سورة البقرة
[من الآية (135) إلى الآية (138) ]
{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ) رفع ابن أبي عبلة، وهو الاختيار معناه: هذه ملة إبراهيم، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "إبراهام" لهشام وابن ذكوان بخلفه وكذا إمالة ألفي "نصارى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين (135)}
{نصارى}
- فيه إمالتان: في الألف الثانية أصلاً، وأمليت الأولى تبعاً لإمالة الثانية، وقد مضى بيان هذا مفصلاً في الآية/62 من هذه السورة.
{ملة إبراهيم}
قرأ الجمهور "ملَّة" بالنصب على إضمار فعل، أي: بل نتبع ملة إبراهيم، أو اتبعوا ملة إبراهيم. قال الطبري: "وقد يجوز أن يكون منصوباً على وجه الإغراء باتباع ملة إبراهيم".
- وقرأ ابن هرمز الأعرج وابن أبي عبلة وابن جندب "بل ملة.." بالرفع، وهو خبر مبتدأ محذوف، أي بل الهدي ملة، أو أمرنا ملة). [معجم القراءات: 1/200]
قوله تعالى: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم في باب الإمالة تفصيل طرق الأزرق حيث اجتمع له مد البدل والألف المنقلبة عن الياء نحو: "أوتي موسى وعيسى" ذلك الفتح في موسى وعيسى على القصر في أوتي وما بعده، وكل من الفتح والتقليل على كل من التوسط والإشباع في أوتي وما بعده فهي خمسة أوجه، بها قرأنا من طرق الكتاب كالنشر، ومنع بعض مشايخنا من طرق الشاطبية الفتح مع التوسط، فتصير أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "إبراهام" لهشام وابن ذكوان بخلفه وكذا إمالة ألفي "نصارى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم} [136] حكم {النبيئون} جلي، وكيفية قراءتها لورش أن تأتي بالقصر في {أوتي} معًا و{النبيون} مع الفتح في {موسى} {وعيسى} ثم بالتسوط مع التقليل، ثم بالطويل مع الفتح، مع التقليل). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (136)}
{موسى}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين: 51، 87.
{وعيسى}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/87.
{النبيون}
- تقدمت القراءة بالهمز "النبيئون" في الآية/61.
{من ربهم}
- مذهب الجمهور من أهل الأداء إدغام النون في الراء من غير غنّة، مذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام مع إبقاء الغنة، ورووا ذلك عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم.
[معجم القراءات: 1/200]
قال ابن الجزري: "وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء، وصحت من طريق كتابنا نصًا وأداءً عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص، وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم".
{ونحن له مسلمون}
- قرأ أبو عمرو بإدغام النون في اللام بخلاف عنه، وله فيه الروم والإشمام- وروي الإدغام عن يعقوب.
ويأتي تفصيل أوفي في الآية/138 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/201]
قوله تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [137] معًا مما لا يخفى). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإن آمنوا ماء امنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (137)}
{بمثل مآ آمنتم به}
- هذه قراءة الجمهور "بمثل ما...."
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وابن مجاهد وأبو صالح، وهو كذلك في مصحف أنس {بما أمنتم به}. قال ابن عباس: "لا تقولوا: بمثل ما آمنتم به؛ فإن الله ليس له مثل..."
- وقرأ أبي وابن عباس {بالذي آمنتم به}
ورأى الطبري هاتين القراءتين عن ابن عباس على خلاف مصاحف المسلمين
[معجم القراءات: 1/201]
{وهو السميع}
– قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون "وهو" بسكون الهاء.
- وقرأ يعقوب "وهوه" بهاء السكت في الوقف.
وانظر فيما تقدم الآيتين: 29 و85 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/202]
قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (صِبْغَةَ اللَّهِ) رفع ابن أبي عبلة، وهو الاختيار على معنى هذه صبغة اللَّه أو ملتنا صبغة اللَّه، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون (138)}
{صبغة الله}
– قرأ الجمهور {صبغة الله} بالنصب
وقد انتصب بفعل محذوف، أي اتبعوا دين الله، وقال ابن خالويه: "معناه الزموا دين الله"
- وقرأ ابن هرمز الأعرج وابن أبي عبلة "صبغة الله" بالرفع على إضمار "هي"
{صبغة}
- وقرأ حمزة الكسائي بإمالة ما قبل الهاء، والفتح في حالة الوقف ولا يجوز الوقف على الأولى؛ لأنه لا يوقف على المضاف دون المضاف إليه.
{ونحن له}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وغيرهم بإدغام بغنة
- وذكر الجحدري أنه نقل عن أبي عمرو القراءة بغير غنة في المتحرك والساكن). [معجم القراءات: 1/202]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين