باب "الواو" المفردة
قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (باب "الواو" المفردة على سبعة وعشرين وجها: أحدها: الاستئناف والابتداء، كقوله في براءة (الآية 15): {ويتوب اللّه على من يشاء}.
والثاني: "واو" العطف والنسق، كقوله: {والذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة}، إلى قوله: {وبالآخرة هم يوقنون} (البقرة 3).
والثالث: "واو" القسم، كقوله: {والنجم إذا هوى} (والنجم 1)، وقوله: {والسماء ذات البروج} (البروج 1)، وقوله: {والسماء والطارق} (الطارق 1)، {والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين} (التين 1-3).
والرابع: "واو" الصرف، كقوله في البقرة (الآية 42): {وتكتموا الحق}، وفي آل عمران (الآية 142): {ويعلم الصابرين}، وفي الأعراف (الآية 127): {ويذرك وآلهتك}.
والخامس: "واو" الحال، كقوله في البقرة (الآية 161): {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار}.
والسادس: "الواو" المقحمة والزيادة والصلة، كقوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} (الأنعام 75))
وقوله: {وأوحينا إليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون} (يوسف 15)، وقوله: {وناديناه أن يا إبراهيم} (الصافات 104).
والسابع: "واو" السر عن بعض العارفين، وهو قوله: {وناديناه أن يا إبراهيم} (الصافات 104). فقالوا: أسر نبي اللّه "و" خليله، فأراد أن لا يطلع عليه أحد من المخلوقين، فأشار إليه "بالواو"، فقال: {وناديناه أن يا إبراهيم} (الصافات 104).
والثامن: "واو" النعت، وهو الذي يدخل في النعوت، سقوطه وثبوته سواء، كقوله: {مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع} (هود 24) معناه.
والتاسع: "واو" المضمر، كقوله: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} (آل عمران146)، أي: "و" معه جمع كثير.
والعاشر: "الواو" المنقلبة من "الهمزة"، كقوله:{وإذا الرسل أقتت} (المرسلات 11)، "بالهمزة" وبغير "الهمزة".
والحادي عشر: "واو" الغمور، كقوله: {التائبون العابدون الحامدون}، إلى قوله: {والناهون عن المنكر} (التوبة 112).
والثاني عشر: "واو" التحقيق، كقوله: {وثامنهم كلبهم} (الكهف 22)، أي: حقق اللّه هذا العدد من غيره.
والثالث عشر: "واو" التمييز، كقوله: {ثيبات وأبكارا} (التحريم 5).
والرابع عشر: "واو" الثمانية، كقوله: {وفتحت أبوابها} (الزمر 73). وقيل هذه "الواو" "واو" الحال، كقوله: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} (ص 50).
والخامس عشر: "واو" الأصل، كقوله: {فاغسلوا وجوهكم} (المائدة 6)، وقوله: {وجهت وجهي} (الأنعام 79).
والسادس عشر: "واو" الجمع، كقوله: {يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة} (البقرة 3).
والسابع عشر: "واو" يوجب التفريق، كقوله: {وسبعة إذا رجعتم} (البقرة 196).
والثامن عشر: "واو" يوجب الترتيب، كقوله: {فاغسلوا وجوهكم}، إلى قوله: {وأرجلكم إلى الكعبين} (المائدة 6).
والتاسع عشر: "واو" يوجب الجمع، كقوله: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} (الآية التوبة60)
والعشرون: "واو" المفعول، كقوله: {والظالمين أعد لهم عذابا أليما} (الإنسان 31). تدخل هذه "الواو" علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها، وسمي "واو" المفعول.
والحادي والعشرون: "الواو" بمعنى "أو"، كقوله: {جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} (فاطر 1)، ومعناه "أو" ثلاث "أو" رباع.
والثاني والعشرون: "واو" بمعنى "حتى"، كقوله في الأنعام (الآية 27): {ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين}، بمعنى "حتى"، يكون على قراءة النصب، وكقوله في الفتح (الآية 16): {تقاتلونهم أو يسلمون}، ومعناه "حتى" يسلموا.
والثالث والعشرون: "الواو" بمعنى "الفاء"، كقوله: {سمعنا وأطعنا} (المائدة 7)، وكقوله: {ولا تعتدوا إن اللّه لا يحب المعتدين} (المائدة 87)، وكقوله: {فاضرب به ولا تحنث} (ص 44).
والرابع والعشرون: "الواو" بمعنى "مع"، كقوله: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} (الأنبياء 83)، معناها "مع" ما أنت أرحم الراحمين.
والخامس والعشرون: بمعنى "اللام"، كقوله: {ونري فرعون وهامان وجنودهما} (القصص 6)، معناه: لنري فرعون "و" هامان "و" جنودهما.
والسادس والعشرون: "واو" البناء، كقوله: {إنا أعطيناك الكوثر} (الكوثر 1)، فلحق بناء الثلاثي ببناء الرباعي، فهذه "الواو" ("واو" البناء).
والسابع والعشرون: "الواو" المقلوبة من "الياء"، كقوله: {وما كانت أمك بغيا} (مريم 28)، وكان أصله بغويا ).[وجوه القرآن: 548 - 551]