عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 ذو الحجة 1434هـ/26-10-2013م, 06:23 PM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

هدي السلف الصالح في ترك المراء

قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( وإذا سألك أحد عن مسألة في هذا الكتاب وهو مسترشد فكلمه وأرشده وإذا جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة والمراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن هذا جدا ، يخرجان جميعا من طريق الحق ، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم.
قال الحسن البصري: الحكيم لا يماري ولا يداري في حكمته أن ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله.

وجاء رجل إلى الحسن فقال: أنا أناظرك في الدين فقال الحسن: أنا عرفت ديني فإن ضل دينك فاذهب فاطلبه.
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما على باب حجرته يقول أحدهم: ألم يقل الله كذا وقال الآخر: ألم يقل الله كذا فخرج مغضبا فقال: ((أبهذا أمرتم أم بهذا بعثت إليكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض)) فنهى عن الجدال.
وكان ابن عمر يكره المناظرة ومالك بن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا وقول الله عز وجل أكبر من قول الخلق قال الله تبارك وتعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}
وسأل رجل عمر بن الخطاب فقال: ما {الناشطات نشطا}؟ فقال: لو كنت محلوقا لضربت عنقك


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن لا يماري ولا أشفع للمماري يوم القيامة فدعوا المراء لقلة خيره)). ).
[شرح السنة للبربهاري: 129-131]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( فإن قال قائل: فإن كان رجل قد علمه الله تعالى علما، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين، ينازعه فيها ويخاصمه، ترى له أن يناظره، حتى تثبت عليه الحجة، ويرد عليه قوله؟
قيل له: هذا الذي نهينا عنه، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين فإن قال قائل: فماذا نصنع؟ قيل له: إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة، فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة، وقول الصحابة، وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم وإن كان يريد مناظرتك، ومجادلتك، فهذا الذي كره لك العلماء، فلا تناظره، واحذره على دينك، كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعا.
فإن قال: فندعهم يتكلمون بالباطل، ونسكت عنهم؟ قيل له: سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين.). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - حدثنا الفريابي قال: حدثني محمد بن داود قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا يعني ابن سيرين: وماراه رجل في شيء.
فقال محمد: إني أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكني لا أماريك. ). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (قال محمد بن الحسين: فينبغي للمسلمين أن يتقوا الله تعالى، ويتعلموا القرآن، ويتعلموا أحكامه، فيحلوا حلاله ويحرموا حرامه، ويعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه، ولا يماروا فيه، ويعلموا أنه كلام الله تعالى، غير مخلوق، فإن عارضهم إنسان جهمي فقال: مخلوق، أو قال: القرآن كلام الله ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو قال: هذا القرآن حكاية لما في اللوح المحفوظ فحكمه أن يهجر ولا يكلم، ولا يصلى خلفه، ويحذر منه، وعليكم بعد ذلك بالسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله تعالى عنهم، وقول التابعين، وقول أئمة المسلمين مع ترك المراء والخصومة والجدال في الدين، فمن كان على هذا الطريق رجوت له من الله تعالى كل خير، وسأذكر بعد ذلك ما لا بد لمن كان هذا مذهبه وعلمه، عمل به من معرفة الإيمان، وشريعة الإسلام، حالا بعد حال، والله الموفق لكل رشاد، والمعين عليه إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا هارون بن سعيدٍ الأيليّ، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: قال عون بن عبد اللّه: «لا تفاتح أصحاب الأهواء في شيءٍ، فإنّهم يضربون القرآن بعضه ببعضٍ» قال يعقوب: ما فتح عليّ، وعاينّا أكثره وشاهدناه، فلو أنّ رجلًا ممّن وهب اللّه له عقلًا صحيحًا. . . . .). [الإبانة الكبرى: 2/ 522-523]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسيّ، قال: حدّثنا مالكٌ، قال: كان سليمان بن يسارٍ «إذا سمع في مجلسٍ مراءً قام وتركهم».). [الإبانة الكبرى: 2/523]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي عن المأثور عن السّلف في جمل اعتقاد أهل السّنّة والتّمسّك بها والوصيّة بحفظها قرنًا بعد قرنٍ
اعتقاد أحمد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه

- أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد اللّه السّكّريّ، قال: حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن بريدٍ الدّقيقيّ قال: حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن عبد الوهّاب أبو العنبر قراءةً من كتابه في شهر ربيعٍ الأوّل سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن سليمان المنقريّ بتنّيس قال: حدّثني عبدوس بن مالكٍ العطّار قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: " ... لا يخاصم أحدًا ولا يناظره ولا يتعلّم الجدل، فإنّ الكلام في القدر والرّؤية والقرآن وغيرها من السّنن مكروهٌ منهيٌّ عنه، ولا يكون صاحبه إن أصاب بكلامه السّنّة من أهل السّنّة حتّى يدع الجدل ويسلّم ويؤمن بالآثار. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/175-177]


رد مع اقتباس