تفاسير القرن الثامن الهجري
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براءٌ ممّا تعبدون (26) إلا الّذي فطرني فإنّه سيهدين (27) وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلّهم يرجعون (28) بل متّعت هؤلاء وآباءهم حتّى جاءهم الحقّ ورسولٌ مبينٌ (29) ولـمّا جاءهم الحقّ قالوا هذا سحرٌ وإنّا به كافرون (30) وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيمٍ (31) أهم يقسمون رحمة ربّك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدّنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتّخذ بعضهم بعضًا سخريًّا ورحمة ربّك خيرٌ ممّا يجمعون (32) ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً لجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ ومعارج عليها يظهرون (33) ولبيوتهم أبوابًا وسررًا عليها يتّكئون (34) وزخرفًا وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا والآخرة عند ربّك للمتّقين (35)}
يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء، ووالد من بعث بعده من الأنبياء، الّذي تنتسب إليه قريشٌ في نسبها ومذهبها: أنّه تبرّأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان، فقال: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون. إلا الّذي فطرني فإنّه سيهدين. وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} أي: هذه الكلمة، وهي عبادة اللّه تعالى وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان، وهي "لا إله إلّا اللّه" أي: جعلها دائمةً في ذرّيّته يقتدي به فيها من هداه اللّه من ذرّيّة إبراهيم، عليه السّلام، {لعلّهم يرجعون} أي: إليها.
وقال عكرمة، ومجاهدٌ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم في قوله تعالى: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} يعني: لا إله إلّا اللّه، لا يزال في ذرّيّته من يقولها. وروي نحوه عن ابن عبّاسٍ.
وقال ابن زيدٍ: كلمة الإسلام. وهو يرجع إلى ما قاله الجماعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 225]
تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {بل متّعت هؤلاء} يعني: المشركين، {وآباءهم} أي: فتطاول عليهم العمر في ضلالهم، {حتّى جاءهم الحقّ ورسولٌ مبينٌ} أي: بيّن الرّسالة والنّذارة). [تفسير ابن كثير: 7/ 225]
تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولـمّا جاءهم الحقّ قالوا هذا سحرٌ وإنّا به كافرون} أي: كابروه وعاندوه ودفعوا بالصّدور والرّاح كفرًا وحسدًا وبغيًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 225]