(4) المراد بالحاسد في قول الله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد}
في المراد بالحاسد في هذه الآية أقوال:
القول الأول: المراد كلُّ حاسد، وهذا مفهوم قول قتادة وعطاء الخراساني، ونص عليه ابن جرير.
قال ابن جرير: (أُمِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر كل حاسد إذا حسد).
وهذا هو الصواب إن شاء الله، وقد قال به جمهور المفسرين.
القول الثاني: المراد بالحاسد هنا اليهود، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد ومقاتل بن سليمان، واختاره البغوي في تفسيره، وأما في شرح السنة فاختار القول الأول.
القول الثالث: المراد به لبيد بن الأعصم، لأنه هو الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم حسداً وبغياً، وهذا قول الفراء، وذكره بعض المفسرين بعده.
والقول الأول هو الأولى بالصواب؛ فقوله تعالى: {ومن شر حاسدٍ إذا حسد}؛ {حاسدٍ} هنا نكرة، والتنكير فيه لإرادة العموم، أي: ومن شر كل حاسدٍ.