"أم"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ( "أم" تكون استفهاما للتعديد، كقولك: أزيد عندك "أم" عمرو؟
وتكون للتسوية، كقولك: ما أبالي أقمت "أم" قعدت؟ وقد يستقبل بها الاستفهام منقطعًا ممّا قبله، كقول العرب إنّها لإبل "أم" شاء تقدره "بل" شاء، كقول الله تعالى: {لا ريب فيه من رّبّ العالمين أم يقولون افتراه}، تأويله "بل" يقولون افتراه، ولم يتقدّم في الكلام أيقولون، فيرد عليهم "أم" يقولون، وإنّما أراد أيقولون افتراه هذا ذكره بعضهم.
وقد تجيء في الشّعر شاذّة بمعنى "الواو"، كقوله:ما أكرم الأخلاق أن صاهرتهم ... أم ما أحق القوم بالخلق السّري
وتكون بمعنى "أو"، كقوله تعالى: {أأمنتم مّن في السّماء أن يخسف بكم الأرض} الآية {أم أمنتم}، أي: "أو" أمنتم، وكذلك هي عند أهل اللّغة، وكذلك قال المفسّرون، وتكون بمعنى "ألف" الاستفهام، كقوله تعالى: {أم يحسدون النّاس}.
قال الجحاف السّلميّ:
أبا مالك هل أنت منذ حضضتني ... على القتل أم هل لامني لك لائم ).
[حروف المعاني والصفات: 48 - 49]