الأدلة على تكلّم الله تعالى بالقرآن حقيقة
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما دلّ من الآيات من كتاب اللّه تعالى وما روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة والتّابعين على أنّ القرآن تكلّم اللّه به على الحقيقة، وأنّه أنزله على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأمره أن يتحدّى به، وأن يدعو النّاس إليه، وأنّه القرآن على الحقيقة. متلوٌّ في المحاريب، مكتوبٌ في المصاحف، محفوظٌ في صدور الرّجال، ليس بحكايةٍ ولا عبارةٍ عن قرآنٍ، وهو قرآنٌ واحدٌ غير مخلوقٍ وغير مجعولٍ ومربوبٍ، بل هو صفةٌ من صفات ذاته، لم يزل به متكلّمًا، ومن قال غير هذا فهو كافرٌ ضالٌّ مضلٌّ مبتدعٌ مخالفٌ لمذاهب السّنّة والجماعة.
قال اللّه تبارك وتعالى: {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164] قيل في تفسيره عن ابن عبّاسٍ: شفاهًا، وقيل: مرارًا.
وقال تعالى: {إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي} [الأعراف: 144] وقال تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] قال قتادة والسّدّيّ: القرآن. وقال تعالى: {يريدون أن يبدّلوا كلام اللّه} [الفتح: 15]. وقال تعالى: {بل هو قرآنٌ مجيدٌ في لوحٍ محفوظٍ} [البروج: 22]. وقال تعالى: {والطّور وكتابٍ مسطورٍ} [الطور: 1]. وقال تعالى: {إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم} [الإسراء: 9]. وقال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} [الحشر: 21]. وقال تبارك وتعالى: {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ} [الإسراء: 82]. وقال تعالى: {قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ} [الزمر: 28]. وقال تعالى: {وإنّك لتلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ} [النمل: 6]. وقال تعالى: {بل هو آياتٌ بيّناتٌ في صدور الّذين أوتوا العلم} [العنكبوت: 49].
وقال تعالى: {وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه} [الأنبياء: 50]. وقال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب}. وقال تعالى: {وهذا كتابٌ مصدّقٌ لسانًا عربيًّا} [الأحقاف: 12]. وقال تعالى: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89]. وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم} [النحل: 44]. وقال تعالى: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين، نزل به الرّوح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} [الشعراء: 192]. فأخبر اللّه تعالى في جميع هذه الآيات أنّه منزلٌ، وأشار إلى جملتها تارةً وإلى آياتها تارةً، فمن قال: إنّ القرآن هو الّذي في السّماء فقد خالف اللّه ورسوله، وردّ معجزات نبيّه، وخالف السّلف من الصّحابة والتّابعين والخالفين لهم من علماء الأمّة.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/-364-367] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلاً )، ( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسى بنَ مَرْيَمَ )، (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقولُهُ: ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ).
( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ )، ( وَلَمَّا جَاءَ مُوْسَى لِمِيْقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ).
( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً )، وقَوْلُهُ: ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوْسَى أَنِ ائْتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ)، (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُما الشَّجَرَةِ )، وقَوْلُهُ: ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلينَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( فِي هَذِهِ الآْيَاتِ إثباتُ صِفَةِ الكلامِ لله حَقِيقَةً عَلَى ما يَلِيقُ بِجَلالِهِ تَعَالَى وهُوَ سُبْحَانَهُ قد تَكَلَّمَ بالْقُرْآنِ والكُتُبِ المُنزَّلةِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ . وغيرِ ذَلِكَ ويَتَكَلَّمُ إذا شَاءَ مَتَى شَاءَ والْقُرْآنُ كَلامُه تَعَالَى مُنَزَّلٌ غَيرُ مَخلوقٍ وهُوَ كلامُ اللهِ حُروفُه ومَعَانِيهِ وهُوَ سورٌ وآياتٌ وحُروفٌ وكَلِماتٌ قد تَكَلَّمَ بها .). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)