عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 03:28 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

استعمال (إذا) في الماضي

الأصل في استعمال (إذا) أن تكون ظرفًا لما يستقبل من الزمان، وقد جاءت في بعض آيات من القرآن مستعملة استعمال (إذ) للزمان الماضي.
قال ابن مالك في كتاب [«شواهد التوضيح والتصحيح»:ص9-10].
«وكما استعملت (إذ) بمعنى (إذا) استعملت (إذا) بمعنى (إذ) كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} [3: 156]. انظر [إعراب الزجاج:ص888].
وكقوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [9: 29].
وكقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [62: 11].
لأن {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} و {لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} مقولان في الماضي، وكذا الانفضاض المشار إليه واقع أيضًا فيما مضى. فالمواضع الثلاثة صالحة لإذ، وقد قامت (إذا) مقامها».
وفي [«شرح الكافية» للرضي:2/101]: «قد يكون (إذا) للماضي كما في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} [18: 93]، {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [18: 96]، {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [18: 96]، وانظر [المغني:1/87]، و[الدماميني:1/201].
وفي [البرهان للزركشي:4/190-191]: «وقد تستعمل للماضي من الزمان كإذ؛ كما في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} [27: 18]، {حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ} [6: 25]، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} [18: 93]، {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [18: 96]، {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [18: 96]، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [62: 11] لأن الانفضاض واقع في الماضي». وانظر [الإتقان:1/149]. وفي [البحر:5/164] عند قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [10: 47]: «إما أن يكون إخبارًا عن حالة ماضية، فيكون ذلك في الدنيا، ويكون المعنى: أنه بعث إلى كل أمة رسولهم إلى دين الله... فلما جاءهم بالبينات كذبوه، فقضى بينهم، أي بين الرسول وأمته؛ فأنجى الرسول وعذب المكذبين.
وإما أن يكون على حالة مستقبلة، أي فإذا جاءهم رسولهم يوم القيامة للشهادة عليهم قضى عليهم». وانظر [الكشاف:2/192-193] و[القرطبي:4/3188].
وفي [لسان العرب:15/463]: شواهد لاستعمال (إذا) مكان (إذ) والعكس. والسهيلي منع أن تستعمل (إذا) في موضع (إذ) كما منع أن تستعمل (إذ) في موضع (إذا). قال في [الروض الأنف:1/286-287]: «وهذا نحو مما يتوهم في قوله سبحانه: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} [18: 71]: فيتوهم أن (إذا) هاهنا بمعنى (إذ)، لأنه حديث قد مضى، وليس كما يتوهم. هي على بابها، والفعل بعدها مستقبل بالنسبة إلى الانطلاق، لأنه بعده، والانطلاق قبله، ولولا (حتى) ما جاز أن يقال: إلا انطلقا إذ ركبا، ولكن معنى الغاية في (حتى) دل على أن الركوب كان بعد الانطلاق، وإذا كان بعده فهو مستقبل بالنسبة إليه».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص174]


رد مع اقتباس