عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 محرم 1432هـ/30-12-2010م, 12:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الليلي والنهاري

الليلي والنهاري


قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما نزل ليلا:
قوله تعالى: في أول سورة الحج {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} نزلت ليلا في غزوة بني المصطلق وهم حي من خزاعة والناس يسيرون ،وقوله تعالى في المائدة: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} نزلت في بعض غزوات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحرس كل ليلة ،قال عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من يحرسنا الليلة فأتاه حذيفة وسعد في آخرين معهم الحجف والسيوف وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خيمة من أدم فباتوا على باب الخيمة فلما أن كان بعد هزيع من الليل أنزل الله عليه الآية فأخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه من الخيمة فقال: يأيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله))
ومنها قوله: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية قالت عائشة رضي الله عنها: نزلت هذه الآية على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا معه في اللحاف ونزل عليه أكثر القرآن نهارا). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ):
(النوع الخامس والسادس: الليلي والنهاري

قد تقدم في سورة الفتح أنها نزلت بالليل كما سبق من قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)).
وتقدم في سورة الحج أن فيها ليليا ونهاريا.
وآية القبلة ورد فيها ما يفيد أنها نزلت بالليل كما في حديث نسخها الثابت في الصحيحين، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل عليه الليلة قرآن)) الحديث).
وكذلك ما رواه أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت {قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية [البقرة: 144]، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا أن القبلة قد حولت فمالوا كلهم نحو القبلة).
وفي "الصحيحين" من طريق البراء بن عازب رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وكان أول صلاة صلاها العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صل معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: ((أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا كما هم قبل البيت)) الحديث).
فهذا يقتضي أنها حولت بين الظهر والعصر، والحديثان السابقان يدلان على أنها حولت ليلا.
والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل، لأن قصة أهل قباء كانت في الصبح، وقباء قرية من المدينة، فيستحيل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر البيان لهم من العصر إلى الصبح، وهذا بعيد.
ومما نزل ليلا آية الإذن في خروج النساء للحاجة في سورة الأحزاب، والظاهر أنها قوله – تعالى -:
{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} الآية [الأحزاب: 59]. روى البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها قالت: (خرجت سودة، بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين! قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله عز وجل إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: ((إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن))).
وإنما قلنا: إن ذلك ليلا؛ لأنهن إنما كن يخرجن ليلا كما في حديث عائشة رضي الله عنهما في قصة الإذن: إنهن إنما كن يخرجن للحاجة من ليل إلى ليل إلى المتبرز.
ولم يعين في البخاري الآية التي فيها الإذن، وسيأتي ذلك في التفسير، والظاهر ما قدمناه.
ومما نزل ليلا الآية التي فيها توبة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك، ففي حديث كعب بن مالك: (فأنزل الله توبتنا حتى بقي الثلث الأخير من الليل)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة رضي الله عنها وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية في أمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أم سلمة، تيب على كعب))، قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: ((إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليل، حتى إذا صلى الفجر آذن بتوبة الله علينا)).
وفي هذا مثال – أيضا للنوع الذي سيأتي، وهو الفراشي، فإنها نزلت في بيت أم سلمة، والنبي صلى الله عليه وسلم نائم عندها). [مواقع العلوم: 42-45]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):لنوع الخامس والسادس: النهاري والليلي
الأول: كثير.
وللثاني: أمثلة لم يستوفها البلقيني:
أحدها: آية القبلة ففي "الصحيحين": (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آتٍ فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن).
ثانيها: ولم أر من ذكره: خواتيم سورة البقرة، ففي "صحيح مسلم" عن ابن مسعود: (لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى). الحديث.
وفيه فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئاً (المقحمات) وقد أعطي الصلوات ليلة الإسراء فالظاهر أنه أعطي الأخرى ليلتئذ. لكن الأحاديث في "الصحيح" في بيان نزولها عن ابن عباس –رضي الله عنه– وغيره تحالف هذا ويجمع بين ذلك بأنها نزلت بعد إعطائه إياها ليلة الإسراء.
ثالثها: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67]، فقد روى الحاكم والترمذي عن عائشة –رضي الله عنها– قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67]، فأخرج رأسه من القبة فقال لهم: ((يا أيها الناس: انصرفوا فقد عصمني الله)))، وهذه الآية مثال للفراشي أيضاً.
رابعها: سورة الأنعام بكمالها فقد روى أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: (نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة).
خامسها: آية الثلاثة الذين خلفوا – ففي "الصحيحين" من حديث كعب: (فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة).
سادسها: روى الترمذي من حديث أنس: (أن هذه الآية: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} الآية [السجدة: 16]، نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة). وقال: حسن صحيح، وظاهره أنها نزلت في ذلك الوقت.
سابعها: آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب، قال البلقيني: والظاهر أنها: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك} الآية [الأحزاب: 59].
ففي البخاري عن عائشة – رضي الله عنها –: (خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر، فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى وفي يده عرق فقلت: يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا، فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: ((إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن))).
قال البلقيني: وإنما قلنا إن ذلك كان ليلاً؛ لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلاً كما في "الصحيحين" عن عائشة في حديث الإفك.
ثامنها: سورة الفتح كما تقدم، وبينا أنها لم تنزل كلها ليلاً، وفي بعض الأحاديث أنها إلى: {صراطاً مستقيماً} الآية [الفتح: 20].
تاسعها: سورة المنافقين كما تقدم). [التحبير في علم التفسير: 74-78]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث معرفة النهاري والليلي
أمثلة النهاري كثيرة، قال ابن حبيب: نزل أكثر القرآن نهارا، وأما الليل فتتبعت له أمثلة:
منها آية تحويل القبلة ففي "الصحيحين" من حديث ابن عمر: (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذا أتاهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة).
وروى مسلم عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ببيت المقدس فنزلت قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حولت فمالوا كلهم نحو القبلة).
لكن في "الصحيحين" عن البراء: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت). فهذا يقتضي أنها نزلت نهارا بين الظهر والعصر.
قال القاضي جلال الدين: والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل؛ لأن قضية أهل قباء كانت في الصبح وقباء قريبة من المدينة فيبعد أن يكون رسول الله أخر البيان لهم من العصر إلى الصبح.
وقال ابن حجر: الأقوى أن نزولها كان نهارا والجواب عن حديث ابن عمر؛ أن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة وهم بنو حارثة، ووصل وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة وهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء وقوله: (قد أنزل عليه الليلة) مجاز من إطلاق الليلة على بعض اليوم الماضي والذي يليه.
قلت: ويؤيد هذا ما أخرجه النسائي عن أبي سعيد بن المعلى قال: (مررنا يوما ورسول الله قاعد على المنبر فقلت: لقد حدث أمر فجلست فقرأ رسول الله هذه الآية:
{قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية [البقرة: 144] حتى فرغ منها ثم نزل فصلى الظهر).
ومنها أواخر آل عمران أخرج ابن حبان في صحيحه وابن المنذر، وابن مردويه وابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر" عن عائشة: (أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده يبكي فقال: يا رسول الله ما يبكيك؟
قال: ((وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل علي هذه الليلة {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} الآية [آل عمران: 190])) ثم قال: ((ويل لمن قرأها ولم يتفكر))).
ومنها {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67] أخرج الترمذي.
والحاكم عن عائشة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من القبة فقال: ((أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله))).
وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك الخطمي قال: (كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت فترك الحرس).
ومنها سورة الأنعام أخرج الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال: (نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح).
ومنها آية الثلاثة الذين خلفوا ففي "الصحيحين" من حديث كعب: (فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل).
ومنها سورة مريم روى الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي الليلة جارية فقال: ((والليلة أنزلت علي سورة مريم سمها مريم))).
ومنها أول الحج ذكره ابن حبيب ومحمد بن بركات السعيدي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" وجزم به السخاوي في "جمال القراء" وقد يستدل له بما أخرجه ابن مردويه عن عمران بن حصين: (أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم في سفر وقد نعس بعض القوم وتفرق بعضهم فرفع بها صوته . . . الحديث).
ومنها آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب قال القاضي جلال الدين: والظاهر أنها {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك} الآية [الاحزاب: 59] ففي البخاري عن عائشة: (خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى وفي يده عرق فقلت: يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: ((إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن))).
قال القاضي جلال الدين: وإنما قلنا إن ذلك كان ليلا؛ لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلا كما في "الصحيح" عن عائشة في حديث الإفك.
ومنها: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} الآية [الزخرف: 45] على قول ابن حبيب: إنها نزلت ليلة الإسراء.
ومنها أول الفتح ففي البخاري من حديث عمر: (((لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) فقرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الحديث).
ومنها سورة المنافقين كما أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم.
ومنها سورة المرسلات قال السخاوي في "جمال القراء": روي عن ابن مسعود: (أنها نزلت ليلة الجن بحراء)
قلت: هذا أثر لا يعرف ثم رأيت في "صحيح الإسماعيلي" وهو مستخرجه على البخاري: أنها نزلت ليلة عرفة بغار منى وهو في "الصحيحين" بدون قوله ليلة عرفة والمراد بها: ليلة التاسع من ذي الحجة فإنها التي كان صلى الله عليه وسلم يبيتها بمنى.
ومنها: المعوذتان فقد قال ابن أشته في "المصاحف": نبأنا محمد بن يعقوب نبأنا أبو داود نبأنا عثمان بن أبي شيبة نبأنا جرير عن بيان عن قيس عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزلت علي الليلة آيات لم ير مثلهن: {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))). [الإتقان في علوم القرآن: 1/137-148]

فرع: ما نزل بين الليل والنهار
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
فرع
: ومنه ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح ويصلح أن يجعل نوعاً مستقلاً، ويحضرني منه مثالان:
الأول: {ليس لك من الأمر شيء} الآية [آل عمران: 128]، فقد تقدم أنها نزلت وهو في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح.
الثاني: آية من الفتح، فقد روى مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس: (أن ثمانين هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الصبح يريدون أن يقتلوه فأخذوا أخذاً فأعتقهم فأنزل الله: {وهو الذي كف أيديهم عنكم} الآية [الفتح: 24])). [التحبير في علم التفسير:78]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ(ت: 911هـ): (فرع : ومنه ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح وذلك آيات:
منها: آية التيمم في المائدة ففي "الصحيح" عن عائشة: (وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} إلى قوله: {لعلكم تشكرون} الآية [المائدة: 6]).
ومنها: {ليس لك من الأمر شيء} الآية [آل عمران: 128] ففي "الصحيح": أنها نزلت وهو في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح حين أراد أن يقنت يدعو على أبي سفيان ومن ذكر معه). [الإتقان في علوم القرآن: 1/148]

تنبيه:
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (تنبيه: فإن قلت: فما تصنع بحديث جابر مرفوعا: ((أصدق الرؤيا ما كان نهارا؛ لأن الله خصني بالوحي نهارا)). أخرجه الحاكم في تاريخه قلت هذا الحديث منكر لا يحتج به). [الإتقان في علوم القرآن: 1/148]


رد مع اقتباس