عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1434هـ/26-10-2013م, 06:19 PM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

التحذير من الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته الذين يجادلون بمتشابه القرآن وعقوبة الإمام لمن يجادل فيه
- أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد الحنائي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، أن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات} إلى آخر الآية، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه، أو به، فهم الذين عنى الله تعالى، فاحذروهم»

- حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات، هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى آخر الآية فقال: «إذا رأيتم الذين يجادلون فيه، فهم الذين عنى الله تعالى، فاحذروهم».
- حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: ثنا يحيى بن حكيم قال: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} إلى قوله: {أولو الألباب} فقال: «يا عائشة إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم» ولهذا الحديث طرق جماعة
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن،
فقال: اللهم أمكني منه،
قال: فبينا عمر ذات يوم يغدي الناس، إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة يتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين والذاريات ذروا، فالحاملات وقرا.
فقال عمر: أنت هو؟
فقام إليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه، واحملوه على قتب ، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده، ثم ليقم خطيبا، ثم ليقل: إن صبيغا طلب العلم فأخطأه، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه.
- أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار: أن رجلا من بني تميم يقال له: صبيغ بن عسل، قدم المدينة، وكانت عنده كتب، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل، فلما دخل عليه جلس، فقال له عمر: من أنت؟
فقال: أنا عبد الله صبيغ.
فقال عمر: وأنا عبد الله عمر، ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجه، فجعل الدم يسيل على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي.
قال محمد بن الحسين: فإن قال قائل: فمن يسأل عن تفسير والذاريات ذروا فالحاملات وقرا استحق الضرب، والتنكيل به والهجرة قيل له: لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب عن هذه المسألة، ولكن لما تأدى إلى عمر ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه علم أنه مفتون، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به، وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه، سأل عمر الله تعالى أن يمكنه منه، حتى ينكل به، وحتى: يحذر غيره؛ لأنه راع يجب عليه تفقد رعيته في هذا وفي غيره، فأمكنه الله تعالى منه وقد قال عمر رضي الله عنه: سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى.
- حدثنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى.
قال محمد بن الحسين رحمه الله: وهكذا كان من بعد عمر، علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، إذا سأله إنسان عما لا يعنيه عنفه ورده إلى ما هو أولى به روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال يوما: سلوني،
فقام ابن الكواء فقال: ما السواد الذي في القمر؟
فقال له: قاتلك الله، سل تفقها، ولا تسأل تعنتا، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك؟ ثم قال: ذلك محو الليل.
قلت: وقد كان العلماء قديما وحديثا يكرهون عضل المسائل ويردونها، ويأمرون بالسؤال عما يعني خوفا من المراء والجدال الذي نهوا عنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السؤال ونهى عن الأغلوطات وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته» كل هذا خوفا من المراء والجدال، فاتقوا الله يا أهل القرآن، ويا أهل الحديث، ويا أهل الفقه، ودعوا المراء والجدال والخصومة في الدين واسلكوا طريق من سلف من أئمتكم، يستقم لكم الأمر الرشيد، وتكونوا على المحجة الواضحة إن شاء الله تعالى، فقد أثبت في ترك المراء والجدال ما فيه كفاية لمن عقل، والله الموفق لمن أحب. ). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف بن زياد قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال: أنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} الآية فقال: «إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز وجل فاحذروهم».
- حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: نا يونس بن حبيب الأصبهاني قال: نا أبو داود الطيالسي قال: أنبأنا حماد يعني ابن سلمة عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة رحمها الله تعالى قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} إلى قوله عز وجل: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه}
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد سماهم الله عز وجل لكم، فإذا رأيتموهم فاحذروهم» قالها ثلاثا
- وحدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا علي بن سهل الرملي قال: نا الوليد بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية {فيتبعون ما تشابه منه} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد حذركم الله عز وجل فإذا رأيتموهم فاحذروهم «
- حدثنا أبو محمد الحسن ابن علويه القطان قال: نا عاصم بن علي قال: نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل».). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس الرّازيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو عثمان: أنّ رجلًا كان من بني يربوعٍ، يقال له صبيغٌ، سأل عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، عن الذّاريات والنّازعات والمرسلات، أو عن إحداهنّ،
فقال له عمر: «ضع عن رأسك» فوضع عن رأسه فإذا له وفيرةٌ، فقال: «لو وجدتك محلوقًا لضربت الّذي فيه عيناك»
قال: ثمّ كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، أو قال: «كتب إلينا أن لا تجالسوه»
قال: «فلو جلس إلينا ونحن مائةٌ لتفرّقنا عنه»
- حدّثنا أبو القاسم، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، وأبو حفصٍ الصّيرفيّ، وعبيد اللّه بن سعدٍ الزّهريّ، قالوا: حدّثنا مكّيّ بن إبراهيم، قال: حدّثنا الجعد، عن يزيد بن خصيفة، عن السّائب بن يزيد، قال: أتي عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، فقيل: يا أمير المؤمنين إنّا لقينا رجلًا سأل عن تأويل القرآن، فقال عمر: «اللّهمّ مكّنّي منه»،
فبينا عمر ذات يومٍ جالسٌ يغدّي النّاس إذ جاءه عليه ثيابٌ، فتغدّى حتّى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذّاريات ذروًا فالحاملات وقرًا} [الذاريات: 2]،
فقال عمر: «أنت هو»، فقام إليه، وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده، حتّى سقطت عمامته،
فقال: «والّذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقًا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه، واحملوه على قتبٍ، ثمّ أخرجوه حتّى تقدموا به بلادكم، ثمّ ليقم خطيبًا، ثمّ ليقل إنّ صبيغًا. . . . . . أخطأه، فلم يزل وضيعًا في قومه، حتّى هلك. وكان سيّدهم» .
قال أبو حاتمٍ: " ولم يقل أبو حفصٍ في حديثه: ثمّ أخرجوه، حتّى تقدموا به بلادكم ".
قال الشّيخ: " وعسى الضّعيف القلب القليل العلم من النّاس إذا سمع هذا الخبر، وما فيه من صنيع عمر رضي اللّه عنه، أن يتداخله من ذلك ما لا يعرف وجه المخرج عنه، فيكثّر هذا من فعل الإمام الهادي العاقل رحمة اللّه عليه، فيقول: كان جزاء من سأل عن معاني آياتٍ من كتاب اللّه عزّ وجلّ أحبّ أن يعلم تأويلها أن يوجع ضربًا، وينفى، ويهجر، ويشهر؛
وليس الأمر كما يظنّ من لا علم عنده، ولكنّ الوجه فيه غير ما ذهب إليه الذّاهب، وذلك أنّ النّاس كانوا يهاجرون إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حياته، ويفدون إلى خلفائه من بعد وفاته رحمة اللّه عليهم ليتفقّهوا في دينهم، ويزدادوا بصيرةً في إيمانهم، ويتعلّموا علم الفرائض الّتي فرضها اللّه عليهم، فلمّا بلغ عمر رحمه اللّه قدوم هذا الرّجل المدينة، وعرف أنّه سأل عن متشابه القرآن، وعن غير ما يلزمه طلبه ممّا لا يضرّه جهله، ولا يعود عليه نفعه، وإنّما كان الواجب عليه حين وفد على إمامه أن يشتغل بعلم الفرائض، والواجبات، والتّفقّه في الدّين من الحلال والحرام، فلمّا بلغ عمر رحمه اللّه أنّ مسائله غير هذا، علم من قبل أن يلقاه أنّه رجلٌ بطّال القلب خالي الهمّة عمّا افترضه اللّه عليه مصروف العناية إلى ما لا ينفعه، فلم يأمن عليه أن يشتغل بمتشابه القرآن، والتّنقير عمّا لا يهتدي عقله إلى فهمه، فيزيغ قلبه، فيهلك، فأراد عمر رحمه اللّه أن يكسره عن ذلك، ويذلّه، ويشغله عن المعاودة إلى مثل ذلك.
فإن قلت: فإنّه قال: لو وجدتك محلوقًا لضربت الّذي فيه عيناك، فمن حلق رأسه يجب عليه ضرب العنق،
فإنّي أقول لك: من مثل هذا أتي الزّائغون، وبمثل هذا بلي المنقّرون الّذين قصرت هممهم، وضاقت أعطانهم عن فهم أفعال الأئمّة المهديّين، والخلفاء الرّاشدين، فلم يحسّوا بموضع العجز من أنفسهم، فنسبوا النّقص والتّقصير إلى سلفهم "
- وذلك أنّ عمر رضي اللّه عنه، قد كان سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:
- «يخرج قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول النّاس يقرءون القرآن، لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة من لقيهم، فليقتلهم، فإنّ في قتلهم أجرًا عند اللّه»
- وفي حديثٍ آخر: «طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه»
قيل: يا رسول اللّه ما علامتهم؟
قال: «سيماهم التّحليق» .
فلمّا سمع عمر رضي اللّه عنه مسائله فيما لا يعنيه كشف رأسه، لينظر هل يرى العلامة الّتي قالها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والصّفة الّتي وصفها، فلمّا لم يجدها، أحسن أدبه، لئلّا يتغالى به في المسائل إلى ما يضيق صدره عن فهمه، فيصير من أهل العلامة الّذين أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بقتلهم، فحقن دمه، وحفظ دينه بأدبه رحمة اللّه عليه ورضوانه، ولقد نفع اللّه صبيغًا بما كتب له عمر في نفيه، فلمّا خرجت الحروريّة، قالوا لصبيغٍ: إنّه قد خرج قومٌ يقولون كذا وكذا، فقال: هيهات، نفعني اللّه بموعظة الرّجل الصّالح، وكان عمر ضربه حتّى سالت الدّماء على وجهه أو رجليه أو على عقبيه، ولقد صار صبيغٌ لمن بعده مثلًا، وتردعةً لمن نقّر، وألحف في السّؤال.
- حدّثنا الصّفّار، قال: ثنا الرّماديّ، قال: ثنا عبد الرّزّاق، قال: ثنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن القاسم بن محمّدٍ: أنّ رجلًا جاء إلى ابن عبّاسٍ، فسأله عن الأنفال،
فقال ابن عبّاسٍ: «كان الرّجل ينفّل الفرس وسرجه، فأعاد عليه»، فقال مثل ذلك، ثمّ أعاد عليه، فقال مثل ذلك.
فقال ابن عبّاسٍ: «تدرون ما مثل هذا؟»، هذا مثل صبيغٍ الّذي ضربه عمر رضي اللّه عنه، أما لو عاش عمر لمّا سأل أحدٌ عمّا لا يعنيه.). [الإبانة الكبرى:1/ 414-417]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( باب تحذير النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأمّته من قومٍ يتجادلون بمتشابه القرآن وما يجب على النّاس من الحذر منهم
- حدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أيّوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب} [آل عمران: 7] إلى قوله: {وما يذّكّر إلّا أولو الألباب} قال: «فإذا رأيتم الّذين يجادلون فيه فهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذروهم».
- حدّثنا أبو هاشمٍ عبد الغافر بن سلامة بن عبد الغافر الحمصيّ الحضرميّ، قال: حدّثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينارٍ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدّثنا معاوية بن يحيى، عن أيّوب بن أبي تميمة، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عائشة، أنّها قالت: يا رسول اللّه ما قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه}. [آل عمران: 7] فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هم أهل الجدل في القرآن، وهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذريهم يا عائشة».
- حدّثنا أبو محمّدٍ عليّ بن محمّد بن يوسف البيّع بالبصرة قال: حدّثنا أبو رويقٍ عبد الرّحمن بن خلفٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا حجّاج بن منهالٍ، قال: حدّثنا يزيد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمّدٍ، عن عائشة، قالت: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة إلى آخر الآية.
قالت عائشة: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين ذكر اللّه عزّ وجلّ، فاحذروهم».
- حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى أبو جعفرٍ، قال: حدّثنا مهديّ بن جعفرٍ الرّمليّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن حمّاد بن سلمة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: نزع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهذه الآية: {فيتّبعون ما تشابه منه} [آل عمران: 7] قلت: ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قد حذّركم اللّه، فإذا رأيتموهم فاحذروهم».
- حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا مهديّ بن جعفرٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن نافع بن عمر الجمحيّ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إذا رأيتموهم فاعرفوهم ثمّ نزع: {فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ثمّ قال: «الرّاسخون في العلم الّذين آمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه».
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس الرّازيّ قال: حدّثنا أبو النّعمان عارم بن الفضل، وسليمان بن حربٍ قالا: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، قال أبو حاتمٍ: وحدّثنا مسدّدٌ، قال: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، قال: أخبرنا أيّوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يجادلون فيه، فهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذروهم»
قال أيّوب: ولا أعلم أحدًا من أهل الأهواء يجادل إلّا بالمتشابه. واللّفظ لعارمٍ، ولم يذكر ابن عليّة كلام أيّوب، ولا شكّ فيه.
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، كاتب اللّيث قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب} [آل عمران: 7]
" فالمحكمات ناسخه وحلاله له وحرامه وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به. فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ من أهل الشّكّ فيحملون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم، ويلبّسون فلبّس اللّه عليهم، فأمّا المؤمنون فيقولون: آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا محكمه ومتشابهه "
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا سعيد بن سليمان، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن سفيان بن حسينٍ، قال: سمعت الحسن، وتلا هذه الآية: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} [آل عمران: 7] قال: «ابتغاء الضّلالة»
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو قطنٍ عمرو بن الهيثم بن قطنٍ، عن جدّه قطن بن كعبٍ، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: {فيتّبعون ما تشابه منه} [آل عمران: 7] قال: «الخوارج وأهل البدع»
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا سعيد بن سليمان، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن سعيدٍ، عن قتادة: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} [آل عمران: 7] قال: " ابتغاء الضّلالة {وما يعلم تأويله إلّا اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا} [آل عمران: 7]، فكان قتادة يحيل هذه الآية على الخوارج وأهل البدع "
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، وحدّثني أبو محمّدٍ عبد اللّه بن جعفرٍ الكفّيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، وحدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا ابن زنجويه، والحسن بن أبي الرّبيع الجرجانيّ، قالوا: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ} [آل عمران: 7] قال: «إن لم تكن الحروريّة والسّبائيّة فلا أدري من هم؟ ولعمري لو كان أمر الخوارج هدًى لاجتمع، ولكنّه كان ضلالةً فتفرّق وكذلك الأمر إذا كان من عند غير اللّه وجدت فيه اختلافًا كثيرًا، فواللّه إنّ الحروريّة لبدعةٌ، وإنّ السّبائيّة لبدعةٌ ما أنزلت في كتابٍ ولا سنّهنّ نبيٌّ»
قال الشّيخ: الحروريّة الخوارج، والسّبائيّة الرّوافض أصحاب عبد اللّه بن سبأٍ، الّذين حرّقهم عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام بالنّار وبقي بعضهم.
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عمرو بن رافعٍ، قال: حدّثنا سليمان بن عامرٍ يعني المروزيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، في قوله: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه} [آل عمران: 7] . قال: «شكٌّ»
- حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] . قال: " ما فيه من الحلال والحرام، وما سوى ذلك من المتشابهات يصدّق بعضه بعضًا، وهو مثل قوله: {وما يضلّ به إلّا الفاسقين} [البقرة: 26]، وهو مثل قوله: {كذلك يجعل اللّه الرّجس على الّذين لا يؤمنون} [الأنعام: 125]، ومثل قوله: {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم} [محمد: 17]، {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} [آل عمران: 7] . الشّبهات: ما أهلكوا به، والرّاسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنّا به "
- حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، عن حمّاد بن زيدٍ، قال: سمعت أيّوب، يقول: «ما أعلم أحدًا من أهل الأهواء إلّا يخاصم بالمتشابه»
- حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا سليمان بن حربٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن سليمان بن يسارٍ، أنّ رجلًا من بني تميمٍ يقال له: صبيغ بن عسلٍ قدم المدينة، وكانت عنده كتبٌ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضي اللّه عنه، فبعث له، وقد أعدّ له عراجين النّخل، فلمّا دخل عليه جلس فقال له: " من أنت؟
قال: أنا صبيغٌ
فقال عمر: وأنا عمر عبد اللّه، ثمّ أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين حتّى شجّه، فجعل الدّم يسيل على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد واللّه ذهب الّذي كنت أجد في رأسي "
- حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا ابن بكيرٍ، قال: حدّثنا اللّيث، وحدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، قال: حدّثني ليث بن سعدٍ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: «سيأتي أقوامٌ يجادلونكم بشبه القرآن، فجادلوهم بالسّنن فإنّ أصحاب السّنن أعلم بكتاب اللّه عزّ وجلّ».). [الإبانة الكبرى: 2/ 602-610]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: نا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: نا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إذا رأيتم الّذين يجادلون فيه، فهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذروهم».). [الإبانة الكبرى: 2/618]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب بيان كفر الجهميّة الّذين أزاغ اللّه قلوبهم بما تأوّلوه من متشابه القرآن
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان النّجّاد، قال: نا أحمد بن ملاعبٍ، قال: نا محمّد بن مصعبٍ، قال: نا التّستريّ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم " تلا هذه الآية: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران: 7]، فإذا رأيتموهم، فاحذروهم، أولئك الّذين سمّاهم اللّه، ثلاث مرّاتٍ "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان، قال: نا الحسن بن سلّامٍ، قال: نا أبو عبد الرّحمن المقريّ، قال: نا ابن لهيعة، عن أبي قبيلٍ، قال: سمعت عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «هلاك أمّتي في الكتاب» .
قيل: يا رسول اللّه ما للكتاب؟
قال: «يتعلّمون القرآن ويتأوّلونه على غير ما أنزل اللّه»
قال أبو قبيلٍ: ولم أسمع من عقبة بن عامرٍ إلّا هذا الحديث .
- قال أبو عبد الرّحمن: وحدّثناه ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
- حدّثنا أبو هاشمٍ عبد الغافر بن سلامة الحمصيّ، قال: نا محمّد بن عوفٍ الطّائيّ، قال: نا الرّبيع بن روحٍ، قال: نا محمّد بن خالدٍ، قال: نا عبيد اللّه بن أبي حميدٍ الهذليّ، عن أبي مليحٍ، عن معقل بن يسارٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه، وما تشابه عليكم فردّوه إلى اللّه وإلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم، وآمنوا بالتّوراة والإنجيل والزّبور، وما أوتي النّبيّون من ربّهم، ويسعكم القرآن بما فيه من البيان، فإنّه شافعٌ مشفّعٌ، ما حلّ مصدّقٌ، ألا إنّي أعطيت بكلّ آيةٍ منه نورًا يوم القيامة» .). [الإبانة الكبرى: 6/ 14-144
] (م)

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، قال: نا بقيّة بن الوليد، قال: نا الصّبّاح بن مجالدٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا كان سنة خمسٍ وثلاثين ومئةٍ خرجت مردة الشّياطين، كان حبسهم سليمان بن داود عليه السّلام في جزائر البحور، فيذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بمشتبه القرآن، وعشرٌ بالشّام»
- حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه الدّيناريّ، ومحمّد بن مجالدٍ، قالا: نا عليّ بن حربٍ، قال: نا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن أبي صفوان، عن ابن مسعودٍ، قال: " إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89] " .). [الإبانة الكبرى: 6/ 147-150] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: نا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: نا عبد الرّزّاق، قال: نا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قومًا يتدارءون في القرآن فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، وإنّما نزل كتاب اللّه يصدّق بعضه بعضًا، فلا تكذّبوا بعضه ببعضٍ، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه» .). [الإبانة الكبرى: 2/ 612]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن يوسف البيّع قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن خلفٍ، وحدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قالا: حدّثنا حجّاج بن منهالٍ الأنماطيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن مطرٍ الورّاق، وحميدٍ، وعامرٍ الأحول، وداود، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على أصحابه، وهم يتنازعون في القدر هذا ينزع آيةً، وهذا ينزع آيةً، فكأنّما فقئ في وجهه حبّ الرّمّان، فقال: «أبهذا أمرتم؟ أبهذا وكّلتم؟ تضربون كتاب اللّه بعضه ببعضٍ؟ انظروا إلى ما أمرتم به فاتّبعوه، وإلى ما نهيتم عنه فاجتنبوه»

- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن توبة قال: حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجمانيّ قال: حدّثنا أبو بشرٍ صالح بن بشيرٍ المرّيّ، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتّى احمرّ، حتّى كأنّما فقئ في وجهه حبّ الرّمّان، ثمّ أقبل علينا، فقال: «أبهذا أمرتم؟ أوبهذا أرسلت إليكم؟ إنّما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألّا تنازعوا فيه».). [الإبانة الكبرى: 2/ 492-494]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - وأخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود بن أبي هندٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه: أنّ نفرًا كانوا جلوسًا بباب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال بعضهم: " ألم يقل اللّه كذا وكذا؟ قال: فسمعهم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فخرج فكأنّما فقئ في وجهه حبّ الرّمّان، فقال: «بهذا أمرتم أو بهذا بعثتم أن تضربوا القرآن بعضه ببعضٍ؟ إنّما هلكت الأمم قبلكم في مثل هذا، فانظروا الّذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الّذي نهيتم عنه فانتهوا عنه»). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/129]

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا أحمد بن عبيدٍ، قال: أخبرنا عليّ بن عبد اللّه بن مبشّرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن سنانٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يزيد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة، قالت: " تلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] حتّى بلغ: {وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب} [البقرة: 269]، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، أولئك الّذين سمّاهم اللّه فاحذروهم». أخرجه البخاريّ ومسلمٌ.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/133]

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسيّ، قال: أخبرنا أحمد بن عيسى الوشّاء، قال: حدّثنا عيسى بن حمّادٍ، قال: حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد، عن عمر بن الأشجّ، أنّ عمر قال: «سيأتي أناسٌ سيجادلونكم بشبهات القرآن، خذوهم بالسّنن؛ فإنّ أصحاب السّنن أعلم بكتاب اللّه»). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/139]
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله : {وما يذكر إلا أولوا الألباب} فقال : ((إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) انتهى.

وقال عمر : "يهدم الإسلام زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وحكم الأئمة المضلين" ، ولما سأل صبيغ ( عمر ) عن ( الذاريات ) وأشباهها ( ضربه عمر ) . والقصة مشهورة ). [فضائل القرآن: ](م)


رد مع اقتباس