عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1434هـ/26-10-2013م, 06:19 PM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه في إثبات أن المعوذتين من القرآن

قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بْنُ الحَسَنِ ابنُ أَبي رُوبَا (ت:356 هـ): حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ ثابتٍ الثَّورِيُّ عن أَبيه عن الهُذَيْلِ بنِ حَبيبٍ عنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ البلخيِّ (ت:150هـ): (وقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ لَكُمْ، فَقُولُوا كَمَا أَقُولُ)). قَالَ: وكانَ ابْنُ مَسْعودٍ لا يَقْرَأُ بهِما في المَكْتوبَةِ). [تفسير مقاتل بن سليمان: 3/538]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الجَارُودِ الطَّيَالِسِيُّ (ت: 204هـ): (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: سَالتُ أُبَيًّا عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ: سَالتُ عَنْهُمَا النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ لَكُمْ فَقُولُوا)).
قَالَ أُبَيٌّ: فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ونحن نقولُ). [مُسْنَدُ أَبي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: 1/437]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ: {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ} وَ{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ}، فَقَالَ: إِنِّي سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ)). فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [تفسير عبد الرزاق: 2/411]
قال عبدُ الرزاقِ بنُ همام الصنعانيُّ (ت: 211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ والثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بنِ أَبي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ قالَ: سَالتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ: سَالتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلمَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)) قَالَ أُبَيٌّ: قالَ لِي رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، فنَحْنُ نَقُولُ). [المصنف: 3/384]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عَن الثَّوْرِيِّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا فَقَالَ لِي: ((جُعِلَتْ مَقَالاً لِي)). فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ، فَنَحْنُ نَقُولُ). [تفسير عبد الرزاق: 2/411]
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ العَبْسيُّ (ت: 235هـ): (حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لا يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ. فَقَالَ: إِنِّي سَالتُ عَنْهُمَا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: فَقُلْتُ)). فَقَالَ أُبَيٌّ: وَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قِيلَ لَنَا). [المصنف: 10/538]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ وعَبْدَةَ، عن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقالَ: ((قِيلَ لِي، فَقُلْتُ)). فنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ). [صحيح البخاري: 5/312]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ، عن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ. وحَدَّثَنَا عاصِمٌ، عن زِرٍّ قالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ: قُلْتُ: يَا أَبَا المُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كذا وكذا؟
فقال أُبَيٌّ: سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقالَ لِي: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)).
قالَ: فنَحْنُ نَقُولُ كما قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ). [صحيح البخاري: 5/312]
-قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكِرْمانيُّ (ت: 786هـ): (قَوْلُهُ: (عَاصِمٌ) هُوَ ابْنُ أَبي النَّجُودِ بفَتْحِ النُّونِ وضَمِّ الجِيمِ وبالمُهْمَلَةِ أَحَدُ القُرَّاءِ السَّبْعَةِ، و(عَبْدَةُ) ضِدُّ الحُرَّةِ ابْنُ أَبي لُبَابَةَ بضَمِّ اللاَّمِ وخِفَّةِ المُوَحَّدَةِ الأُولَى الأَسَدِيُّ وهو عَطْفٌ على عَاصِمٍ، و(زِرُّ) بكَسْرِ الزَّايِ وشِدَّةِ الرَّاءِ (بْنُ حُبَيْشٍ) مُصَغَّرُ الحَبَشِ بالمُهْمَلَةِ والمُوَحَّدَةِ والمُعْجَمَةِ، و(المُعَوِّذَتَيْنِ) بكَسْرِ الوَاوِ.
فَإِنْ قُلْتَ: ما مَعْنَى السُّؤَالُ عَنْهُمَا؟
قُلْتُ: كانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنَ القُرْآنِ فَسَأَلَ عَنْهُمَا مِنْ هذه الجِهَةِ فَقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ أَعُوذُ)) أي: أَقْرَأَنِيهِمَا جِبْرِيلُ يَعْنِي أَنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ.
قَوْلُهُ: (قَالَ) أي: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ و(أَبُو المُنْذِرِ) بكَسْرِ المُعْجَمَةِ الخَفِيفَةِ كُنْيَةُ أُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كَنَّاهُ بهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَمَّا (أَخَاكَ) فهو بحَسَب الدِّينِ، و(كذا وكذا) يَعْنِي أَنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنَ القُرْآنِ، و(قِيلَ لِي) أي: أَنَّهُ مِنَ القُرْآنِ وهذا كانَ مما اخْتَلَفَ فيه الصَّحَابَةُ ثم ارْتَفَعَ الخِلافُ وَوَقَعَ الإجْمَاعُ عَلَيْهِ فَلَوْ أَنْكَرَ اليَوْمَ أَحَدٌ قُرْآنِيَّتَهُ كَفَرَ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ما كانَتِ المَسْأَلَةُ في قُرْآنِيَّتِهِمَا بلْ في صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِمَا وخَاصَّةٍ مِنْ خَوَاصِّهِمَا، ولا شَكَّ أَنَّ هذه الرِّوَايَةَ تَحْتَمِلُهُمَا والحَمْلُ عَلَيْهِ أَوْلَى، واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [شرح الكرماني: 17/218-220]
-قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قَوْلُهُ: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ) القَائِلُ: وحَدَّثَنَا عَاصِمٌ هُو سُفْيَانُ، وكَأَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُهُما تَارَةً ويُفْرِدُهُمَا أُخْرَى، وقَدْ قَدَّمْتُ أَنَّ فِي رِوَايَةِ الحُمَيْدِيِّ التَّصْرِيحَ بسَمَاعِ عَبْدَةَ وعَاصِمٍ لَهُ مِنْ زِرٍّ.
قولُهُ: (سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ: أَبَا المُنْذِرِ) هِيَ كُنْيَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وله كُنْيَةٌ أُخْرَى: أَبُو الطُّفَيْلِ.
قولُهُ: (يَقُولُ كَذَا وكذا) هَكَذا وَقَعَ هَذَا اللَّفْظُ مُبْهَمًا، وكَأنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ أَبْهَمَهُ استِعْظَامًا لَهُ، وأَظُنُّ ذَلِكَ مِنْ سُفْيَانَ، فَإِنَّ الإِسْمَاعِيلِيَّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الجَبَّارِ بْنِ العَلاءِ عَنْ سُفْيَانَ كَذَلِكَ عَلَى الإِبْهَامِ، وكُنْتُ أَظُنُّ أَوَّلاً أَنَّ الَّذِي أَبْهَمَهُ البُخارِيُّ؛ لأنَّنِي رَأَيْتُ التصريحَ بهِ في رِوَايَةِ أَحْمَدَ عن سُفْيَانَ ولَفْظُهُ: (قُلْتُ لأُبَيٍّ: إِنَّ أخَاكَ يَحُكُّهمَا مِنَ المُصْحَفِ)، وكذا أَخْرَجَهُ الحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، ومِنْ طَرِيقِهِ أَبُو نُعَيْمٍ في المُسْتَخْرَجِ، وكَأَنَّ سُفْيَانَ كَانَ تَارَةً يُصَرِّحُ بذَلِكَ وتَارَةً يُبْهِمُهُ.
وقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَد أيضًا وابْنُ حِبَّانَ مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ بلَفظِ: (إِنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ كَانَ لا يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ).
وأَخرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ بلَفظِ: (إنَّ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ في المُعَوِّذَتَيْنِ)، وهذا أيضًا فيه إِبْهَامٌ.
وقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ في زِيَادَاتِ المُسْنَدِ والطَّبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدَوَيهِ من طَرِيقِ الأعْمَشِ عن أَبي إسحاقَ عن عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ قَالَ: (كانَ عبدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ ويَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللهِ).
قَالَ الأعْمَشُ: وقَدْ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ الذي في الباب الماضِي، وقد أَخْرَجَهُ البَزَّارُ، وفي آخِرِهِ: يَقُولُ: (إِنَّمَا أُمِرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ أَنْ يَتَعَوَّذَ بهِمَا).
قَالَ البَزَّارُ: ولَمْ يُتَابعِ ابْنَ مَسْعُودٍ على ذلك أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، وقد صَحَّ عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ أنه قَرَأَهُمَا في الصَّلاةِ.
قُلْتُ: هُو في صحيحِ مُسْلِمٍ عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَزَادَ فيه ابْنُ حِبَّانَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَفُوتَكَ قِرَاءَتُهُمَا فِي صَلاةٍ فَافْعَلْ). [فتح الباري: 8/742]
-قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وأَخرَجَ أَحْمَدُ من طَرِيقِ أَبي العَلاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ أَقْرَأَهُ المُعَوِّذَتَيْنِ وقَالَ له: ((إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بهِمَا)) وإسنادُهُ صَحِيحٌ.
ولسعيدِ بْنِ مَنصورٍ مِن حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بالمُعَوِّذَتَيْنِ.
وقَدْ تَأَوَّلَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيُّ فِي كِتَابِ الانتِصَارِ، وتَبعَهُ عِيَاضٌ وغَيْرُهُ -مَا حُكِيَ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ؛ فقالَ: لَمْ يُنْكِرِ ابْنُ مَسْعُودٍ كَوْنَهُمَا مِنَ القرآنِ، وإنَّمَا أَنْكَرَ إِثْباتَهُمَا فِي المُصْحَفِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَرَى أنْ لا يُكْتَبَ فِي المُصْحَفِ شَيْئٌ إِلاَّ إِنْ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ أَذِنَ فِي كِتَابَتِهِ فِيهِ، وكَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ الإِذْنُ فِي ذَلِكَ.
قَالَ: فهذا تأويلٌ منه ولَيْسَ جَحْدًا لِكَوْنِهِمَا قُرْآنًا.
وهُو تَأْوِيلٌ حَسَنٌ إلا أنَّ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ الصَّرِيحَةَ الَّتِي ذَكَرْتُهَا تَدْفَعُ ذَلِكَ حَيْثُ جَاءَ فيها: ويَقُولُ: (إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللهِ).
نَعَمْ يُمْكِنُ حَمْلُ لَفْظِ كِتَاب اللهِ عَلَى المُصْحَفِ فَيَتَمَشَّى التأويلُ المَذْكُورُ، وقَالَ غَيْرُ القَاضِي: لم يَكُنِ اختِلافُ ابْنِ مَسْعُودٍ مَعَ غَيْرِهِ فِي قُرْآنِيَّتِهِمَا، وإنَّمَا كانَ في صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِمَا. انْتَهَى.
وغَايَةُ مَا في هَذَا أنه أَبْهَمَ مَا بَيَّنَهُ القاضِي، ومَنْ تَأَمَّلَ سِيَاقَ الطُّرُقِ الَّتِي أَوْرَدْتُهَا لِلْحَدِيثِ اسْتَبْعَدَ هَذَا الجَمْعَ، وأما قَوْلُ النَّوَوِيِّ فِي شَرْحِ المُهَذَّب: (أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ المُعَوِّذَتَيْنِ وَالفَاتِحَةَ مِنَ القُرْآنِ، وأنَّ مَنْ جَحَدَ مِنْهُمَا شَيْئًا كَفَرَ، وما نُقِلَ عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ بَاطِلٌ لَيْسَ بصَحِيحٍ). ففيه نَظَرٌ، وقد سَبَقَهُ لِنَحْوِ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فقَالَ في أَوَائِلِ المُحَلَّى: (مَا نُقِلَ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ مِنْ إِنْكَارِ قُرْآنِيَّةِ المُعَوِّذَتَيْنِ فَهُوَ كَذِبٌ بَاطِلٌ).
وكذا قَالَ الفَخْرُ الرَّازِيُّ فِي أوَائِلِ تَفْسِيرِهِ: (الأَغْلَبُ على الظَّنِّ أَنَّ هَذَا النَّقْلَ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ كَذِبٌ بَاطِلٌ).
والطَّعْنُ في الرواياتِ الصَّحِيحَةِ بغَيْرِ مُسْتَنَدٍ لا يُقْبَلُ، بَلِ الرِّوَايَةُ صَحِيحَةٌ والتَّأْوِيلُ مُحْتَمَلٌ، والإجماعُ الَّذِي نَقَلَهُ إِنْ أَرَادَ شُمُولَهُ لكُلِّ عَصْرٍ فَهُوَ مَخْدُوشٌ، وإنْ أَرَادَ اسْتِقْرَارَهُ فهُوَ مَقْبُولٌ.
وقد قَالَ ابنُ الصَّبَّاغِ فِي الكلامِ على مَانِعِي الزَّكَاةِ: (وإنما قَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ على مَنْعِ الزكاةِ ولم يَقُلْ: إِنَّهُمْ كَفَرُوا بذلك، وإنما لم يَكْفُرُوا لأنَّ الإجماعَ لَمْ يَكُنِ اسْتَقَرَّ، قَالَ: ونَحْنُ الآنَ نُكَفِّرُ مَنْ جَحَدَهَا).
قَالَ: (وكذلكَ مَا نُقِلَ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ في المُعَوِّذَتَيْنِ يَعْنِي أنه لم يَثْبُتْ عِنْدَهُ القَطْعُ بذلك، ثم حَصَلَ الاتفاقُ بَعْدَ ذَلِكَ).
وقَدِ اسْتَشْكَلَ هَذَا المَوْضِعَ الفَخْرُ الرَّازِيُّ فقَالَ: (إِنْ قُلْنَا: إِنَّ كَوْنَهُمَا مِنَ القُرْآنِ كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْرِ ابْنِ مَسْعُودٍ لَزِمَ تَكْفِيرُ مَنْ أَنْكَرَهُمَا، وإِنْ قُلْنَا: إِنَّ كَوْنَهُمَا مِنَ القُرْآنِ كَانَ لَمْ يَتَوَاتَرْ فِي عَصْرِ ابنِ مَسْعُودٍ لَزِمَ أَنَّ بَعْضَ القُرْآنِ لَمْ يَتَوَاتَرْ).
قَالَ: (وهذه عُقْدَةٌ صَعْبَةٌ.
وأُجِيبَ باحْتِمَالِ أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْرِ ابنِ مَسْعُودٍ لَكِنْ لَمْ يَتَوَاتَرْ عِندَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَانْحَلَّتِ العُقْدَةُ بعَوْنِ اللهِ تعالَى). [فتح الباري: 8/742-743]
-قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قولُهُ: (سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ فقالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ))، قَالَ: فنَحْنُ نَقُولُ كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ)
القائلُ: فنحنُ نَقُولُ إلخ هُو أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَوَقَعَ عِندَ الطَّبَرَانِيِّ في الأَوْسَطِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أيضًا قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، لَكِنَّ المَشْهُورَ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، فلَعَلَّهُ انْقَلَبَ عَلَى رَاوِيهِ ولَيْسَ في جَواب أُبَيٍّ تَصْرِيحٌ بالمُرَادِ إلا أَنَّ في الإجماعِ علَى كَوْنِهِمَا مِنَ القُرْآنِ غُنْيَةً عَنْ تَكَلُّفِ الأَسَانِيدِ بأَخْبَارِ الآحَادِ، واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ بالصَّوَاب). [فتح الباري: 8/743]
-قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ: يَا أَبَا المُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ أُبَيٌّ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ لِي: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). قَالَ: فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
هَذَا طَرِيقٌ آخَرُ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ أَخْرَجَهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة إِلَى آخِرِهِ). [عمدة القاري: 20/11]
-قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قَوْلُهُ: وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ. القَائِلُ: "وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ" هُوَ سُفْيَانُ وَكَأَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُهُمَا تَارَةً وَيُفْرِدُهُمَا أُخْرَى، وَأَبُو المُنْذِرِ كُنْيَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَلَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى أَبُو الطُّفَيْلِ.
قَوْلُهُ: (إِنَّ أَخَاكَ) يَعْنِي فِي الدِّينِ.
قَوْلُهُ: (كَذَا وَكَذَا) يَعْنِي: أَنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنَ القُرْآنِ.
قَوْلُهُ: (قِيلَ لِي) أَيْ: إِنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ، وَهَذَا كَانَ مِمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ الصَّحَابَةُ ثُمَّ ارْتَفَعَ الخِلاَفُ وَوَقَعَ الإِجْمَاعُ عَلَيْهِ، فَلَوْ أَنْكَرَ اليَوْمَ أَحَدٌ قُرْآنِيَّتَهُمَا كَفَرَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كَانَتِ المَسْأَلَةُ فِي قُرْآنِيَّتِهِمَا بَلْ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِمَا وَخَاصَّةٍ مِنْ خَاصَّتِهِمَا. وَلاَ شَكَّ أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ تَحْتَمِلُهُمَا فَالحَمْلُ عَلَيْهَا أَوْلَى -وَاللَّهُ أَعْلَمُ-. فَإِنْ قُلْتَ: قَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ بلَفْظِ: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لاَ يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ المُسْنَدِ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ وَيَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنَ القُرْآنِ أَوْ مِنْ كِتَاب اللَّهِ تَعَالَى.
قُلْتُ: قَالَ البَزَّارُ: لَمْ يُتَابعِ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَهَا فِي الصَّلاَةِ وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَزَادَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: ((فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَفُوتَكَ قِرَاءَتُهُمَا فِي صَلاَةٍ فَافْعَلْ)). وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ أَبي العَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَقْرَأَهُ المُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ لَهُ: ((إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بهِمَا)). وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بالمُعَوِّذَتَيْنِ.
قَوْلُهُ: (قَالَ: فَنَحْنُ نَقُولُ) القَائِلُ هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ). [عمدة القاري: 20/11]
-قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قوله: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ وَعَبْدَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: ((قِيل لِي فَقُلْتُ)). فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).
مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ، وَسُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَاصِمٌ هُوَ ابْنُ أَبي النَّجُودِ -بفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّ الجِيمِ وَبالمُهْمَلَةِ- أَحَدُ القُرَّاءِ السَّبْعَةِ، وَعَبْدَةُ -ضِدُّ الحُرَّةِ- ابْنُ أَبي لُبَابَةَ -بضَمِّ اللاَّمِ وَتَخْفِيفِ المُوَحَّدَةِ الأُولَى- الأَسَدِيُّ، وَزِرٌّ -بكَسْرِ الزَّايِ وَشَدَّةِ الرَّاءِ- ابْنُ حُبَيْشٍ مُصَغَّرُ الحَبَشِ -بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وَالبَاءِ المُوَحَّدَةِ وَالشِّينِ المُعْجَمَةِ- وَالحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ قُتَيْبَةَ.
قَوْلُهُ: (عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ) بكَسْرِ الوَاوِ، وَمَعْنَى السُّؤَالِ عَنْهُمَا لأَجْلِ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ المُعَوِّذَتَيْنِ لَيْسَتَا مِنَ القُرْآنِ فَسَأَلَ عَنْهُمَا مِنْ أُبَيٍّ مِنْ هَذِهِ الجِهَةِ فَقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: ((قِيل لِي: قُلْ أَعُوذُ)) أَيْ: أَقْرَأَنِيهِمَا جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- يَعْنِي أَنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ.
قَوْلُهُ: (فَنَحْنُ نَقُولُ) مِنْ كَلاَمِ أُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ). [عمدة القاري: 20/10]
-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ص: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ، عن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ح، وحَدَّثَنَا عاصِمٌ عن زِرٍّ، قالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ: قُلْتُ: يَا أَبَا المُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: كذا وكذا؟ فقال أُبَيٌّ: سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقالَ لِي: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). قالَ: فنَحْنُ نَقُولُ كما قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ.
(يقول كذا وكذا) أي: يقولُ: إن المعوِّذتين ليستا من القرآنِ، وقد بسطتُ الكلامَ على مقالتِه هذه في "الإتقانِ".
(فقال أبيٌّ: سألت...) إلى آخرِه، قال ابنُ حجرٍ: ليس في جواب أبيٍّ تصريح بالمرادِ، إلا أن في الإجماع على كونِهما من القرآنِ غنيةً عن تكلفِ الأسانيدِ بأخبارِ الآحادِ). [التَّوْشِيحُ: 7/3163]
-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (((خَنَسَه الشيطانُ))، قال عياضٌ: هو تحريفٌ، وإنما نَخَسَه). [التَّوْشِيحُ: 7/3162]
-قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وبه قَالَ: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) البَغْلاَنِيُّ الثَّقَفِيُّ قَالَ: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بْنُ عُيَيْنَةَ (عَنْ عَاصِمٍ) هُوَ ابْنُ أَبي النَّجُودِ بفَتْحِ النُّونِ وَبالجِيمِ المَضْمُومَةِ آخِرُهُ دَالٌ مُهْمَلَةٌ أَحَدُ القُرَّاءِ السَّبْعَةِ (وَعَبْدَةُ) بفَتْحِ العَيْنِ، وَسُكُونِ المُوَحَّدَةِ ابْنُ أَبي لُبَابَةَ بضَمِّ اللاَّمِ، وَتَخْفِيفِ المُوَحَّدَةِ الأَسَدِيُّ كِلاَهُمَا (عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ) بكَسْرِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَحُبَيْشٌ بضَمِّ الحَاءِ المُهْمَلَةِ وَفَتْحِ المُوَحَّدَةِ آخِرُهُ مُعْجَمَةٌ مُصَغَّرًا، وَسَقَطَ: ابْنُ حُبَيْشٍ لأَبي ذَرٍّ أَنَّهُ (قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ) بكَسْرِ الوَاوِ المُشَدَّدَةِ، وَعِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ وَأَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ: قُلْتُ: لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لاَ يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ (فَقَالَ) أُبَيٌّ: (سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَنْهُمَا (فَقَالَ) وَلأَبي ذَرٍّ: قَالَ: (((قِيلَ لِي))) بلِسَانِ جِبْرِيلَ، (((فَقُلْتُ))): قَالَ أُبَيٌّ: (فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

وَعِنْدَ الحَافِظِ أَبي يَعْلَى عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ المُصْحَفِ وَيَقُولُ: إِنَّمَا أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَعَوَّذَ بهِمَا وَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ بهِمَا، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَزَادَ: ويَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّهِ.
وَهَذَا مَشْهُورٌ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ القُرَّاءِ وَالفُقَهَاءِ أنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لا يَكْتُبُهُمَا في مُصْحَفِهِ. حِينَئِذٍ فَقَوْلُ النَّوَوِيِّ فِي شَرْحِ المُهَذَّب: (أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ المُعَوِّذَتَيْنِ وَالفَاتِحَةَ مِنَ القُرْآنِ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ شَيْئًا مِنْهَا كَفَرَ وَمَا نُقِلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بَاطِلٌ لَيْسَ بصَحِيحٍ) فِيهِ نَظَرٌ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ فِي الفَتْحِ؛ إِذْ فِيهِ طَعْنٌ فِي الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ بغَيْرِ مُسْتَنَدٍ، وَهُوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ، وَحِينَئِذٍ فَالمَصِيرُ إِلَى التَّأْوِيلِ أَوْلَى.
وَقَدْ تَأَوَّلَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيُّ ذلك بأنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لم يُنْكِرْ قُرْآنِيَّتَهُمَا وَإِنَّمَا أَنْكَرَ إِثْبَاتَهُمَا في المُصْحَفِ، فإنَّهُ كَانَ يَرَى أنْ لا يُكْتَبَ في المُصْحَفِ شَيْءٌ إِلاَّ إن كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ في كِتَابَتِهِ فيه، وكَأَنَّه لَمْ يَبْلُغْهُ الإِذْنُ في ذلك، فليس فيه جَحْدٌ لِقُرْآنِيَّتِهِمَا.
وَتُعُقِّبَ بالرِّوَايَةِ السَّابقَةِ الصَّرِيحَةِ الَّتِي فيها: ويَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّهِ، وَأُجِيبَ بإِمْكَانِ حَمْلِ لَفْظِ كِتَاب اللَّهِ عَلَى المُصْحَفِ، فَيَتَمَشَّى التَّأْوِيلُ المَذْكُورُ. قَالَهُ في فَتْحِ البَارِي.
وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أنَّهُ لَمْ يَسْمَعْهُمَا مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَتَوَاتَرْ عِنْدَهُ.
ثُمَّ لَعَلَّهُ قَدْ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ ذلك إلى قَوْلِ الجَمَاعَةِ، فقد أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ عَلَيْهِمَا، وَأَثْبَتُوهُمَا في المَصَاحِفِ التي بَعَثُوهَا إلى سَائِرِ الآفَاقِ). [إرشاد الساري: 7/442]
-قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وَبهِ قَالَ (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) المَدِينِيُّ قَالَ: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ) -بضَمِّ اللاَّمِ وَبَيْنَ المُوَحَّدَتَيْنِ الخَفِيفَتَيْنِ أَلِفٌ- الأَسَدِيُّ (عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ) قَالَ سُفْيَانُ: (وحَدَّثَنَا) أَيْضًا (عَاصِمٌ) هُوَ ابْنُ أَبي النَّجُودِ (عَنْ زِرٍّ) أَنَّهُ (قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ) لَهُ: يَا أَبَا المُنْذِرِ، هِيَ كُنْيَةُ أُبَيٍّ (إِنَّ أَخَاكَ) فِي الدِّينِ (ابْنَ مَسْعُودٍ) عَبْدَ اللَّهِ (يَقُولُ كَذَا وَكَذَا) يَعْنِي أَنَّ المُعَوِّذَتَيْنِ لَيْسَتَا مِنَ القُرْآنِ، كَمَا مَرَّ التَّصْرِيحُ بهِ فِي حَدِيثٍ (فَقَالَ أُبَيٌّ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَنْهُمَا (فَقَالَ لِي: ((قِيلَ لِي))) بلِسَانِ جِبْرِيلَ، وَلأَبي ذَرٍّ: فَقِيلَ لِي (((فَقُلْتُ))): كما قِيلَ لِي (قَالَ) أُبَيٌّ: (فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَهَذَا مِمَّا اخْتُلِفَ فِيهِ ثُمَّ ارْتَفَعَ الخِلاَفُ وَوَقَعَ الإِجْمَاعُ عَلَيْهِ، فَلَوَ أَنْكَرَ أَحَدٌ اليَوْمَ قُرْآنِيَّتَهُ كَفَرَ.

وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ} وَ{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ}))، وَعَنْهُ أَيْضًا: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بالمُعَوِّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ بهِمَا فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ قَدْ تُفِيدُ التَّوَاتُرَ يَطُولُ إِيرَادُهَا). [إرشاد الساري: 7/444]
-قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (قوله: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عاصِمٍ وعَبْدَةَ، عَنْ زِرٍّ بْنِ حُبَيْشٍ قالَ: " سَالتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ سالتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). فنَحْنُ نَقُولُ كما قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلم).
ش: فيهِ ثلاثُ مَسَائِلَ:
الأُولَى قَوْلُهُ: " سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ " في الرِّوَايَةِ الآتيةِ "سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ: يا أَبَا المُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وكَذَا وأَبُو المُنْذِرِ كُنْيَةُ أُبَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى وهي أَبُو الطُّفَيْلِ.
وقولُهُ:" كَذَا وَكَذَا " هَكَذَا وَقَعَ هذا اللفظُ مُبْهَمًا عِندَ البُخَارِيِّ والنَّسَائِيِّ في التَفْسيرِ وغَيْرِهِمَا، وكَأَنَّ بَعضَ الرُّوَاةِ أَبْهَمَهُ استِعْظَامًا له، وقدْ صَرَّحَ بهِ سُفْيَانُ عِندَ أَحْمَدَ، ولَفْظُهُ: (قُلْتُ لأُبَيٍّ: إِنَّ أَخَاكَ يَحُكُّهَا مِنَ المُصْحَفِ)، وقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ج 5 ص 130 وابنُ حِبَّانَ: (3/ 77) كِلاهُما مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ عاصِمٍ، عَنْ زِرِّ قالَ قُلْتُ: لأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لا يَكْتُبُ في مُصْحَفِهِ المُعَوِّذَتَيْنِ).
الثانيةُ: قولُهُ: "سَالتُ رسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)) وفي رِوَايَةِ عاصِمٍ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ: (قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ لِي جِبْرِيلُ: {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}، فَقُلْتُهَا. وَقَالَ لِي: {قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ}، فَقُلْتُهَا)).
الثالثةُ: قَوْلُهُ: " فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ " عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ: (فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ).
قالَ البَزَّارُ: وَلَمْ يُتَابعِ ابْنَ مَسْعُودٍ على ذلكَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، وقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَهُما في الصلاةِ.
قُلْتُ: وقدْ أَخْرَجَ مسلمٌ في باب فَضْلِ قِرَاءةِ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ كتاب صَلاةِ المُسافِرِينَ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ، لمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ})) زادَ ابْنُ حِبَّانَ: ((إِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}))، وعِنْدَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((اقْرَأْ يَا جَابرُ)) قالَ: قُلْتُ: ما أَقْرَأُ بأَبي وأُمِّي أَنْتَ؟ قالَ: (({قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ}))، فَقَرَأْتُهُما، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((اقْرَأْ بهِمَا وَلَنْ تَقْرَأَ بمِثْلِهِمَا)) قُلْتُ: فَصَحَّ بهَذَا أَنَّ المُعَوِّذَتَيْنِ سُورَتَانِ مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ). [إمداد القاري: 4/483]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (عَنْ قُتَيبةَ بنِ سعيدٍ، عَنْ سُفْيانَ بنِ عُيَيْنةَ، عَنْ عَبْدةَ بنِ أبي لُبَابةَ وعاصمِ بنِ أبي النَّجُودِ [كلاهُمَا]، عَنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ قلْتُ: أبَا المُنْذرِ، إنَّ أخاكَ ابنَ مَسْعودٍ يَقُولُ كذَا وكذَا؟
فقَالَ أُبَيٌّ: سَالتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ لِي: ((قِيلَ لِي، فَقُلْتُ))

قَالَ: فنحنُ نقُولُ كمَا قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [ذيل تفسير النسائي: 2/624-625]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سلامةَ الطَّحاويُّ (ت: 321هـ): (حَدَّثَنَا المُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبي لُبَابَةَ، وَعَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ، وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَحُكُّهُمَا مِنَ المُصْحَفِ، فَقَالَ: إِنِّي سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ)) فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ.
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ، وَعَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ يَقُولُ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ). [تحفة الأخيار: 8/613]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سلامةَ الطَّحاويُّ (ت: 321هـ): (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبي دَاوُدَ، وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ فِي المُعَوِّذَتَيْنِ: لا تُلْحِقُوا بالقُرْآنِ مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَالتُ عَنْهُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ فَقُلْتُ))، قَالَ أُبَيٌّ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُولُوا)) فَنَحْنُ نَقُولُ). [تحفة الأخيار: 8/613]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سلامةَ الطَّحاويُّ (ت: 321هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابقٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ ابْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: يَا أَبَا المُنْذِرِ: السُّورَتَانِ اللَّتَانِ لَيْسَتَا فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: سَالتُ عَنْهُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ لَكُمْ))، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَكَانَ مَا رُوِّينَا عَنْ أُبَيٍّ فِي هَذِهِ الآثَارِ مِنْ جَوَابهِ زِرًّا مَا قَدْ ذَكَرَ فِيمَا مِمَّا لَيْسَ فِيهِ إِثْبَاتٌ مِنْهُ أَنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ وَلا إِخْرَاجٌ لَهُمَا مِنْهُ.
ثُمَّ تَأَمَّلْنَا مَا رُوِيَ عَنِ النَّبيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِيهِمَا سِوَى ذَلِكَ، هَلْ نَجِدُ فِيهِ تَحْقِيقَهُ أَنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ، أَوْ أَنَّهُمَا لَيْسَا مِنْهُ...). [تحفة الأخيار: 8/614-615] [مكان النقط أحاديث يأتي ذكرها]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الخَشَّابُ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الحِيرِيُّ، أنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لا يَكْتُبُ فِي مُصْحَفِهِ المُعَوِّذَتَيْنِ. فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ جِبْرِيلُ: {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}. فَقُلْتُهَا، فقالَ: {قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ}. فَقُلْتُهَا)) فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الوسيط: 4/575]
قالَ عبدُ الحَقِّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ الإشْبيليُّ (ت: 581هـ): (البخاريُّ: حدَّثَنا قُتَيبةُ، ثنا سُفْيانُ، عن عاصمٍ وعَبْدَةَ، عن زِرٍّ: سالتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن المُعوِّذَتَيْنِ فقالَ: سالتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
وقالَ الحُمَيديُّ عن سُفْيانَ في هذا الحديثِ: ((قِيلَ لي: قُلْ)) فنحن نقولُ كما قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ). [الأحكام الشرعية الكبرى: 4/250-251]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (ع): وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المُعوِّذَتَيْنِ، فقالَ: ((قِيلَ لِي، فَقُلْتُ)).
قالَ أُبَيٌّ: فقالَ لنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنَحنُ نَقولُ). [لمحات الأنوار: 3/1161]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (حـ): وَعَنْ زَرٍّ سَألتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فقالَ: سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قِيلَ لِي، فَقُلْتُ)) فنَحنُ نَقولُ كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(خ): وعنه أَيضًا قَالَ: سَألتُ أُبَيَّ بنَ كعْبٍ قُلتُ: أبا المُنْذِرِ، إنَّ أَخاكَ ابنَ مَسعودٍ يَقولُ: كذا وكذا، فقالَ: إنِّي سَألتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ لي: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). قَالَ: فنَحنُ نَقولُ كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [لمحات الأنوار: 3/1167-1168]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ): ( (خ) عنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ قالَ: سَالتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن المُعَوِّذَتَيْنِ، قُلْتُ: يا أبا الوَلِيدِ، إِنَّ أَخَاكَ ابنَ مَسْعُودٍ يقولُ كذا وكذا، فقالَ: سَالتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ))، فَنَحْنُ نقولُ كما قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ). [لباب التأويل: 4/499] (م)
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنِ البُخَارِيِّ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ قُلْتُ: أَبَا المُنْذِر، إِنَّ أَخَاك ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ)) فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [المعتمد في المنقول: 2/509]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لا يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ} فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: {قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ} فَقُلْتُهَا، فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [المعتمد في المنقول: 2/510]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَجَبٍ الحَنْبَلِيُّ (ت: 795 هـ): (وقَدْ سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ عنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فقالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). وذلك إشارَةٌ منه إلى أنَّه صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مُبَلِّغٌ مَحْضٌ لِمَا يُوحَى إليه، ليسَ فيه تَصَرُّفٌ لِمَا أَوْحَاهُ اللَّهُ إليهِ بزِيادَةٍ ولا نَقْصٍ، وإنَّما هو مُبَلِّغٌ لكلامِ رَبِّه كما أَوْحَاهُ إليه، فإذا قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. كانَ امْتِثالاً للقولِ الذي قِيلَ لَهُ بلَفْظِه لا بمَعْنَاهُ). [تفسير سورة الإخلاص] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرِ بنِ سُليمَانَ الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ): (وعن زِرٍّ قالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: إن أخاكَ يَحُكُّهُما مِنَ المُصْحَفِ، قيلَ لسفيانَ: ابنُ مسعودٍ: فلم يُنْكِرْ.
قالَ: سَالتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). فنحنُ نقولُ كما قالَ رسولُ اللهِ.
قلتُ: هو في الصحيحِ، خلا حَكِّهِما مِن المُصْحَفِ. رَوَاهُ أحمدُ والطبرانيُّ، ورجالُ أحمدَ رجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7/149]

قال عليُّ بنُ أبي بكرِ بنِ سُليمَانَ الهَيْثَمِيُّ (ت: 807هـ): (وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ سُئِلَ عن هاتيْنِ السورتيْنِ قالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ، فَقُولُوا كَمَا قُلْتُ)).
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الكبيرِ والأوسَطِ، وفيه إسماعيلُ بنُ مُسْلِمٍ المكِّيُّ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/150]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ، فَقُولُوا كَمَا قُلْتُ))). [الدر المنثور: 15/784]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ والبخاريُّ والنَّسَائِيُّ وَابْنُ الضُّرَيْسِ وَابْنُ الأَنْبَارِيِّ وَابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ المَدِينَةَ فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا المُنْذِرِ، إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ لا يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ، فَقَالَ: أَمَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بالحقِّ قَدْ سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا، وَمَا سَأَلَنِي عَنْهُمَا أَحَدٌ منذُ سَالتُهُ غَيْرُكَ؛ قَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ فَقُلْتُ، فَقُولُوا)). فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/784-785]
قال ابنُ الدَّيْبَعِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عليٍّ الشيبانيُّ الزَّبيدِيُّ (ت: 944هـ): (وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَالتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ. قُلْتُ: أَبَا المُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ)). فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ). [تيسير الوصول: 1/201-202]
قال عليُّ بنُ حسامِ الدينِ الهنديُّ البرهانُ فوري المتقي (ت: 957هـ): ( (أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ) عن زِرٍّ قالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ في المُعَوِّذَتَيْنِ -وفي لَفْظٍ: يَحُكُّهُمَا مِنَ المُصْحَفِ- فقالَ أُبَيٌّ: سَالنَا عَنْهُمَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ)) فأنا أَقُولُ كما قالَ. وفي لفظٍ: فنَحْنُ نَقُولُ كمَا قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. (ط حم والحُمَيْدِيُّ خم حب قط في الأفرادِ) ). [كنز العمال: 2/563]
قال محمدُ بنُ سليمانَ المغربيُّ (ت: 1094هـ): (عن زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ قالَ: سَالتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فقالَ: سألتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ فقالَ: ((قِيلَ لي، فَقُلْتُ)) فنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ. رواه البخاريُّ (4976)). [جمع الفوائد3/228]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ الطبرانيُّ عَنِ ابنِ مسعودٍ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ فَقُلْتُ فَقُولُوا كَمَا قُلْتُ))). [فتح القدير: 5/755]


رد مع اقتباس