9- "واو" الضمير
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"واو" الضمير قولهم: يخرجون "و" يقومون، "الواو" إضمار جمع المذكر، فما كان من الأسماء فهو "واو" الإعراب، وما كان في الأفعال فهو "واو" الضمير). [المحلى: 268]
10- "الواو" التي تتحول "أو"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي تتحول "أو" مثل قول الله جل وعز: {أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون}، معناه: "و"آباؤنا الأولون، ومثله: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}، معناه: لا تطع منهم آثمًا "أو" كفورًا.
ومنه قول جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا .....كما أتى ربه موسى على قدر
أي: وكانت.
وأما قول الله تعالى: {ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}، وما كان من هذا النحو، فـ "أو" حرف من حروف النسق، وليس بمعنى "الواو".
ومعنى "الواو" قول النابغة أيضًا:
قالت: فياليتما هذا الحمام لنا ...... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
أي: "و" نصفه). [المحلى: 268 - 269]
11- "الواو" التي تتحول "ياء"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي تتحول "ياء"، مثل: ميزان "و" ميقات "و" ميعاد، وأصله "الواو" لأنه: وزن "و" وقت "و" وعد، إلا أن كل "واو" إذا انكسر ما قبلها، قلبت "ياء"، والدليل على ذلك أنك إذا جمعت، قلت: موازين "و" مواعيد "و" مواقيت، فرددته إلى "الواو"، وقال الله جل اسمه: {ما قطعتم من لينةٍ}، وإنما هو من «لون». قال الشاعر:
كأن قتودي فوقها عش طائر ..... على لينةٍ قرواء تهفو جنوبها
يريد لونًا من النخل.
وإذا كانت "الواو" "فاء" الفعل وانكسر ما بعدها وانفتح ما قبلها، حذفتها، لأن "الواو" لا تثبت مثل: "و" جد يجدُ، كان الأصل فيه: يوجدُ، فذهبت "الواو" لانكسار ما بعدها، ولو كانت مفتوحة لثبتت، ومثله: وزن يزنُ، ووعد يعد، قال الله عز وجل: {ألم يعدكم ربكم وعدًا حسنًا}.
وإذا كان الفعل على «فعل يفعل»، مما "فاؤه" "واو"، ففيه ثلاث لغات: لتميم لغة، ولقيس لغة، ولسائر العرب لغة، ولأهل الحجاز لغة، قالوا في مثل ذلك: وحد يوحد، ووجل يوجل، ووجع، يوجع هذه لغة أهل الحجاز، قال الله جل وعز: {قالوا لا توجل}.
قال الشاعر:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل ..... على أينا تغدو المنية أول
وتميم تقول: ييجع، بقلب "الواو" "ياء".
قال متمم بن نويرة:
قعيدك ألا تسمعيه ملامة ..... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
وقال آخر:
بانت أميمةُ بالطلاق .... ونجوت من غل الوثاق
بانت فلم ييجع لها ..... قلبي ولم تدمع مآق
وتقول: أيجلُ ثم أوجل، ترده إلى أصله لانفتاح ما قبله، وقيس تقول: يا جل "و" تاجل.
فإذا اعتل عين الفعل – منه قولهم – قل -، كان الأصل فيه «أقول»، فاعتلت "الواو"، وهو عين الفعل، فاستثقلوا تحريكها، ردوها في الخلقة إلى «قول»، ثم حذفوا "الواو" لاجتماع الساكنين، فإذا ثنوا أو جمعوا ردوا "الواو"، لأن "اللام" قد تحركت بالضمة). [المحلى: 270 - 272]
12- "الواو" التي في موضع "بل"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" التي في موضع "بل" قوله تبارك وتعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}، معناه: "بل" يزيدون، ومثله: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}، معناه: "بل" أشد قسوة، فلهذا ارتفع «أشد» وليس بنسق على «الحجارة».
وقد تضع العرب "أم" في موضع "بل" كقول الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسطٍ ..... غلس الظلام من الرباب خيالا
معناه: "بل" رأيت.
ومنه قول الله تبارك وتعالى: {أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين}، "بل" أنا خيرٌ). [المحلى: 273]
13- "الواو" المعلولة
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الواو" المعلولة تقع في الأسماء والأفعال، فإذا وجدتا اسمًا أو فعلًا وفيها "واو" أو "ياء"، فلم يثبت إذا رددت الاسم والفعل إلى «فعلت»، فذلك الاسم والفعل المعتل، مثل: أقولُ "و" أعوذُ "و" أكيلُ، و: تقولُ "و" تعودُ "و" تكيلُ، هذه أفعال معتلة، والدليل على ذلك أنك إذا رددتها إلى «فعلت»، لم تثبت "الواو" و"الياء" للعلة التي أخبرتك، ألا ترى أنك إذا قلت «فعلت» من «تقول»، تقول: قلت، فينقص عن الأصل، لأن «فعلت» في الفعل الصحيح أربعة أحرف، و «قلت» ثلاثة أحرف.
والفعل الصحيح الذي لا يذهب عند «فعلت» منه شيء، ولا تنتقل حركته إلى حركة ولا سكون، بعضها إلى موضع بعض، مثل ما يتحرك في قولك: «تقول»، و"التاء" متحركة، و"القاف" متحركة، و"الواو" ساكنة، و «يقول»: يفعل، انتقل سكون "الواو" إلى "الفاء"، وتحركت "العين"، وهي في موضع "الواو" من «يقول»، ولو كان الفعل صحيحًا لم يتغير، كقولك: يضرب "و" شتم "و" يخرج "و" يدخل، فهذا فعل مضمر، لأنك إذا قلت: ضربتُ "و" شتمتُ، لم يتغير منه شيء، وهو قياسه). [المحلى: 274]