عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:09 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

متى يبطل عمل المصدر في (إذ)؟

جمهور النحويين على أن المصدر إذا أخبر عنه لا يجوز له أن يعمل في الظرف بعد ذلك الخبر؛ كما لا يعمل في المفعول به، وذلك بسبب الفصل بين العامل والمعمول بالأجنبي. [الخصائص:3/256، أمالي الشجري:1/192، المغني:2/125].
ولذلك منعوا أن يعمل المصدر في (إذ) في هذه الآيات الكريمة:
1- {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [8: 10-11].
ولا يجوز أن يعمل (النَّصْرُ) في (إذ) [العكبري:2/3، البحر:4/467] وأجازه الزمخشري. [الكشاف:2/117].
2- {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} [18: 21].
في [العكبري:2/53]: «(إذ) ظرف (لِيَعْلَمُوا) أو (لأعثرنا) ويضعف أن يعمل فيه (وَعْدَ) لأنه قد أخبر عنه».
3- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} [40: 10].
وفي [الخصائص:3/256]: «فإذ هذه في المعنى متعلقة بنفس قوله: {لَمَقْتُ اللَّهِ} أي يقال لهم: لمقت الله إياكم وقت دعائكم إلى الإيمان فكفركم أكبر من مقتكم أنفسكم الآن؛ إلا أنك إن حملت الأمر على هذا كان فيه الفصل بين الصلة التي هي (إذ)، وبين الموصول الذي هو (لمقت الله)، فإذا كان المعنى عليه ومنع جانب الإعراب منه أضمرت ناصبًا يتناول الظرف ويدل المصدر عليه حتى كأنه قال بأخرى: مقتكم إذ تدعون».
وفي [العكبري:2/113]: «ظرف لفعل محذوف تقديره: مقتكم إذ تدعون ولا يجوز أن يعمل فيه {لَمَقْتُ اللَّهِ} لأنه مصدر قد أخبر عنه».
وانظر [البحر:7/452]، و[المغني:2/125]، وأجاز ذلك الزمخشري، [الكشاف:3/363].
كذلك جرى جمهور النحويين على أن وصف المصدر مما يمنع عمله في الظرف.
[البحر:3/22، 5/6، 6/342، 440]:
{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [26: 97-98].
في [العكبري:2/88]: «(إذ) يجوز أن يعمل فيه {مُبِينٍ} أو فعل محذوف دل عليه ضلال، ولا يجوز أن يعمل فيه {ضَلَالٍ}؛ لأنه قد وصف» وانظر [أبو السعود:4/112، [الجمل:3/285].
وفي [البحر المحيط:4/467] أن الكوفيين يمنعون عمل المصدر المحلي بأل في الظرف. كما منعوا عمله في المفعول به.
وأقول: إذا ساغ الاختلاف في عمل المصدر المحلي بأل وفي المصدر الموصوف في المفعول فلا يسوغ الاختلاف في عملهما في الظرف الذي يكتفي برائحة الفعل.


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص130]


رد مع اقتباس