شرح ابن القيم (ت:751ه)[الشرح المختصر]
قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (الجَمِيلُ:
([اللهُ] سُبْحانَهُ [هو] " الجَمِيلُ " الذي لا أَجْمَلَ منهُ، بلْ لوْ كَانَ جَمَالُ الخَلْقِ كُلِّهم على رَجُلٍ وَاحِدٍ منهم، وكانوا جَمِيعُهم بذلكَ الجمالِ، لَمَا كَانَ لجَمَالِهِم قَطُّ نِسْبَةٌ إلى جَمَالِ اللهِ، بلْ كَانَت النِّسْبَةُ أَقَلَّ مِنْ نِسْبَةِ سِرَاجٍ ضَعِيفٍ إلى حِذَاءِ جِرْمِ الشَّمْسِ وَللهِ المثَلُ الأَعْلَى …
ومِنْ أسْمَائِهِ الحُسْنَى: " الجَمِيلُ "، ومَنْ أَحَقُّ بالجَمَالِ مِمَّن كُلُّ جَمَالٍ في الوُجُودِ فهوَ مِنْ آثارِ صُنْعِهِ، فَلَهُ: جَمَالُ الذَّاتِ، وجَمَالُ الأوْصَافِ، وجَمَالُ الأَفْعالِ، وجَمَالُ الأَسْماءِ.
فأَسْمَاؤُهُ كُلُّها حُسْنَى، وصِفَاتُهُ كُلُّها كَمَالٌ، وأَفْعَالُهُ كُلُّها جَمِيلَةٌ، فلا يَسْتَطِيعُ بَشَرٌ النَّظَرَ إلى جَلالِهِ وجَمَالِهِ في هذهِ الدَّارِ، فإذا رَأَوْهُ سبحانَهُ في جَنَّاتِ عَدْنٍ أَنْسَتْهم رُؤْيَتُهُ ما هم فيهِ مِن النَّعِيمِ، فلا يَلْتَفِتونَ حِينَئذٍ إلى شَيْءٍ غَيْرِه) ([151]).
(وَهْوَ الجَمِيلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيْفَ لا = وَجَمالُ سَائِرِ هَذِهِ الأَكْوَانِ
مِنْ بَعْضِ آثَارِ الجَمِيلِ فَرَبُّها = أَوْلَى وَأَجْدَرُ عِنْدَ ذِي العِرْفَانِ
فجَمَالُهُ بالذَّاتِ والأَوْصَافِ والْـ = أَفْعَالِ والأَسْمَاءِ بالبُرْهانِ
لا شَيْءَ يُشْبِهُ ذَاتَهُ وصِفَاتِهِ = سُبْحَانَهُ عَنْ إِفْكِ ذِي البُهْتَانِ) ([152]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]
([151]) روضةُ المحبينَ (420-422).
([152]) القصيدةُ النونيةُ (240).