أقوال المعتزلة والفلاسفة الإسلاميين في تفسير النفاثات في العقد
ولبعض المعتزلة أقوال في تفسير النفاثات في العقد بأنهن النساء ينقضن عزائم الرجال، وهذا تأويل لا يصح، وإنما قادهم إلى ذلك أنهم ينكرون حقيقة السحر.
وذكر الزمخشري قولاً آخر؛ وهو أن النفاثات في العقد النساء الكيَّدات تشبيها لكيدهن بالسحر والنفث في العقد، أو اللاتي يفتنّ الرجال بتعرضهن لهم.
وهذا القول محدث باطل.
وكذلك قول البيضاوي: (وقيل: المراد بالنفث في العقد إبطال عزائم الرجال بالحيل). قول محدث لا يصح.
والمعتزلة لهم قول معروف في إنكار حقيقة السحر، ولذلك يؤولون ما يرد في النصوص من ذكر السحر بتأويلات تصرفها عن ظاهرها إلى استخدام الحيل والكذب وسقي العقاقير والإيهام ونحو ذلك.
وابن سيناء -رئيس الفلاسفة في زمانه- له كلام في تفسير الغاسق والنفاثات -نقله الألوسي وقبله البيضاوي- بأن الغاسق: القوة الحيوانية وما فيها من الظلمة، والنفاثات: النباتات التي تزداد طولاً وعرضاً وعمقاً ، فجعل هذه الأبعاد الثلاثة مرموزاً لها بالعُقَد ، وهو قول ظاهر البطلان، ولا أصل له عن السلف، ولا تدل عليه اللغة، وهو قول محدث.