل بين الموصوف والصفة بإلا، ونحو: ما جاءني إلا راكب تقديره: ما جاءني إلا رجل راكب، وفيه قبح يجعلك الصفة كالاسم.
وقال أبو علي الفارسي: تقول: ما مررت بأحد إلا قائما، فقال حال من أحد، ولا يجوز: إلا قائم، لأن (إلا) لا تعترض بين الصفة والموصوف.
وأجاز الزمخشري الوصفية في هذه الجملة، حتى لو اقترنت بالواو، كما في قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [15: 4].
وقال: الواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف، انظر [الكشاف:2/31]، [البحر:5/445].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص303]


الآيات

1- {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [9: 120]. الجملة حالية، [البحر:5/113]، [الجمل:2/223].
2- {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} [10: 61]. الجملة حالية، [البحر:5/174]
3- {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [51: 52]. الجملة حال من {الَّذِينَ} [الجمل:4/204-205].
4- {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} [6: 59]. الجملة حالية، [البحر:4/146]
5- {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاء} [7: 94]. الجملة حالية، [البحر:4/347، 4/74].
6- {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [15: 11]. الجملة حالية من ضمير {يَأْتِيهِمْ}، أو صفة لرسول على اللفظ، أو على الموضع، [العكبري:2/38].
7- {لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ} [12: 37]. الجملة حالية من طعام أو صفة له، [الجمل:2/447].
8- {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ} [21: 2]. الجملة حالية من مفعول {يَأْتِيهِمْ} [البحر:6/296]، [الجمل:3/120].
9- {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} [25: 33]. الجملة حالية، [الجمل:3/257].
10- {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [34: 34]. الجملة حالية. [البحر:7/276].
11- {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [51: 42]. الجملة حالية، [البحر:8/141]، وفي [الجمل:4/202]، مفعول ثان.
12- {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [36: 30]. الجملة حال من مفعول {يَأْتِيهِمْ} [الجمل:3/506].
13- {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} [36: 46]. حالية من مفعول {يَأْتِيهِمْ}، [الجمل:3/506].
14- {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [15: 4]. الجملة صفة عند الزمخشري والعكبري. [الكشاف:2/310]، [العكبري:2/38]، [البحر:5/445].
15- {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ} [26: 208]. الجملة صفة عند الزمخشري. [الكشاف:3/128]، [البحر:7/44].
16- {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [50: 18]. الجملة حالية، [الجمل:4/188].
17- {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [58: 7]. الجمل بعد (إلا) في المواضع الثلاثة أحوال، [البحر:8/235]، [الجمل:4/296].
18- {مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [18: 49]. جملة {أَحْصَاهَا} صفة لصغيرة وكبيرة، ويجوز أن تكون في موضع المفعول الثاني، لأن يغادر بمعنى يترك، من السمين، [الجمل:3/29]، وقال أبو حيان: الجملة في موضع الحال، [البحر:6/135].
19- {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} [6: 4].
20- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ} [21: 25].
21- {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ} [26: 5].
22- {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا} [43: 48].
23- {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [43: 7].




[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص304]



(ما) المصدرية الظرفية بعد (إلا)
1- {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} [3: 75].
في [العكبري:1/79]: «(ما) في موضع نصب على الظرف، ويجوز أن يكون حالا، لأن (ما) مصدرية، والمصدر قد يقع حالا».
وفي [البحر:2/500] «على جعل (ما) المصدرية فقط يكون (قائما) منصوبا على الحال، لا خبر (دام)».
2- {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [12: 53]. يجوز أن تكون (ما) مصدرية ظرفية فيكون الاستثناء منقطعا. [الكشاف:2/262]، [العكبري:2/29]، [البحر:5/318].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص306]


رد مع اقتباس