سورة الزمر
[ من الآية (42) إلى الآية (46) ]
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}
قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قضى عليها الموت (42)
قرأ حمزة والكسائي (قضي عليها الموت) بضم القاف، والياء مفتوحة، و(الموت) مرفوع.
وقرأ الباقون (قضى عليها الموت).
[معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو منصور: من رفع (الموت) فلأنه مفعول ما لم يسم فاعله.
ومن نصب أوقع عليه (قضى). ومعنى (قضى): أمضى). [معاني القراءات وعللها: 2/340]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: قضي عليها الموت [الزمر/ 42] بضم القاف والياء مفتوحة والموت رفع.
وقرأ الباقون: قضى بفتح القاف، الموت نصبا حجّة بناء الفعل للفاعل قوله: ويرسل الأخرى [الزمر/ 42] فكما أنّ هذا الفعل مبني للفاعل، كذلك حكم الذي عطف عليه، ومن بنى الفعل للمفعول به فهو في المعنى مثل بقاء الفعل للفاعل، والأول أبين). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الله يتوفى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى}
قرأ حمزة والكسائيّ {قضى عليها الموت} على ما لم يسم فاعله وحجتهما أن الكلام أتى عقيب ذلك بترك تسمية الفاعل وهو قوله {إلى أجل مسمّى}
وقرأ الباقون {قضى عليها الموت} بنصب القاف والتّاء وحجتهم أن الكلام أتى عقيب إخبار الله عن نفسه في قوله {الله يتوفى الأنفس} {فيمسك} {ويرسل} فجرى الفعل بعد ذلك بلفظ ما تقدمه من ذكر الفاعل إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد). [حجة القراءات: 624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قضى عليها الموت} قرأ حمزة والكسائي بضم القاف وكسر الضاد، وفتح الياء، جعلاه فعلًا لم يسم فاعله، ورفعا «الموت» به، لقيامه مقام الفاعل، وقرأ الباقون بفتح القاف والضاد، وبألف بعد الضاد، ولم يمله أحد، جعلوا الفعل لما يسمى فاعله، وهو الله جل ذكره، وهو مضمر في {قضى}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
لتقدم ذكره في قوله: {الله يتوفى الأنفس} فأخبر عن نفسه بـ «توفي الأنفس، وبالإمساك للأنفس، وبالإرسال لها» كذلك أخبر عن نفسه بالقضاء بالموت عليها، فذلك أحسن للمجانسة والمطابقة، وهو الاختيار، ونصبوا الموت بوقوع الفعل عليه، وهو القضاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/240]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {قَضَى عَلَيْهَا} [آية/ 42] بضم القاف وفتح الياء، {الْمَوْتَ} بالرفع:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفعل بني للمفعول به، فرفع {الْمَوْتَ}؛ لأنه مفعول قد أقيم مقام الفاعل، وأسند إليه الفعل، ومعلوم أن الذي قضى الموت هو الله تعالى.
[الموضح: 1114]
وقرأ الباقون {قَضَى} مفتوحة القاف والضاد و{الْمَوْتَ} منصوبًا.
والوجه أن الفعل بني للفاعل؛ لأن الذي يقضي الموت هو الله تعالى، ويقوي هذه القراءة قوله تعالى {وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} بإسناد الفعل إليه تعالى). [الموضح: 1115]
قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43)}
قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}