عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:17 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(إذ) بعد (لو)

جاءت (إذ) بعد (لو) في آيات كثيرة، والمعنى على أن (إذ) يراد بها الاستقبال.
1- {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [2: 165].
في [الكشاف:1/106]: «(إذ) في المستقبل، كقوله: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [7: 44].
في [العكبري:1/41]: «(إذ) وقعت هنا بمعنى المستقبل، ووضعها أن تدل على الماضي، إلا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل.
وقيل: إنه وضع (إذ) موضع (إذا)، كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل... وهذا يتكرر في القرآن كثيرًا».
وفي [البحر:1/472]: «ودخلت (إذ) وهي للظرف الماضي في أثناء هذه المستقبلات، تقريبًا للأمر، وتصحيحًا لوقوعه. كما يقع الماضي موقع المستقبل في قوله {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ} [7: 50]».
2- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [6: 27]. في [البحر:4/101]: «قيل: (ترى) باقية على استقبالها و (إذ) معناه. (إذا)، فهو ظرف مستقبل، فتكون (لو) استعملت هنا استعمال (إن) الشرطية، وألجأ من ذهب إلى هذا أن هذا الأمر لم يقع بعد».
وفي [كتاب الصاحبي:ص111-112]: «(إذ) تكون للماضي، فأما قوله جل ثناؤه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [6: 27] فترى مستقبل. و (إذ) للماضي، وإنما كان كذا، لأن الشيء كائن، وإن لم يكن بعد، وذلك عند الله جل ثناؤه قد كان، لأن علمه به سابق، وقضاءه به نافذ، فهو كائن لا محالة، وانظر [فقه اللغة للثعالبي ص534].
في [القرطبي:3/2405]: «(إذ) قد تستعمل في موضع (إذا) و (إذا) في موضع (إذ) وما سيكون فكأنه كان، لأن خبر الله تعالى حق وصدق.
3- {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [6: 93].
في [البحر:4/181]: «ترى بمعنى رأيت، لعمله في الظرف الماضي، وهو (إذ)».
4- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ} [8: 50].
في [الكشاف:2/130]: «(لو) ترد المضارع إلى معنى الماضي، كما ترد (إن) الماضي إلى معنى الاستقبال» وانظر [البحر:4/506].
5- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} [32: 12]
في [الكشاف:3/220]: «(ولو) و (إذ) كلاهما للمضي، وإنما جاز ذلك لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود المقطوع به في تحقيقه». وفي [العكبري:2/98]: «(إذا) ها هنا يراد بها المستقبل».
6- {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [34: 51].
في [الكشاف:3/265]: «(لو) و(إذ) والأفعال التي هي، فزعوا، وأخذوا، وحيل بينهم كلها للمضي، والمراد بها الاستقبال. لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما قد كان».
في [كتاب الصاحبي:ص112]: «وقال آخرون: (إذ) و (إذا) بمعنى، كقوله جل ثناؤه {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا} بمعنى (إذا)» وانظر [فقه اللغة:ص534].
7- {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [34: 31].
في [الروض الأنف:1/286]: «فكيف الوجه في قوله سبحانه: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا} [6: 27] وكذلك {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} أليس هذا كما قال ابن هشام بمعنى (إذا)...
و(إذا) لا يقع بعدها الابتداء والخبر، وقد قال سبحانه: {إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ}. وإنما التقدير. ولو ترى ندمهم وحزنهم في ذلك اليوم بعد وقوفهم على النار. فإذ ظرف ماض على أصله، ولكن بالإضافة إلى حزنهم وندامتهم، فالحزن والندامة واقعان بعد المعاينة والتوقيف، فقد صار وقت التوقيف ماضيًا بالإضافة إلى ما بعده والذي بعده هو مفعول (ترى)».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص147]


رد مع اقتباس