عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 24 جمادى الأولى 1435هـ/25-03-2014م, 09:38 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

من النصيحة لله تعالى ولكتابه إكرام قارئ القرآن

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (ومن النصيحة لله تعالى ولكتابه: إكرام قارئه وطالبه وإرشاده إلى مصلحته، والرفق به ومساعدته على طلبه بما أمكن، وتأليف قلب الطالب، وأن يكون سمحا بتعليمه في رفق، متلطفا به ومحرضا له على التعلم.
وينبغي أن يذكره فضيلة ذلك؛ ليكون سببا في نشاطه، وزيادة في رغبته، ويزهده في الدنيا، ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها، ويذكره فضيلة الاشتغال بالقرآن وسائر العلوم الشرعية، وهو طريق العارفين وعباد الله الصالحين، وأن ذلك رتبة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
وينبغي أن يشفق على الطالب ويعتني بمصالحه، كاعتنائه بمصالح ولده ومصالح نفسه، ويجري المتعلم مجرى ولده في الشفقة عليه، والصبر على جفائه وسوء أدبه، ويعذره في قلة أدبه في بعض الأحيان، فإن الإنسان معرض للنقائص؛ لا سيما إن كان صغير السن.
وينبغي أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا.
فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أكرم الناس علي: جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت)، وفي رواية: (إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني).
[التبيان في آداب حملة القرآن:36-37]

رد مع اقتباس