عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 11:18 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 10 إلى آخر السورة]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)}

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إذا جاءكم المؤمنات مهاجراتٍ فامتحنوهنّ...} يعني: فاستحلفوهن، وذلك أن النبي صلى الله عليه لما صالح أهل مكة بالحديبية فلما ختم الكتاب خرجت إليه سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمةً، فجاء زوجها فقال: ردّها عليّ فإن ذلك في الشرط لنا عليك، وهذه طينة الكتابة لم تجفف، فنزلت هذه الآية {فلا ترجعوهنّ إلى الكفّار لا هنّ حلٌّ لّهم ولا هم يحلّون لهنّ...}.
فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه: ما أخرجك إلينا إلا الحرص على الإسلام والرغبة فيه، ولا أخرجك حدث أحدثته، ولا بغض لزوجك، فحلفت، وأعطي رسول الله صلى الله عليه زوجها مهرها، ونزل التنزيل: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر...} من كانت له امرأة بمكة أبت أن تسلم فقد انقطعت العصمة فيما بينها وبين زوجها، ومن خرج إلى المسلمين من نسائهم مسلمةً، فقد انقطعت عصمتها من زوجها الكافر، وللمسلمين أن يتزوجوها بغير عدة). [معاني القرآن: 3/150-151]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا...}.يقول: اسألوا أهل مكة أن يردوا عليكم مهور النساء اللاتي يخرجن إليهم منكم مرتدات، وليسألوا مهور من خرج إليكم من نسائهم). [معاني القرآن: 3/151]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تمسكوا...} قرأها يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة مخففة، وقرأها الحسن: تمسّكوا، ومعناه متقارب.والعرب تقول: أمسكت بك، ومسكت بك، وتمسّكت بك). [معاني القرآن: 3/151]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({امتحنوهنّ} اخبروهن، وخبرته وامتحنته). [مجاز القرآن: 2/257]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بعصم الكوافر} العصمة الحبل والسبب). [مجاز القرآن: 2/257]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بعصم الكوافر}: واحدها كافرة. والعصم واحدها عصمة، وهي الحبل والسبب). [غريب القرآن وتفسيره: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} أي بحبالهن. واحدتها:
«عصمة»؛ أي لا ترغبوا فيهن.{وسئلوا ما أنفقتم} أي سلوا أهل مكة أن يردّوا عليكم مهور النساء: اللّاتي يخرجن إليهم مرتدّات.
{وليسألوا ما أنفقوا}: وليسألوكم مهور من خرج إليكم من نسائهم). [تفسير غريب القرآن: 461-462]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهنّ اللّه أعلم بإيمانهنّ فإن علمتموهنّ مؤمنات فلا ترجعوهنّ إلى الكفّار لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهنّ إذا آتيتموهنّ أجورهنّ ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم اللّه يحكم بينكم واللّه عليم حكيم}
موضع {مهاجرات} نصب على الحال، وقيل المؤمنات وإن لم يعرفن بالإيمان وقبل أن يصلوا إلى النبي عليه السلام، وإنما سمين بذلك لأن تقديرهنّ الإيمان.
{فامتحنوهنّ} معناه اختبروهنّ.وهذه نزلت بسبب عهد الحديبية الذي كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين من عاهده بمكة من خزاعة وغيرهم، وكان عليه السلام عاهدهم على أنه من جاء منهم إليه ردّه إليهم، ومن صار من عنده إليهم لم يردوه إليه، فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أن من أتى من المؤمنات ممن يريد الدخول في الإسلام فلا يرجعن إلى الكفّار، فذلك قوله: {فامتحنوهنّ اللّه أعلم بإيمانهنّ} فأعلم عزّ وجلّ - أن إظهار الإيمان يدخل في جملة الإسلام، واللّه عالم بما في القلوب، وكانت المحنة إذا جاءت المرأة المهاجرة أن تحلّف باللّه أنه ما جاء بها غيرة على زوجها، ولا جاءت إلا محبّة لله ولرسوله وللرغبة في الإسلام فهذه المحنة.
وقوله تعالى: {فلا ترجعوهنّ إلى الكفّار} أي لا تردوهن، يقال: رجع فلان ورجعته.
وقوله: {لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ} أي إنّ المؤمنات لا يحللن للكفار ولا الكفار يحلون للمؤمنات {وآتوهم ما أنفقوا} فكان الزوج يعطى مهر امرأته التي آمنت، وكان يؤخذ منهم مهر من مضى إليهم من نساء المؤمنين ممن تلحق بزوجها إذا رغبت في الكفر، فأقامت عليه.
{ولا جناح عليكم} أي ولا إثم عليكم. {أن تنكحوهنّ} أي أن تزوجوهنّ. {إذا آتيتموهنّ أجورهنّ} وهذا دليل على أن التزويج لا بدّ فيه من مهر.
{ولا تمسكوا بعصم الكوافر} أي إذا كفرن فقد زالت العصمة بين المشركة والمؤمن، أي قد انبتّ عقد حبل النكاح، وأصل العصمة الحبل، وكل ما أمسك شيئا فقد عصمه.
وقرئت: (ولا تمسكوا)، (ولا تمسّكوا)، والأصل تتمسكوا من قولك تمسّكت بالشيء إذا أنت لم تخله من يدك أو إرادتك، فحذفت إحدى التاءين.
وقرئت (تمسّكوا)- بضم التاء والتشديد من قولك مسّك يمسّك . وقرئت (تمسكوا) بضم التاء وتخفيف السين على معنى أمسك يمسك). [معاني القرآن: 5/158-159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ} أي سلوا أهل مكّة أن يردّوا عليكم مهور النساء اللاتي يخرجن إليهم مرتدّات من عندكم. {وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا} أي: وليسألوكم مهور من خرج إليكم من نسائهم، وهذا منسوخ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 267]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بعِصَمِ}: العصمة الحبل). [العمدة في غريب القرآن: 304]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن فاتكم شيءٌ...} أعجزكم. وهي في قراءة عبد الله:(وإن فاتكم أحد من أزواجكم)، وأحدٌ يصلح في موضع ـ شيء، وشيء يصلح في موضع أحد في الناس، فإذا كانت شيء في غير الناس، لم يصلح أحد في موضعها.
وقوله: {وإن فاتكم...} يقول: أعجزكم إن ذهبت امرأة فلحقت بأهل مكة كافرة، وليس بينكم وبينهم عهد فعاقبتم، يقول: فغنمتم، فأعطوا زوجها مهرها من الغنيمة قبل الخمس...
- حدثني قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق أنه قرأ "فعاقبتم"، وفسرها: فغنمتم، وقرأها حميد الأعرج: فعقّبتم مشددة، وهي كقولك: تصعّر، وتصاعر في حروف قد أنبأتك بها في تآخي: فعلت، وفاعلت). [معاني القرآن: 3/151-152]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإن فاتكم شيءٌ من أزواجكم إلى الكفّار فعقّبتم} وعاقبتم واحد أي أصبتم عقبى منهن). [مجاز القرآن: 2/257]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فعاقبتم}: أصبتم عقبى منهن أي صار الأمر إليكم بعدهن). [غريب القرآن وتفسيره: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {وإن فاتكم شيءٌ من أزواجكم إلى الكفّار} يقول: إن ذهبت امرأة من نسائكم، فلحقت بالمشركين بمكة، {فعاقبتم} أي أصبتم [منهم] عقبي أي غنيمة من غزو.
ويقال: «عاقبتم»: غزوتم معاقبين غزوا بعد غزو. {[فآتوا]}: فأعطوا المسلمين {الّذين ذهبت أزواجهم} إلى مكة {مثل ما أنفقوا} -يعني: المهر- من تلك الغنيمة قبل الخمس.
وتقرأ: (فعقبتم) من «تعقيب الغزو». وتقرأ: (فأعقبتم)). [تفسير غريب القرآن: 462]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفّار فعاقبتم فآتوا الّذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتّقوا اللّه الّذي أنتم به مؤمنون}
{فعاقبتم} على فاعلتم، وقرئت (فعقبتم) بغير ألف وتخفيف القاف. وجاء في التفسير: فغنمتم، وتأويله لأي اللغة كانت العقبى لكم، أي كانت العقبى والغلبة لكم حتى غنمتم.
و(عقبتم) أجودها في اللغة، و(فعقبتم) بالتخفيف جيّد في اللغة أيضا؛ أي صارت لكم عقبى الغلبة، إلا أنّه بالتشديد أبلغ.
ومعنى {فعاقبتم} أصبتموهم في القتال بعقوبة حتى غنمتم؛ أي إن مضت امرأة منكم إلى من لا عهد بينكم وبينه.
{فآتوا الّذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا} أي مثل ما أنفقوا في مهورهنّ، وكذلك إن مضت إلى من بينكم وبينهم عهد، فنكث في إعطاء المهر فالذي ذهبت زوجته كان يعطى من الغنيمة المهر، فلا ينقص شيء من حقه، يعطى حقّه كاملا بعد إخراج مهور النساء، فمن ثم دفع عمر بن الخطاب رحمه الله فيما رووا مهر أم أيمن). [معاني القرآن: 5/160]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ} أي: إن أُخرجت امرأة من نسائكم فلحقت المشركين بمكّة، {فَعَاقَبْتُمْ} أي أصبتم عُقْبَى، أو غزواً، أو غنيمة فأعطوا المسلمين الذين ذهبت أزواجهم إلى مكة مثل ما أنفقوا –يعني المهر– من تلك الغنيمة قبل الخمس. وهذا منسوخ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 267]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَعَاقَبْتُمْ}: صار أمرهن إليكم). [العمدة في غريب القرآن: 304]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يقتلن أولادهنّ...} قرأها السّلمي وحده: ولا يقتّلن أولادهن، وذكر أن النبي صلى الله عليه لما افتتح مكة قعد على الصفا وإلى جنبه عمر، فجاءه النساء يبايعنه؛ وفيهن بنت عتبة، فلما قال رسول الله صلى الله عليه: {لاّ يشركن باللّه شيئاً} يقول: لا تعبدن الأوثان، ولا تسرقن، ولا تزنين. قالت هند: وهل تزني الحرة؟ قال: فضحك عمر، ثم قال: لا، لعمري، ما تزني الحرة. قال: فلما قال: {لا تقتلن أولادكن}، هذا فيما كان أهل الجاهلية يئدون، فبويعوا على ألا يفعلوا، فقالت هند: قد ربيناهم صغارا، وقتلتموهم كبارا). [معاني القرآن: 3/152]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يأتين ببهتانٍ يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ...} كانت المرأة تلتقط المولود، فتقول لزوجها: هذا ولدي منك. فذلك البهتان المفترى). [معاني القرآن: 3/152]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا يأتين ببهتانٍ يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ}، [أي لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهم]. وكانت المرأة تلتقط المولود، فتقول للزوج: هذا ولدي منك.
{ولا يعصينك في معروفٍ} أي في أمر تأمرهن به. وأمر رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلم- كلّه معروف). [تفسير غريب القرآن: 462-463]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن باللّه شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهنّ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ ولا يعصينك في معروف فبايعهنّ واستغفر لهنّ اللّه إنّ اللّه غفور رحيم} أي لا يأتين بولد ينسبنه إلى الزوج، فإن ذلك بهتان وفرية.
{ولا يعصينك في معروف} قيل: لا يعصينك في أمر في النوح، وقيل في تمزيق الثياب وخمش الوجوه ومحادثة الرجال. والجملة أن المعنى لا يعصينك في جميع ما تأمرهن به بالمعروف.
وروي أن النبي عليه السلام جلس على الصفا، وجلس عمر رحمه اللّه دونه، فكن يبايعن النبي -صلى الله عليه وسلم- على ما تضمّنته الآية، ويمسحن أيديهنّ بيد عمر.
وقيل كن يمسحن بأيديهن من وراء ثوب). [معاني القرآن: 5/160-161]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ} أي بولد ملقوط، فتقول لزوجها: هذا ولدك منّي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تتولّوا قوماً غضب اللّه عليهم قد يئسوا من الآخرة...} يقول: من نعيم الآخرة وثوابها، كما يئس الكفار من أهل القبور، يقول: علموا ألا نعيم لهم في الدنيا، وقد ماتوا ودخلوا القبور. ويقال: كما يئس الكفار من أصحاب القبور: من ثواب الآخرة ونعيمها). [معاني القرآن: 3/152]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (... {كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} أن يبعثوا، كذلك يئس أولئك من الآخرة أن تكون. ويقال: «أراد كما يئس الكفار الموتى من الآخرة، أي يئس المشركون من الآخرة، كما يئس أسلافهم الكفار المقبورون» .و«المقبورون» هم: أصحاب القبور). [تفسير غريب القرآن: 463]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتولّوا قوما غضب اللّه عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} ىيعني به اليهود.
{كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} أي كما يئس الكفار الذين لا يوقنون بالبعث من موتاهم أن يبعثوا، فقد يئس اليهود والذين عاقدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- من أن يكون لهم في الآخرة حظ.
وقيل: {قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} أي من الذين في القبور، يعلمون أنهم لا حظّ لهم في الآخرة). [معاني القرآن: 5/161]


رد مع اقتباس