الرد على الفلاسفة في إنكارهم وقوع الحسد
قالَ إِلْكِيَا الهَرَّاسِيُّ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ (ت:504 هـ): (وقَالَ قَوْمٌ مِن الفَلاسِفَةِ: إِنَّ ضَرَرَ العينِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ شَيْءٍ يَنْفَصِلُ مِن العينِ وَيَتَّصِلُ بالمُعَايَنِ.
وَالحَقُّ في ذلكَ إِذَا اتَّفَقَ ضَرَرٌ فَهُوَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ عِنْدَ إِعْجَابِ الإنْسَانِ بِمَا يَرَاهُ تَذْكِيراً لَهُ؛ لأنْ لا يَرْكَنَ إلى الدُّنْيَا وَلا يَعْجَبَ بِشَيْءٍ مِنْهَا). [أحكام القرآن: 4/434]
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وقد أَنْكَرَ بعضُ الفَلاسفةِ وُقُوعَ الحَسَدِ، حيثُ إنه غيرُ مُشَاهَدٍ، وهم مَحْجُوجُونَ بكُلِّ مَوجودٍ غيرِ مُشاهَدٍ؛ كالنفْسِ والرُّوحِ والعقْلِ.
وقد شُوهِدَتِ اليومَ أشِعَّةُ (إكس)، وهي غيرُ مَرْئِيَّةٍ، ولكِنَّها تَنْفُذُ إلى داخِلِ الجسْمِ مِن إنسانٍ وحيوانٍ، بل وخَشَبٍ ونَحْوِه، ولا يَرُدُّها إلاَّ مادَّةُ الرَّصَاصِ؛ لِكَثَافةِ مَعْدِنِهِ، فتُصَوِّرُ داخِلَ جِسْمِ الإنسانِ مِن عِظامٍ وأمعاءٍ وغيرِها، فلا مَعْنَى لرَدِّ شيءٍ لعَدَمِ رُؤيتِه). [تتمة أضواء البيان: 9/343-344]