ما ورد في نسيان القرآن
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال: أنا عبدة بن سليمان, عن هشام بن عروة, عن أبيه , عن عائشة قالت: سمع رسول الله رجلا يقرأ في المسجد ليلا , فقال: (( لقد أذكرني كذا وكذا من آية , قد كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا)) ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وحجّاجٌ، قالا: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " بئس ما لأحدكم، أو بئس لأحدكم، أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي، واستذكروا القرآن، فإنّه أسرع تفصّيًا في صدور الرّجال من النّعم من عقله، أو بعقله ".
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن ابن مسعودٍ، يرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " تعاهدوا القرآن، فإنّه أشدّ تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها، بئسما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي "
- حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عليّ بن العلاء قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن أبي بردة
- وحدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريّا، عن بريدٍ، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تعاهدوا هذا القرآن، فلهو أشدّ تفلّتًا من قلوب الرّجال من الإبل من عقله»
- حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، قال: حدّثنا قباث بن رزينٍ اللّخميّ، قال: سمعت عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، يقول: كنّا جلوسًا في المسجد نقرأ القرآن، فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم علينا، فرددنا عليه السّلام، ثمّ قال: «تعلّموا كتاب اللّه واقتنوه»
قال قباثٌ: وحسبته قال: «وتغنّوا به، فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، لهو أشدّ تفلّتًا من المخاض من العقل».). [الإبانة الكبرى: 5/ 358-362]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمّدٍ الأصبهانيّ قال: أنا عمر بن أحمد بن عليٍّ قال: نا محمّد بن الوليد قال: ثنا محمّد بن جعفرٍ قال: ثنا شعبة، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " بئسما لأحدكم أو بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كذا وكذا، بل هو نسّي، فاستذكروا القرآن؛ فإنّه أسرع تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها، أو من عقله ". أخرجه البخاريّ من حديث شعبة.
- أخبرنا عبد اللّه بن مسلمٍ، وعبيد اللّه بن أحمد المقرئ قالا: أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال: ثنا يوسف بن موسى قال: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت كذا وكذا، بل هو نسّي، فاستذكروا القرآن؛ فلهو أشدّ تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها ".
وكذلك رواه مسدّدٌ، عن يحيى، عن سفيان، عن منصورٍ. وأخرجه البخاريّ عن أبي نعيمٍ.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل، وعبيد اللّه بن أحمد قالا: ثنا الحسين بن يحيى المتّوثيّ قال: ثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح قال: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن شقيقٍ قال: قال عبد اللّه: تعاهدوا هذه المصاحف وربّما قال: القرآن، فلهو أشدّ تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها. قال: وقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " لا يقولنّ أحدكم: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي" .). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 378-379] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)). [جمال القراء: 1/187 - 188](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان
ثبت عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)). رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت)). رواه مسلم والبخاري.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)). رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
وعن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم)). رواه أبو داود والدارمي.). [التبيان في آداب حملة القرآن:65- 67]
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل] يكره أن يقول نسيت آية كذا بل يقول أنسيتها أو أسقطتها
فقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقول أحدكم نسيت آية كذا وكذا بل هو شيء نسي)). وفي رواية في الصحيحين أيضا: ((بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي)).
وثبت في الصحيحين أيضا عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ فقال: ((رحمه الله لقد ذكرني آية كنت أسقطتها)). وفي رواية في الصحيح : ((كنت أنسيتها)).
وأما ما رواه ابن أبي داود عن أبي عبد الرحمن السلمي التابعي الجليل أنه قال: (لا تقل أسقطت آية كذا قل أغفلت)، فهو خلاف ما ثبت في الحديث الصحيح فالاعتماد على الحديث وهو جواز أسقطت وعدم الكراهة فيه أولى.). [التبيان في آداب حملة القرآن:169- 170](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
... وروي أيضا عن أبى العالية قال:"تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأخذه من جبريل عليه السلام خمسا خمسا".
وفي رواية "من تعلمه خمسا خمسا لم ينسه").[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
وليدمن على تلاوته بعد تعلمه قال الله تعالى مثنيا على من كان دأبه تلاوة آيات الله: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ} وسماه ذكرا وتوعد المعرض عنه ومن تعلمه ثم نسيه وفي الصحيحين: ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقالها وقال بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي واستذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا في صدور الرجال من النعم في عقالها)).). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ويستحب أن يكون متوضئا ويجوز للمحدث، قال إمام الحرمين وغيره: لا يقال إنها مكروهة فقد صح أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ مع الحدث وعلى كل حال سوى الجنابة وفي معناها الحيض والنفاس وللشافعي قول قديم في الحائض تقرأ خوف النسيان). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... وملازمة التلاوة، والإكثار منها، ونسيانه كبيرة). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... ولا يكره النفث معه للرقية ولا أن يقول: قراءة أبي عمرو وقراءة فلان، وكرههما بعض السلف، ويكره أن يقول: نسيت آية كذا بل أُنسيت ولبعض مسائل هذا الباب تتمات مبسوطة في كتب الفقه انتهى). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
نسيانه كبيرة صرح به النووي في الروضة وغيرها لحديث أبي داود وغيره: ((عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها))
وروى أيضا حديث: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم)).
وفي الصحيحين: ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
يكره أن يقول نسيت آية كذا بل أنسيتها لحديث الصحيحين في النهي عن ذلك.) [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)