دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم بخبرٍ جاء عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّ الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ عن كلام النّاس
- أخبرنا أحمد بن زكريّا بن يعقوب المقدسيّ، حدثنا محمّد بن سليمان، حدثنا ابن عليّة. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، حدثنا يحيى بن محمّد بن يحيى، حدثنا مسدّدٌ، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، وقالا: حدثنا حجّاج بن أبي عثمان الصّوّاف، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاوية بن الحكم السّلميّ، قال: كنّا نصلّي مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجلٌ من القوم إلى جنبي، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم،
فقلت: واثكل أمّيّاه ما لي أراكم تنظرون إليّ وأنا أصلّي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم يصمتونني، فلمّا رأيت ذلك سكتّ، فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، فبأبي هو وأمّي، ما رأيت قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، والله ما كهرني، ولكنّه قال: ((إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، والتّسبيح، والتّحميد، والتّمجيد)).
- أخبرنا خيثمة، ومحمّد بن يعقوب، قالا: حدثنا العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي. ح وأخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن مهديّ بن جعفرٍ، حدثنا عمر بن أبي سلمة، قالا: أخبرنا الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاوية بن الحكم، قال: كنت أصلّي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجلٌ من القوم، فقلت: يرحمك الله، فحدقني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمّيّاه ما لكم تنظرون إليّ.
- وأخبرنا محمّد بن عمرو بن حفصٍ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو ذرٍّ يزيد بن حرب بن شدّادٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاوية بن الحكم، قال: بينما نحن نصلّي مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجلٌ، فذكر نحوه.). [التوحيد: 3/ 170-171]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد، أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال: ثنا يعقوب الدّورقيّ قال: ثنا إسماعيل ابن عليّة قال: نا حجّاج بن أبي عثمان قال: ثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاوية بن الحكم قال: بينا أنا أصلّي مع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذ عطس إلى جنبي رجلٌ فقلت: رحمك اللّه، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمّاه، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمّا رأيتهم يصمّتونني سكتّ، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فبأبي هو وأمّي ما رأيت معلّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، واللّه ما كهرني ولا ضربني.
قال: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلامنا هذا، إنّما هو التّسبيح والتّحميد والتّكبير وقراءة القرآن». أو كما قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. أخرجه مسلمٌ.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 381-382]