(فصل) "لكنّ" و"لكن"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (
وأما "لكن" الساكنة "النون" فعلى وجهين:
أحدهما: المخففة من الثقيلة، ومعناها باقٍ ولكنها لا تعمل لزوال اختصاصها، وجوز الأخفش ويونس إعمالها.
الثاني: الخفيفة بأصل الوضع، ومعناها أيضًا: الاستدراك.
ولا تخلوا إمَّا أن يليها مفرد أو جملة.
فإن وليها مفرد فهي حرف عطف، ومن شرطها تقدم النفي أو النهي عليها نحو: ما قام زيد "لكن" عمرو، ولا يقم زيد "لكن" عمرو، فأما إذا جاءت بعد إثبات فتكون حرف ابتداء فلا يجوز: قام زيد "لكن" عمرو، حتى تقول: لم يقم.
وإن وليها كلام تام، فهي حرف ابتداء يصحبها "الواو" كقوله تعالى: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين}، وقد تفارقها "الواو" كقول زهير:
إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره .... لكن وقائعه في الحرب تنتظر
بخلاف العاطفة فإنها تفارقها "الواو"، قاله الفارسي وأكثر النحويين، والله أعلم). [مصابيح المغاني: 430]